منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق Empty القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الإثنين 13 ديسمبر 2010 - 7:23

    القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق
    .....................................................
    من الناحية النظرية والنظرة المجردة بعيداً عن الواقع ، وبغض النظر عن معادلات التوازن بين القوى ،وبعيداً عن حسابات التخطيط والإعداد والإستعداد ، والوعي والإمكانات ، والمعطيات لكل فريق من الخصوم، ومن منظور الدين والحق والعدل، ينطبق على القضية الفلسطينية القانون أو النظرية التالية:
    عودة كل الأراضي التي تعود جغرافياً لفلسطين التاريخية (من النهر الى البحر) لأصحابها الشرعيين الذين كانوا يستوطنون فيها في ظل الإمبراطورية العثمانية ، التي انتهى حكمها فعلياً بعد نهاية الحرب العالمية الآولى ،وضرورة تعويض الفلسطينيين عما لاقوه من قتل للأبرياء والمناضلين وتدمير للمتلكات واستغلال لخيرات البلاد وحرمان من الوطن وشتات في مناحي الأرض، وهذا يقتضي على بريطانيا أولاً واوروبا وأمريكا ثانياً (الذين دعموا وما زالوا يدعمون هذا الكيان) وعلى المستوطنين من اليهود الصهاينة وحكومة اسرائيل ثالثاً دفع تعويضات مادية ومعنوية تمتد مئات السنين في العصور القادمة. ليعوضوا قليلاً من معاناة الشعب الفلسطيني على مدى تسعين عاماً مضت حيث بدأ تنفيذ المؤامرة الدولية الكبرى في عالم تسوده شريعة الغاب.
    الواقع اليوم يقول: إن القيادات السياسية للشعب الفلسطيني اليوم بمجملها تطالب بدولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران أي (22%) من أرضه ووطنه وأرض أجداده منذ ستة آلاف سنة. كم هو ظالمٌ هذا الواقع وكم هو بعيد عن الحق والعدل، وحيث أن الله خالق الحياة والموت، استخلف الإنسان في هذه الأرض ، وهداه النجدين ليختار في حياته بين أمرين، طريق الخير أو طريق الشر، حيث أنزل آدم وحواء من السماء الى الأرض وأنزل معهما ابليس عدواً لهما، وبدأ على هذه الأرض صراعٌ بين الخير والشر، صراع مرير بين إنسان مؤمن أودعت في نفسه بذرة الخير، وبين إنسانٍ كافر ألقيت في نفسه بذرة الخير ولما نمت وكبرت ركبها الشيطان بنبة الشرعابثاً بعقله ليسقيها بماء خبيث ويحرفها عن الطريق السوي السليم وليزرع فيها نزعة الشر، فمنذ الولادة كانت في نفس الإنسان بذرة مفطورة على الخير والسلام ، واوكلت مهمة سقياها وتربيتها الى العقل، فالأول اختار عقله وإدراكه أن يسقي هذه النبتة ويربيها بماءٍ طهور، والثاني سقاها ورباها على ماءٍ نجس خبيث وملوث من نفس الشيطان. وكان الصراع متواتراً بين الفريقين، فتارة ينتصر المؤمن الخيّر وتارة أخرى ينتصر الكافرالشرير، يتداولان الأيام فيما بينهما. ولن يكتمل ويسود العدل المطلق على الأرض، وربما مات الإنسان مظلوما أو ظالماً، فكل مظلومٍ يقابله ظالم، لذلك كان الحساب والعقاب في الآخرة من الخالق العالم والعليم والعادل والرحمن والرحيم والقادر والمنتقم والجبار، ليعطي كل ذي حق حقه، وليحقق العدل المطلق بين الناس في الآخرة ودار البقاء تحقيقاً كاملاً وتاماً ومطلقاً.
    منذ بداية المأساة الفلسطينية اتسمت نظرة العرب والمسلمين لها من خلال المنظور النظري ، لذلك رفضت الدول العربية قرار التقسيم سنة 1947م والذي يقر بقيام دولة للفلسطينيين على حوالي 44% من كل فلسطين. وبالرغم من هزيمة الجيوش العربية عام 1948م الاّ أن المهزوم رفض قرارات الأمم المتحدة، من المنطلق النظري للقضية. وجرت العرف والعادة أن يرفض المنتصر شروط وقف اطلاق النار وليس المهزوم. وكانت العرب تسير على طريقة "إما الكل وإما فلا" ويبدو أن اسرائيل كانت تفهم العرب وقرأت وتنبأت جيداً لردود أفعالهم وتصرفهم حيال القرارات الدولية ، فأبدت موافقتها السريعة على القرار وبذلك استثمرته لصالحها وحظيت بالإعتراف الدولي بكيانها. وكان الإعتراف بدولة اسرائيل الوليدة مشروطاً بتطبيق القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة وخاصة قرار التقسيم عام 1947 والقرار رقم 194 الخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وجاء الرفض من العرب لهذه القرارات مما أثلج صدر اسرائيل وحلفائها.
    لقد كان حال العرب والفلسطينيين كحال تلميذ كان يستعد لامتحان الرياضيات ، فحمل كتابه ودفتره وانطلق يدرس بالعراء راجلاً على رجليه، ولم يكن يحمل قلماً ليحل المسائل ، وكأنه كان يدرس النصوص ويحفظ قصيدة شعرية لعمر بن ابي ربيعة ويسمعها بصوت عالٍ، فأخذ يخزن بذاكرته النظريات والقوانين الرياضية، وكان يقرأ الأمثلة والأسئلة المحلولة في كتابه ودفتره، فيجدها سهلة لأنها كانت محلولة في الكتا أو الدفتر، ولم يمارس حلها بيديه وفكره ، فتوهم في نفسه أنه قادر على حل كل مسألة مهما كانت طبيعتها، سهلة أم صعبة، وذهب للإمتحان واثقاً من نفسه، متحدياً زملاءه ومنافسيه وخصومه في الحصول على أعلى علامة بالفصل. متشدقاً بالفهم والحفظ. فلما دخل الى قاعة الإمتحان واستعرض الأسئلة وجد أن معظمها من الأسئلة التي طالع حلولها، فاستبشر خيراً. وأخذ ينظر لزملائه متوثباً ومتشفياً ومتوعداً بالعلامة الكاملة. أمسك بقلمه وبدأ بالحل ، فجف الحبر من القلم، وكان يحمل قارورة حبر، فأدلى بدلو قلمه ببئر القارورة لينضح منه الحبر، فوجد المضخة معطلة، فتوقف قلمه عن نزف الحبر، وأخذ يعصر ذاكرته لاستحضار الأجوبة، فاستعصت عليه، ولم تطعه وتسعفه في تذكر شيء مما طالعه ودرسه وحفظه ومما خزنته من معلومات. فتصبب عرقاً من الحيرة والخجل والخوف، وأخذ ينظر لزملائه بعين تثير الشفقة والرحمة وعدم القدرة على الحل، ويستجدي المساعدة وانتبه عليه مراقب الإمتحان وزجره، وخرج من الإمتحان صفر اليدين ومهاناً على رأي العرب "عند الإمتحان يكرم المرؤ أو يهان".
    رجع الى البيت يشكو همه لوالديه ، ولما شرح ما حصل له لوالده ، قال له والده وهو يعظه : يا بني أنت المخطيء وأنت الذي أوقعت نفسك في هذا المطب ، وتسببت لنفسك بالفشل في الإمتحان ، لأنك درست وقرأت المادة بطريقة خاطئة، ما هكذا تدرس الرياضيات، الرياضيات يا بني مسائل ومعضلات تحتاج الى حل، فهي نظريات وقوانين ومفاتيح في شقها النظري، وفي جلها تطبيق للنظريات على المسائل والمعضلات من المعطيات وباستخدام المفاتيح المناسبة لفتح أقفال كل مسألة ، وشتان ما بين الحفظ والتخزين، وما بين التطبيق على أرض الواقع، الرياضيات يا بني إعمال للعقل، والنظريات كإشارات ولافتات المرور على الطريق، إن لم تحسن قراءتها وفهمها والإنعطاف بموجبها ستضل الطريق ولن تصل للهدف. وإن أخطأت في قراءة لافتة واحدة ذهبت بعيداً في اتجاه مغاير للمبتغى، والرياضيات مراس وتدريب على ايجاد الحلول للمسائل السهلة والمعقدة على السواء، وإن لم يرافقها مراس وتدريب سوف يؤدي ذلك للفشل في المسائل السهلة ربما يتجاوز الفشل في المسائل الصعبة. فهنالك نظريات ومعادلات أساسية ووسيطة لا بد من الإلمام بها للوصول الى النظرية الهدف ، وحل مسألة رياضية تكون على عدة مراحل ، ولن تكون مباشرة بتطبيق القانون والسلام ختام. والرياضيات سلسلة متكاملة من القوانين والنظريات مبنية على بعضها البعض كحائط من الطوب، وتحتاج الوعي بها على طول الطريق ، من جدول الضرب الى أعقد معادلات التفاضل والتكامل ونظريات الإحتمالات والحسابات الدقيقة، وإن أغفلت لبنة من هذه اللبنات سينهار الجدار، وإن ظل قائماً سيكون هشاً وسهل الإنكسار بهبة هواء ، وبالتالي ستفقد حلقة من سلسلة متصلة تفرط السلسة ولا تعود صالحة للإستعمال. خذها مني يابني نصيحة عن تجربة ، الرياضيات تدخل في كل العلوم الحياتية ، الفيزياء والكيمياء والأحياء والفلسفة والمنطق وعلم النفس والإجتماع ، فهي قرينة العقل ، وهي إدارة للمعضلة لايجاد الحلول ، وسأضرب لك مثلاً من خبرتي في الحياة للتقريب:
    أتذكر في دراستي الجامعية دكتوراً أمريكياً كان يدرسنا أصعب المواد في الفيزياء ، وهي فيزياء الحالة الصلبة ، Solid State Physics ، وفي أول امتحان يعقده لنا أخبرنا أن نلخص المادة وخاصة القوانين والنظريات على بطاقة من الورق طولها خمسة سنتمترات وعرضها عشرة سنتمترات ، وأن نكتب على وجهي البطاقة أي شيء نريد وذلك لكي لا يرهقنا بالحفظ ، فقلنا في نفوسنا وتساءلنا ما هذا الغباء ؟ وانهمكنا في كيفية تلخيص المادة كاملة ، وفكرنا بالغش لكي لا ندرس حيث اتاح لنا ذلك ، وعلى نفسها جنت براقش ، وأسأنا الأمانة مع أنفسنا قبل أن نسيئها معه ، وسهرنا طوال ليلة الإمتحان نلعب الورق ، وعمل كل طالب منا أربعة بطاقات لخصنا فيها كل المادة بخط دقيق ، وكانت نيتنا أن نضع على الطاولة أمام ناظري الدكتور بطاقة واحدة كما سمح لنا ، على أن نضع البطاقات الثلاثة المتبقية في جيوبنا ، ونخبؤ البطاقة الظاهرة ونستدعي أي بطاقة مخبأة من أحد جيوبنا عند الحاجة لتكون هي البطاقة الظاهرة للدكتور بعد أن نخبأ الآولى وهكذا دواليك ، وجاءت لحظة الحقيقة ودخلنا للإمتحان بنفوس هادئة ومطمئنة وواثقة ، ولما فتحنا ورقة الأسئلة وجدنا فيها مسألتين ، واستدعينا جميع البطاقات الظاهرة والمخزنة، وتركنا الدكتور في قاعة الإختبار بدون مراقبة، وفكرنا وعصرنا معلوماتنا ولم نعثر على حل لأي مسألة ، الاّ طالب واحد درس المادة وهو يجرب حل المسائل طول الليل ولم يشاركنا اللعب ، حيث حل مسألة ونصف ولم يقبل أن يساعد أو يغشش أي طالب آخر. وخرجنا كلنا من الإمتحان صفر اليدين الاّ من تدرب وتمرن على الحل.
    المسألة يابني تتكون من ثلاثة عناصر : اولها المعطيات كمفاتيح وآليات جاهزة للحل تحتاج الى جهد ذاتي لتنظيمها وتوظيفها واستثمارها للوصول الى الهدف ، وثانيها الهدف وهو الجواب الصحيح للمسألة، وثالثها طريقة الحل باستخدام المنطق والنظريات والآليات الجاهزة والآليات المساعدة والداعمة التي يخترعها فكر الطالب وإبداعه نتيجة بحثه واجتهاده وفهمه وتاريخه الرياضي ودراسته الصحيحة للمادة، وإعمال عقله في التحليل والقياس والإستنباط من واقع الممارسة والتدريب للتحايل على المسألة والتصويب الصحيح والدقيق نحو الهدف لإصابته . وربما لا يصل الطالب الى الجواب الصحيح في حل مسألة ما ، وإنما ينظر المدرس في تقييمه للطالب على أساس منطقه في الحل ، وإن كانت الطريقة صائبة وأخطأ في الجواب فلن يحرمه المدرس من النجاح ، وربما يخصم على الجواب الخاطيء علامة واحدة من عشرة ، فينال على طريقة الحل تسع درجات من عشرة (ممتاز).
    ويمكن تقسيم الشعب الفلسطيني في تعامله مع قضيتة الفلسطينية ونظرته اليها كالآتي:
     النظرة من الموقع الجغرافي وينقسم الشعب الفلسطيني هنا الى قسمين ، الشعب تحت الإحتلال ، والشعب في الشتات، وتتأثر نظرة الشعب تحت الإحتلال بمعاناتها من الإحتلال ،وما يتعرض له الشعب هناك من دفع أثمان باهظة، من قتل وجرح وأسر وإذلال وقمع واضهاد، وسطو على الأراضي والممتلكات. ومداهمات للبيوت وهي آمنة مطمئنة ، وغزو ثقافي واقتصادي وفقر وبطالة. إذن فالشعب هنالك تحت الإحتلال لاعب رئيسي في مباراته مع الأعداء، يركض ويكد ويجتهد ويعرق ويصاب ويغمى عليه ويهزم أحياناً كثيرة وينتصر أحياناً قليلة بصموده وجبروته وإمكاناته البسيطة. لذلك يمكن تصنيف نظرته للقضية بأنها نظرة واقعية براغماتية لأنه يعيش الصراع حياً على الهواء،ويحتفظ بالنظرية كامنة في نفسه أما شعب الشتات ، فقد تأقلم مع وضعه الجغرافي بعيداً عن ملعب الصراع لكي يعيش، وانهمك في بناء حياته واستطاع العيش بكرامة وتأمين لقمة العيش ، والكثير صار ثرياً وأمن مستقبل أبنائه من بعده ، وينام ليله آمنا مطمئناً في بيته وفي سره، ولا يدفع أثماناً مباشرة في الصراع ، حاله كحال المتفرج في الإستاد الرياضي والذي يلوم اللإعب في الملعب على عدم اصابته الهدف من أنصاف الفرص ومن عدمها، فهو لا يعيش ظروفه ، ولا يشعر بما يشعر به من تعب وإرهاق وألم ومعاناة طيلة مراثون الصراع ، وضغط على الأعصاب ، وبالتالي فنظرته للقضية تظل في إطارها النظري لأنه لم يمارس الصراع المباشر في أرض الملعب ،ومن موقعه متفرجاً يراقب الأحداث من شاشات التلفزة ، وتصدر عنه هتافات نشاز تسبب الإحباطٍ للاعبين، ويهمز هذا اللاعب ويلمز ذاك ، ويتهمه تارة بالحمار وتارة بالتيس ويلقي بالتهم والهتافات والشعارات المؤذية ، فهو يريد منه تحقيق الهدف للكل، وهو جالس وقاعد يتفيء بظلال الأمن ولا يملك الا اللوم والتنظير للقضية ، ولا نلمس له فعلاً على الأرض. وهنالك البعض ممن يروض نظرته لتتوائم مع الحالة السياسية للجغرافيا التي يعيش فوقها حتى لو تعارضت مع المصلحة الوطنية لشعبه لكي يضمن لنفسه استمراية المميزات التي حصل عليها من موقعه الجغرافي.
     النظرة من الموقع التاريخي والأيدلوجي: وهذه النظرة محكومة بمسلمات وضعية بقوانين البشر واختزال المعتقدات الدينية في المسائل الثانوية وغير الأساسية ، حشر الفلسطيني نفسه في شرنقتها ، وابتعد عن الواقع ، وتنطبق على من اعتنق المباديء الحزبية التي تعتمد في فكرها على الأيدلوجيات المستوردة والتي تنبع من خارج الوطن وكذلك على من سيس الدين ليخدم المصلحة الحزبية الضيقة ، وأخذ يقيِّم القضية من المنظور العقائدي الديني والحزبي وضمن إطار مصالح الحزب الذي ربما اتسعت آفاقه عن آفاق الوطن فحملت منتسبيه أعباءً لا يقدر على حملها، وهذه القضية الفلسطينية المعقدة لا يشملها المنظور العقائدي الحزبي ولا تقع ضمن أولوياته، وأسيء استخدام المنظور الديني لها ، وذلك للتجويف الفكري وقلة الخبرة لمن ينتمي لبعض الأحزاب الدينية التي فصلت الدين عن الحياة والواقع وكيفية المواءمة بينهما ، وأخذوا من الدين شعائره وتركوا أخلاقياته التي تهذبها تأدية الشعائر والتي فرضها الله لترسخ الأخلاق في الإنسان وتدربه عليها وتوحده في تأديتها، وهذا الفريق يوجد على الجغرافيا الفلسطينية تحت الإحتلال ، وعلى الجغرافية الفلسطينية الموزعة بالشتات.
     النظرة من موقع المصالح الدنيوية: هنالك من دخل العمل الوطني كمقاوم أو مناضل من فئة الخمسة نجوم ، ولكي يحصل على مركز يؤهله لاعتلاء كرسي السلطة ، فبالغ في نظرته الواقعية للصراع ، وأصبح جهده منصباً في الإتجاه المعاكس للمصالح الوطنية ووالتقى بذلك مع النهج المعادي دون أن يعلم، وصار داعماً لجهود العدو ، كالمدافع الذي يسجل هدفاً في مرماه إما بقصد كالعملاء أو غير قصد كالجهلة وعديمي الوعي والمنساقين حول التنظيرات الحزبية. وأصبح همه أن يمارس السلطة ويجني من مكاسبها بقدر ما يستطيع في غيبوبة الضمير الحي والرادع وفي غيبوبة الوعي والثقافة.
     النظرة من موقع ممارسة العمل الوطني: هنالك من الفلسطينيين من مارس العمل الوطني وانخرط في الفصائل الفلسطينية المقاومة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965م ، وقد أسس لهذه الثورة جيل من المتعلمين والمفكرين والمثقفين والمخلصين للوطن ، وهذا الفريق المؤسس استعف عن رغد العيش الذي كان متاحاً له نظراً لسبقه في التحصيل العلمي ، وآثر العمل الوطني وقدمه على سلم أولوياته ، وكانت نظرته للقضية تنحصر في النظرية ، وبعد خبرته في العمل الوطني وطول ممارسته ، ودخوله دهاليز السياسة ، أبقى النظرية كامنة في داخله ، وحاول الإستفادة من المعطيات للمسألة الفلسطينية ، وهي قرارات الشرعية الدولية ، وأدرك ضرورة استثمارها كمرحلة على طريق الهدف ، وكمعادلة وسيطة توصلنا في النهاية للمعادلة والنظرية المنطقية لحل المسألة ، فغير من منظوره كتكتيك مرحلي يخدم الإستراتيجية طويلة المدى. وانعطف في طريقه للهدف بناء على لافتة على الطريق فهم منها عن وجود تحويلة ولفة يجب اتباعها مؤقتاً في السير نحو الهدف. وإن لم ينعطف مع التحويلة وظل في نفس الإتجاه سيهلك في وعورة الطريق ووحوش الغاب المتربصين.
     النظرة من موقع الفئات العمرية: نظرة الشباب المتحمس ، والذي يفتقد الخبرة ، تتمحور في إطار المنظور النظري للقضية ، ونظرة كبار السن الذين عاصروا النكبة والنكسة والذين يقضون الوقت الضائع من العمر تتمحور كذلك بالرؤية النظرية للقضية ، لأنهم لا يريدون غير مسقط الرأس والوطن الذي يعيش في ذاكرتهم وقضوا فيه طفولتهم وشبابهم ولا يمكن التفريط فيه مهما كان الثمن.
    وما يحدد النظرة الصحيحة للقضية الفلسطينية واتجاهها الصحيح هو بوصلة الوعي السياسي وثقافة المقاومة الناجعة المثمرة لاستثمار العمل الوطني ، ونتيجة للإختلاف في الرؤى والنظرة بين الفلسطينيين ، كثرت البوصلات ، وضاعت بينها بوصلة الوعي السياسي والإستثماري ، وصار صعباً علينا تمييزها من غيرها ، وضل العمل الوطني طريقه للهدف في غياب للوعي الجماعي بمصلحة الوطن والمواطنيين.
    إذن النظرية كامنة في نفس كل فلسطيني ، ولكن آليات الحل تختلف من فريق لآخر في غياب (للثقافة الوطنية المجتمعية ، وغياب للوعي الجماعي والإجماع وحسن الإستثمار). وتضارب للمصالح الشخصية والفئوية. لذلك لم تكن منجزاتنا بمستوى تضحياتنا. كلنا يفهم النظرية ويحفظها عن ظهر قلب، وجلنا مختلفين على طريقة الحل، فأخذنا الوقت في الجدال حول طريقة الحل ونسينا أننا محتلون يتوجب علينا الإستقلال قبل أن ندخل في الجدل.

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    8/2/2010م


    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22376
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق Doctor10
    المزاج : القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق Empty رد: القضية الفلسطينية بين النظرية والتطبيق

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الإثنين 13 ديسمبر 2010 - 11:06

    يعطيك العافية
    و تلك الأيام نداولها بين الناس
    سيأتي يوماً و تطبق هذه المعادلة الصعبة السهلة بنفس الوقت
    كل الاحترام أخي الكريم




    عجبتُُ لمن يبكي على موت غيره دموعاً
    ولا يبكي على موت قلبه دماً

    وأعجبُ من ذا ان رأى عيب غيرِهِ عظيماً
    وفي عينهِ عن عيبهِ عمى





    اذا غاب في يوم اسمي من هنا ..!
    فربما ينساني البعض..!
    ولكن ..
    ستتذكرني صفحاتي التي سجلت عليها حروفي ..!
    لتبقى كلماتي ..!!
    رمزا للجميع ..!!!
    ليتذكروني ...!!!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 7:54