أطلال أسواق الأسهم العربية

أطلال أسواق الأسهم العربية
تاريخ النشر : 2007-02-18
وخزة دبّوس

.......................................

لِطُرْفةَ أموالٌ برٌُزمةِ أسهمِ

تلوحُ كباقي الكَسْرِ في مِرْفقِ اليد

وقوفاً بها صحْبي عليَّ بِنُصْحِهم

يقولون لا تهلك أسىً وتجلَّدِِ

……………………………

وطُرْفةُ نادى للحبيبة يحتفي

بُشراكِ خوخا بالهدايا فاسعدي

تيهي دلالاً واهنئي وتبغددي

ذاك المؤشِّرُ في اخضرارٍ يصعدِ

وخوْلةُ تأتي بالجواهر تبتغي

خوْضَ التّداوُلِ بالمؤشِّر ِ تهتدي

وطرْفةُ مهووسٌ بربحِ الأسهُمِ

والفكْرُ في لونِ المؤشِّر ِ يُصْفَدِ

نسيَ الوظيفةَ والعيالَ وإسمَهُ

وينامُ قلقاً لا اْنتظامَ بمرقدِ

وطرْفةُ غادٍ للبنوك ويبتغي

رَهْنَ الرّواتبِ والعقارِ من الغدِ

ويلحق محموماً بركبٍ مُسْرِعٍ

ليحظى ثراءً بالإشاعةِ يهتدي

…………………………..

والطُّرْفُ أمسى ذات يومٍ عابساً

يا خوْلُ ضِعنا فاثبتي وتجلّدي

فالسّوقُ أضحى في انهيارٍ دائمٍ

والقلبُ يرْجفُ والأيادي تقتدي

...........................................

والخوْلُ ردّت بالشّهيقِ ورجْعِهِ

يا طُرْفُ ويحك لا ملابسَ نرتدي

..........................................

يا خوْلُ لا تفري ولا تتبرْطمي

يا خوْلُ صومي بالحياةِ تزهَّدي

جئنا لنفرحَ ما وجدنا مطرحاً

يا خوْلُ حبُّك في فؤادي يخلُدِ

............................................

يا طرْفُ حُبُّك لن يعوِّض صيغتي

هذا الزّمان مُغايرٌ يا سيِّدي

يا طرْفُ حبُّك لن يؤكِّلَ خلفتي

يا طرْفُ حبُّكَ لن يزيِّنَ ساعدي

أُغرُبْ عن الأنظارِ يهدأْ خاطري

وأجلب طعاماً للصِّغار إلى غدِ

............................................

يا خوْلُ صبْراً إنَّ ربَّكِ مُنقِذي

يا خوْلُ لا تهني ولا تتنهّدي

يا خوْلُ إنّا كالجميعِ بحالنا

مثلَ النّعاج بدون رؤيا نقتدي

يا خوْلُ إنّي للقناعة راجعٌ

يا خوْلُ شُدّي ساعديكِ بساعدي

لنعيدَ إعمارَ البناءِ وسقفِهِ

يا خوْلُ عذراً فالإشاعةُ مرصدي

...........................................

يا طرْفُ إنّي في هواك مُراوِحٌ

با طرْف إمضي ساعديكً بساعدي

..........................................

فالخوْلُ أضحت لا أساورَ باليدِ

والجيدُ خالٍ لا جواهر يرتدي

والقرْضُ أضحى للرّواتبِ آكِلاً

والرَّحْلُ بيعَ وبالحراجِ مُمَدَّدِ

والخوْلُُ أمْستْ لا مؤونة للغدِ

والعيْنُ تُمْطِرُ بالدّموعِ وَتُرْمَدِ

وِلْدانُ تغدو للمدارسِ عنوةً
مشياً على الأقدامِ شجْواً تُنشِدِ

والماءُ جفَّ فلا عطاشى ترتوي

والكُلُّ غرِق ولا سبيلَ لمُنجدِ

..........................................

والطُّرْفُ عاد إلى البناء َ بكدِّهِ
عوْداً على بدءٍ بقلبٍ عابدِ

والخوْلُ كانت للحبيب غطاءه
ترضى بما قسمَ النصيبُ وتحمدِ

..........................................

فالسّوق أودى بالفقيرِ ومالهِ

أمسى بصِفرٍ بالجيوبِ وباليدِ

والسّوقُ زاد َ مِن الغنيِّ ثراءَهُ

أضحى بجوعٍ كالذِّئابِ على الجدي

بقلم أحمد ابراهيم الحاج

16شباط 2007