مشاعر متباينة حيال حريق جبل الكرمل
.................................................
جبل الكرمل ، وما أدراك ما جبل الكرمل!، إنه من أجمل جبال العالم، ويا ليتني لم أرَ جبل الكرمل، لأنني عندما رأيت النيران تلتهم أحراشه المتغاوية بطولها وخضرتها اليانعة، واسترجعت في مخيلتي هذا الجبل الجميل الراسخ الأنيق الشامخ العملاق، وقارنت رسوخه وشموخه برسوخ أهلنا وصمودهم منزرعين بأرضنا داخل الخط الأخضر من حوله وأهلنا خارج الخط الأخضر يهبون لنجدته بالرغم من الغصة والمرارة التي يشعرون بها على أسره، وتصارعت بنفسي المشاعر تجاه الحدث، فانتصرت مشاعر الحزن والأسف والألم على مشاعر الشماتة والسرور واللامبلاة، صحيح أنه مختطف بأيدي الغزاة، ومحتل من قبل كيان طاريء على الجغرافية والتاريخ، كما وأنني لمست تباين مشاعر الناس من حولي لهذا الحريق، وتفهمت مشاعرهم المتباينة بين السرور والأسف واللامبلاة، ولكنني رجعت بالذاكرة الى أعماق التاريخ، وتحاورت مع نفسي وقلت لها، إن هذا جبلنا وملكنا وقد خصنا قبل أن يخصهم بزمن مديد وطويل وعميق، وما زال يخصنا نحتفظ به في صرة مودعة بقلوبنا، ويتواجد من حوله أهلنا من شماله وجنوبه وشرقه وغربه، يحفظون له هويته الفلسطينية العربية الأصيلة، ولا بد أن يعود في يوم من الأيام، فإن لم أشهد انا عودته سيشهدها ابني أو حفيدي أو سليلي. وتخيلت رجال الإطفاء من بلدي وأهلي الذين ساهموا في إطفاء الحريق، وقلت في نفسي إنهم كانوا أكثر الناس عطاءً وتفانياً في إطفاء النيران، تخيلتهم يعملون بجد واجتهاد وجهدٍ يفوق كل المشاركين في هذا العمل، يتفوقون على رجال من يختطفونه، لأنهم اكثر العاملين حرقة وأسفاً على جبلهم المختطف. واستخلصت الدروس من هذا الحدث المؤسف على الطبيعة والجمال. فهذا هبة من الله لهذه الأرض المباركة، ولا يجب أن تتعرض هبات الخالق للضرر والتشويه، والناس أجيال متعاقبة، جيل يذهب ويرحل ويعقبه جيل وهكذا، والأيام دول، ويتداولها الله بين الناس، ولا يضيع حق وراءه مطالب، لذلك سيعود يوماً ما.
q الدرس الأول: "إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً أيها الصهيوني المتغطرس" وإن كنت قوياً فإن قوة الخالق أقوى أيها الصهيوني المتطرف والحاقد، وإن كنت قوياً اليوم متطفلاً على غيرك تستمد منهم قوتك المادية المجردة من الروحانية، فلن تكون قوياً غداً، لأنك تستمد بقاءك في هذه الأرض من قوة غيرك من المعيلين لك، وليس لك بها جذوراً عميقة ممتدة في أحشائها، يا من أشعلت الحرائق بالمنطقة منذ قدومك اليها متسللاً من باب التاريخ الخلفي ومحترفاً بإشعال النيران، جئت في حين غرة وغفلة، وبالقوة الطاغية الحاكمة. تشعل الحريق تلو الحريق في المناطق المجاورة، وامتدت حرائقك الى ما بعد الجوار في جميع أنحاء العالم، ووقود حرائقك الناس والشجر والحجر وكل المخلوقات، لقد أتقنت إشعال الحرائق والفتن كعادتك، ومن خلال هذا الحدث يمتحنك الله في قوتك وقدرتك العسكرية على اطفاء حريق يقل بكثير عن نيران حرائقك، وظهرت صغيراً حقيراً وعاجزاً عن إطفاء حريق بسيط، واستنجدت بجيرانك من الأقوياء والضعفاء، جيرانك الذين ذاقوا من ويلات حرائقك الكثير، وها أنت اليوم تقف عاجزاً أيضاً عن إطفاء نيران حرائق الإحتلال ورافضاً كل الجهود من أجل احلال السلام في المنطقة. وهبَّ جيرانك لمساعدتك في قضية إنسانية ناسين ويلات حرائقك التي حلت بهم. وبهذا يذكرك الله وينذرك ويحذرك لعلك تكون إنساناً يعتبر من الأحداث. ويعود لإنسانيته التي فطره الله عليها.
q الدرس الثاني: أنت من الداخل مهزوز وضعيف أيها الصهيوني العنصري المتطرف، لقد تبين أنك غير قادر بنفسك وقوتك العسكرية الهائلة على حماية مواطنيك من حدث بيئي طاريء بسيط، فاعرف حجمك الحقيقي، وتخلّ عن عنصريتك الحاقدة على غيرك من الناس الذين ينشدون السلام معك، واقمع دعاة العنصرية وعد الى رشدك، إنك مهتم بحماية بني جلدتك فقط، وتترك العنصر العربي عارياً من كل حماية ورعاية. تكرس جهود الإطفاء ناحية بني جلدتك وتترك النيران تمتد الى القرى العربية دون اهتمام. واعلم ايها الصهيوني أن نيران العنصرية التي تشعلها ستحرقك أنت وكيانك في نهاية المطاف. ومن حفر حفرة لغيره يريد له المكيدة والغدر والخسة سيقع فيها ولو بعد حين.
q الدرس الثالث: الإنسان مدني بالطبع إن كان يحتفظ بمشاعر الحب للحياة ومشاعر حسن العشرة والجوارويعمر قلبه الإيمان بالله، وهذا ما أثبته جيرانكم من العرب الذين حلت بهم ويلات حرائقكم من القذائف الحارقة والغازات السامة. فهلا عدتم الى إنسانيتكم وقبلتم التعايش مع الناس في محيطكم قبل أن تحل بكم شرور أحقادكم وعنصريتكم. أين العقلاء فيكم ليرفعوا اصواتهم عالياً ويصرخوا في وجوه المتطرفين والعنصريين الحاقدين منكم والذين يقودن مركبكم بتهورٍ وخيلاءٍ وعنجهية، ليقولوا لهم "كفانا غطرسة وعنجهية، وكفانا غروراً بقوتنا العسكرية التي عجزت عن حماية شعبنا". القوة بالسلاح ليست كافية لحماية المجتمع من الكوارث. القوة والشجاعة هي باتخاذ القرار السليم بالوقت السليم. فليس القوي بالصُّرعة، إنما القوي هو من يتمالك نفسه عند الغضب وعند حافة الخطر، فيتسم بالحكمة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة التي تحفظه وشعبه من السير في طريق محفوف بالمخاطر والحفر. والحروب لا تجلب الاّ الدمار لكل من يديرها ومن يكوى بنارها.
هذا قدرك يا جبل الكرمل، لقد عجز المحتلون عن صيانتك وحمايتك وإنقاذك، ولتشهد على عجزهم وخورهم وعدم أهليتهم لك، وإن شاء الله ستشهد على رحيلهم عنك.
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
13/12/2010م
.................................................
جبل الكرمل ، وما أدراك ما جبل الكرمل!، إنه من أجمل جبال العالم، ويا ليتني لم أرَ جبل الكرمل، لأنني عندما رأيت النيران تلتهم أحراشه المتغاوية بطولها وخضرتها اليانعة، واسترجعت في مخيلتي هذا الجبل الجميل الراسخ الأنيق الشامخ العملاق، وقارنت رسوخه وشموخه برسوخ أهلنا وصمودهم منزرعين بأرضنا داخل الخط الأخضر من حوله وأهلنا خارج الخط الأخضر يهبون لنجدته بالرغم من الغصة والمرارة التي يشعرون بها على أسره، وتصارعت بنفسي المشاعر تجاه الحدث، فانتصرت مشاعر الحزن والأسف والألم على مشاعر الشماتة والسرور واللامبلاة، صحيح أنه مختطف بأيدي الغزاة، ومحتل من قبل كيان طاريء على الجغرافية والتاريخ، كما وأنني لمست تباين مشاعر الناس من حولي لهذا الحريق، وتفهمت مشاعرهم المتباينة بين السرور والأسف واللامبلاة، ولكنني رجعت بالذاكرة الى أعماق التاريخ، وتحاورت مع نفسي وقلت لها، إن هذا جبلنا وملكنا وقد خصنا قبل أن يخصهم بزمن مديد وطويل وعميق، وما زال يخصنا نحتفظ به في صرة مودعة بقلوبنا، ويتواجد من حوله أهلنا من شماله وجنوبه وشرقه وغربه، يحفظون له هويته الفلسطينية العربية الأصيلة، ولا بد أن يعود في يوم من الأيام، فإن لم أشهد انا عودته سيشهدها ابني أو حفيدي أو سليلي. وتخيلت رجال الإطفاء من بلدي وأهلي الذين ساهموا في إطفاء الحريق، وقلت في نفسي إنهم كانوا أكثر الناس عطاءً وتفانياً في إطفاء النيران، تخيلتهم يعملون بجد واجتهاد وجهدٍ يفوق كل المشاركين في هذا العمل، يتفوقون على رجال من يختطفونه، لأنهم اكثر العاملين حرقة وأسفاً على جبلهم المختطف. واستخلصت الدروس من هذا الحدث المؤسف على الطبيعة والجمال. فهذا هبة من الله لهذه الأرض المباركة، ولا يجب أن تتعرض هبات الخالق للضرر والتشويه، والناس أجيال متعاقبة، جيل يذهب ويرحل ويعقبه جيل وهكذا، والأيام دول، ويتداولها الله بين الناس، ولا يضيع حق وراءه مطالب، لذلك سيعود يوماً ما.
q الدرس الأول: "إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً أيها الصهيوني المتغطرس" وإن كنت قوياً فإن قوة الخالق أقوى أيها الصهيوني المتطرف والحاقد، وإن كنت قوياً اليوم متطفلاً على غيرك تستمد منهم قوتك المادية المجردة من الروحانية، فلن تكون قوياً غداً، لأنك تستمد بقاءك في هذه الأرض من قوة غيرك من المعيلين لك، وليس لك بها جذوراً عميقة ممتدة في أحشائها، يا من أشعلت الحرائق بالمنطقة منذ قدومك اليها متسللاً من باب التاريخ الخلفي ومحترفاً بإشعال النيران، جئت في حين غرة وغفلة، وبالقوة الطاغية الحاكمة. تشعل الحريق تلو الحريق في المناطق المجاورة، وامتدت حرائقك الى ما بعد الجوار في جميع أنحاء العالم، ووقود حرائقك الناس والشجر والحجر وكل المخلوقات، لقد أتقنت إشعال الحرائق والفتن كعادتك، ومن خلال هذا الحدث يمتحنك الله في قوتك وقدرتك العسكرية على اطفاء حريق يقل بكثير عن نيران حرائقك، وظهرت صغيراً حقيراً وعاجزاً عن إطفاء حريق بسيط، واستنجدت بجيرانك من الأقوياء والضعفاء، جيرانك الذين ذاقوا من ويلات حرائقك الكثير، وها أنت اليوم تقف عاجزاً أيضاً عن إطفاء نيران حرائق الإحتلال ورافضاً كل الجهود من أجل احلال السلام في المنطقة. وهبَّ جيرانك لمساعدتك في قضية إنسانية ناسين ويلات حرائقك التي حلت بهم. وبهذا يذكرك الله وينذرك ويحذرك لعلك تكون إنساناً يعتبر من الأحداث. ويعود لإنسانيته التي فطره الله عليها.
q الدرس الثاني: أنت من الداخل مهزوز وضعيف أيها الصهيوني العنصري المتطرف، لقد تبين أنك غير قادر بنفسك وقوتك العسكرية الهائلة على حماية مواطنيك من حدث بيئي طاريء بسيط، فاعرف حجمك الحقيقي، وتخلّ عن عنصريتك الحاقدة على غيرك من الناس الذين ينشدون السلام معك، واقمع دعاة العنصرية وعد الى رشدك، إنك مهتم بحماية بني جلدتك فقط، وتترك العنصر العربي عارياً من كل حماية ورعاية. تكرس جهود الإطفاء ناحية بني جلدتك وتترك النيران تمتد الى القرى العربية دون اهتمام. واعلم ايها الصهيوني أن نيران العنصرية التي تشعلها ستحرقك أنت وكيانك في نهاية المطاف. ومن حفر حفرة لغيره يريد له المكيدة والغدر والخسة سيقع فيها ولو بعد حين.
q الدرس الثالث: الإنسان مدني بالطبع إن كان يحتفظ بمشاعر الحب للحياة ومشاعر حسن العشرة والجوارويعمر قلبه الإيمان بالله، وهذا ما أثبته جيرانكم من العرب الذين حلت بهم ويلات حرائقكم من القذائف الحارقة والغازات السامة. فهلا عدتم الى إنسانيتكم وقبلتم التعايش مع الناس في محيطكم قبل أن تحل بكم شرور أحقادكم وعنصريتكم. أين العقلاء فيكم ليرفعوا اصواتهم عالياً ويصرخوا في وجوه المتطرفين والعنصريين الحاقدين منكم والذين يقودن مركبكم بتهورٍ وخيلاءٍ وعنجهية، ليقولوا لهم "كفانا غطرسة وعنجهية، وكفانا غروراً بقوتنا العسكرية التي عجزت عن حماية شعبنا". القوة بالسلاح ليست كافية لحماية المجتمع من الكوارث. القوة والشجاعة هي باتخاذ القرار السليم بالوقت السليم. فليس القوي بالصُّرعة، إنما القوي هو من يتمالك نفسه عند الغضب وعند حافة الخطر، فيتسم بالحكمة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة التي تحفظه وشعبه من السير في طريق محفوف بالمخاطر والحفر. والحروب لا تجلب الاّ الدمار لكل من يديرها ومن يكوى بنارها.
هذا قدرك يا جبل الكرمل، لقد عجز المحتلون عن صيانتك وحمايتك وإنقاذك، ولتشهد على عجزهم وخورهم وعدم أهليتهم لك، وإن شاء الله ستشهد على رحيلهم عنك.
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
13/12/2010م
السبت 23 نوفمبر 2024 - 21:45 من طرف جنى ميرو
» لماذا يعتبر متجراللورد الوجهة الأمثل لشراء الاشتراكات الرقمية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 21:20 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو