منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    العولمة وحساب الأرباح والخسائر

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    العولمة وحساب الأرباح والخسائر Empty العولمة وحساب الأرباح والخسائر

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأحد 19 ديسمبر 2010 - 7:27

    العولمة وحساب الأرباح والخسائر
    ...........................................
    العولمة هي تسخيرواستثمار العلم لتسهيل وتيسير الحياة على الإنسان ، وهذا هو التعريف الموجز والبريء والمعبِّر للعولمة ، ولكن هل ينطبق هذا التعريف على العولمة في كل جوانبها التي أثرت على حياة الإنسان؟ الجواب لا ، ولماذا؟
    العولمة في مظاهرها الحالية في أوساط المجتمع أصبحت سلاحاً ذا حدين ، حدٌّ موجب وحدٌّ سالب ، وفي نتيجتها النهائية كانت موجبة التأثير على بعض المجتمعات وسالبة التأثير على مجتمعات أخرى ، ومجتمعنا العربي يقع ضمن المجتمعات الأخرى أي التي تأثرت سلباً بمنتجات العولمة. فالعولمة لها مساوؤها ولها محاسنها ، وحتى نخلص الى حسبة الأرباح والخسائر نتطرق الى بنود الأرباح فيها:
    • سهولة توفير المعلومات وعرضها ضمن برامج تكنولوجيا المعلومات التي تمكن المرء من من البحث عن أي موضوع واستطلاع وجلب المعلومات عنه من مصادر متنوعة وقراءة آراء المفكرين والناس حوله وتحليله والخروج برأي مستقل للباحث مما ساعد وسهّل عمليات البحث والإستقراء وزيادة المعرفة بكل نواحيها وجوانبها. وساعد الباحث في الوصول الى الهدف بأقصر الطرق وأيسرها من موقعه في مكتبه أو منزله دون التنقل والتفتيش عن المصادر. وبذلك توفير الجهد المبذول للحصول على المعلومة.
    • سهولة تأدية المهام والحصول على الحاجيات التي تتطلب زيارة بائعي تلك الخدمات والحاجيات للحصول عليها بكل بساطة ويسر وفي أي وقت بغض النظر عن انتهاء الدوام الرسمي لمقدمي هذه الخدمات والمنتجات ودون تجشم عناء الوصول للبائعين والإصطفاف في طوابير لإنتظار الدور وبالتالي توفير الوقت والجهد ، مثال ذلك التقنية البنكيه والحصول على خدمات السحب والتحويل والايداع وتسديد الفواتير والاستفسار الكترونياً عبر أجهزة الصراف الآلي المنتشرة في كل مكان وبواسطة الخدمات المصرفية الالكترونية عن طريق الانترنت والهاتف المصرفي وما شابه ذلك من خدمات ومنتجات يحتاجها المواطن.
    • الثورة الهائلة في الاتصالات وفرت للمرء الاتصال بأصحاب العلاقة من أي مكان يوجد به وإخبارهم عن مكان تواجده لسهولة الوصول اليه وتقديم العون والمساندة والإنقاذ والحصول على أخبار العالم لدى حدوثها والتواصل المتبادل بالصوت والصورة مع أهله وذويه ومع كل من لهم علاقة به. وكذلك القنوات الفضائية التي تؤمن التواصل بالصوت والصورة مع أحداث العالم وتطوراته وما تبثه من برامج تثقيفية في كل مجلات الحياة التي تهم الناس. وحولت العالم المترامي الأطراف الى قرية صغيرة متواصلة.
    • التعرف على ثقافات الأمم الأخرى وأخذ الموجب منها وترك السالب واستطلاع الأماكن الأثرية والمعالم الحضارية والسياحية التي يمكن زيارتها في العالم وأساليب التعامل مع سكانها في حالة زيارتها وتجنب الوقوع في المحظور والخطأ.
    • ولا ننسى ما توصل اليه العلم في الطب والعلاج والعمليات الجراحية والعلوم البيولوجية كالهندسة الوراثية والجينية، وما توصل اليه في مجالات الصناعات الكيميائية والدوائية والغذائية والتجارة الالكتونية والزراعة والتقنية الزراعية وفي كل مجالات الحياة.
    كانت تلك العناوين والبنود الرئيسية للأرباح من العولمة ، ويندرج تحتها عناوين فرعية كثيرة ، وكل عامل من هذه العوامل والبنود الربحية يمكن ان يتحول الى بنود خسارة إن لم يتم التعامل معها باتزان وترشيد وجدية صارمة في الحصول على منافعها ودرء مساوئها وسوء استغلالها واستخدامها.
    ولكن بالمقابل هنالك بنود خسائر يصعب التغلب عليها وتطويعها لتكون بنود أرباح ومنها:
    • تقلص الجانب الإنساني الفطري والغرائزي في الناس ، وما ينتج عنه من تحييد العواطف والمشاعر واللمسات الإنسانية الفطرية وتقليص دورها في قرارات المرء وممارساته وجنوحه للمصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة لضغط تكاليف الحياة على المرء وعلى حساب الأخلاق الحميدة ، والتوجيهات الدينية السماوية. وتجفيف منابع العواطف والأحاسيس ، فأصبح المرؤ يتعامل مع الآلة الصماء والتي أنطقها العلم لتنوب عن مناجاة ومحاكاة أخيه الإنسان ، فأصبح الواحد منا يقضي وقته مع الآلة الصماء الناطقة بالمعلومات وأدى ذلك الى عزوف الإنسان عن مجالسة الإنسان وتجفيف مشاعره الأخوية أو الأبوية أو الزوجية أو الروحية. فخفت غرائزه الفطرية تجاه زوجته وابنائه وأقاربه. وتباعد سكان البيت الواحد ، فترى الإبن جالساً يتصفح الإنترنت ، والأم على برامج المرأة والتنحيف والتجميل التلفزيونية والأب على الأخبار والندوات التلفزيونية، والبنت على الأغاني . والجد أو الجدة جالساً أو جالسة لوحدها لا يجدون من يسوقون لهم ذكرياتهم في قصص شيقة...وهكذا. وانعدمت اللمة العائلية حتى على مائدة الطعام لتنوع الإهتمامات وتوفر وسائلها وتوزع الأسرة في البيت كل حسب اهتمامه ورغبته ، لا يعرف الإنصياع لرغبات الآخرين ، فينشأ متمرداً فاقداً للصبر والإرادة والمداراة واحترام الغير من مجالسيه. فضاع النظام والإحترام المتبادل والحوار البناء بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع.
    • تنحي الجمال الإنساني وتشويهه ، فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، وخلق له محيطاً وطبيعة جميلة ليستمتع بها ، وخلق له طعاماً طبيعياً من النبات والحيوان ، وجاءت العولمة للإساءة لهذا الجمال الإنساني بعمليات تجميل وتغيير للخليقة التي إن بدت في إحدى جوانبها غير جميلة فهي جميلة في جوانب عدة ، وقد وزع الله محاسن خلقه بين البشر ، وأساء الإنسان لهذا الجمال بالمساحيق ومواد الدهان الكيميائية التي تضعف البشرة وترهلها وتدخل للجسم موادا كيميائية سامة ومهلكة ، كذلك أدخل الإنسان لغذائه الطبيعي مواداً كيميائية حافظة ومخصبة تقلل من قيمة الغذاء وتدخل للجسم مواداً ضارة تسبب الأمراض المستعصية ، فقد انتشرت المعلبات ، والمجمدات والوجبات السريعة من الدهون السالبة ، وأهمل الإنسان الطبيعة والتمتع بها وبما تجود به من خيرات طازجة ، وقيد حركته ونشاطه وحبس نفسه بين الجدران أمام الآلة الصماء ، فترهل جسمه ، وتشوَّه منظره وشكله وقصر أو بعد نظره قبل الأوان ، وغزاه الشيب المبكر أو الصلع المبكر. فأصبحت تجد الشاب الأصلع والشائب في مقتبل العمر ، والفتاة المموجة البشرة والباهتة الشكل والمنظر والذابلة الجسم في مقتبل شبابها وحيويتها. هذا علاوة عن التعرض لإشعاعات تلك الآلة الصماء من كمبيوتر وجوال وتلفاز وفيديو وستيريو وأفران الكهرباء والمايكرويف....الخ. فتقزم جمال الإنسان وتشوه ، وقصر معدل عمره وطاقته وضعفت مقاومته للأمراض لما أدخلته العولمة من مواد ضارة الى جسمه ولما أحدثته من تغيير على الطبيعة البشرية ونزوعها للحركة والنشاط وانتشرت أمراض الضغط والسكري التي تستنزف الصحة كانتشار النار بالهشيم.
    • انتشار نوع جديد من الجرائم وهو الجرائم الإلكترونية المالية والأخلاقية والتحايل على القوانين والأنظمة والبشر من سرقة المعلومات السرية منها والعلنية والنفاذ اليها واستجلابها بالحذاقة والمهارة التكنولوجية واستخدامها للقرصنة والسرقات عبر الوسائل الإلكترونية ، ولتشهير الإنسان بأخيه الإنسان وتلفيق الأكاذيب والأباطيل ضده ، وإقامة علاقات محرمة بين الجنسين عبر هذه الوسائل التي تتيح تبادل الصور والرسائل والأحاديث والمواعيد واللقاءات واتاحتها للصغار والكبار وايقاع الفتيات والنساء بالشراك ، وابتزازهن للنيل من شرفهن وبالتالي إثارة الفتن والجرائم الإجتماعية في المجتمع.
    استفحال الأمراض النفسية في بين فئات المجتمع التي تمثل القوى الرافعة لنهضة الأمة ولمستقبل أفضل ، فأصبح الشباب والشابات عماد التقدم والنهضة وحتى الأطفال عماد بناء المستقبل يعانون من حالة الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية، فتجد الواحد منهم منهمك ومشغول الفكر يأكل بسرعة ، ويتصرف بعصبية وخلق ضيق ، ويجمح به الخيال بعيداً ليتعارض معه، فيتصارع الخيال الجامح الغائب مع الواقع الحاضر والمعطيات والرغبات، فينتصر الخيال على الواقع مما يؤدي للفشل وبالتلي الى الإصابة بأمراض الإنفصام والإكتئاب والقلق والتوتر والتوحد والوسواس القهري المدمر. وقد انشئت في بعض الدول المتقدمة عيادات نفسية متخصصة لعلاج حالات الإدمان الإلكتروني وما ينتج عنها من أمراض نفسية.
    • الغزو الثقافي والمساس بالقيم الإجتماعية والدينية والموروثات الثقافية من التراث وتشويهها أمام الأجيال المعاصره وذلك للإنفتاح غير المقنن وغير المسيطر على ثقافات الأمم الأخرى السالبة والتي تتناغم مع الغرائز الشبابية وتتنافى مع القيم الأخلاقية وخاصة الأمم المستهلكة لهذه المنتجات وغير القادرة على انتاجها ، فينبهر منها الجيل الجديد المتفتح وينساق وراءها مقلداً ومؤمناً بها ومسيئاً لقيم مجتمعه متمرداً عليها ليجعل منها أمراً واقعاً بالممارسة مما ينتج عنه تصادم الأجيال في المجتمع الواحد وبالتالي تفسخ المجتمع وتشرذمه ووقوعه في أزمات اجتماعية وأخلاقية لا تحمد عقباها.
    • إن عدم ترشيد وتقنين وتوجيه استخدام هذه المنتجات والمخرجات العلمية وفقدان التحكم والرقابة عليها يؤدي الى إضافة تكاليف ومصاريف طارئة وباهظة تلقيها على كاهل المعيل للأسرة ، ووقوعه بالدين وارباكه اقتصادياً وبالتالي تضغط عليه نفسياً وعصبياً ، وربما تؤدي الى مرضه المفاجيء إن كان ضميره حياً ، فيموت ومعه ضميره الحي ، أو الى انحرافه أخلاقياً بتغييب ضميره وموته في حياته وفي أداء مهامه ، ولجوئه للرشوة والفساد والسرقة لتغطية تلك المصاريف الباهظة التكاليف ، والتي طرأت عليه بسعيه لتوفير كل الوسائل لأسرته ليتساوى مع من هم قادرون على تحقيق ذلك لأسرهم ، ويستشري الفساد بالمجتمع. فأصبح في البيت الواحد عدة جوالات ، وأجهزة كمبيوتر وتلفزيونات عداك عن مساحيق وعمليات التجميل والتنحيف والتكبير وشد البطن التي تطالب بها بعض الزوجات والبنات اسوة بمن يستطيعون ذلك من الجيران والأصحاب والمعارف.
    تلك عناوين رئيسية لبنود الخسائر التي قد تتسبب بها منتجات ومخرجات العولمة ويندرج تحتها عناوين وتفاصيل فرعية كثيرة ، وإن عملية التحكم والسيطرة عليها صعبة المنال والتحقيق ، فإن سيطر الإنسان عليها ببيته فلن يستطيع ذلك خارج البيت لانتشارها في المحلات المتخصصة العامة والخاصة ، ولا يستطيع المرؤ تجاهلها وعدم التعامل معها ، وإن قرر ذلك فهو مناهض للتطور والحداثة ومنغلق الفكر والتفكير وضيق الأفق الفكري ومتجاهل لأمر الله الواضح في التفكر والإبتكار والنفاذ الى أقطار السماوات والأرض بسلطان العلم. ولكن عليه أن يحسب النتائج المترتبة على استخدام منتجات العولمة بما يعود عليه في نهاية الأمر بالأرباح وأن يتجنب الوقوع في الخسائر. وذلك باستعمال وإعمال العقل وبالتقنين والترشيد والتحكم بالإرادة والرغبات تماماً كما يصوم شهر رمضان ايماناً واحتساباً لله تعالى قاهراً رغباته الفطرية لتحقيق الفوائد المرجوة من الصيام والأهداف السامية من وراءه. وذلك بدراسة وحساب الفوائد والأضرار في كل منتج والبعد عن إساءة الإستخدام لهذه المنتجات ، وتوجيه الأبناء وتنويرهم بالفوائد والأضرار والإتزان في الإستخدام بحيث لا يفقد المستخدم ارادته وسيطرته على النفس الأمارة بالسوء وينجذب الى هاوية التعلق بها على حساب تعطيل عقله وتعذيب جسمه بتقييد حركته وتكبيل نشاطه وطاقاته الأخرى وإعطائه حقه في الحصول على الطعام المفيد والغذاء الضروري الطازج ، وإمتاع نظره بمباهج الدنيا وزينتها وطبيعتها الخلابة ، وترويح عقله بإدخال المعرفة المفيدة اليه ، وتجنيبه فيروسات الفساد والإدمان والتلوُّث ، وإراحة جسمه وعقله كلما شعر بالتعب والإرهاق واضعاً حداً لغرائزه ورغباته التي قد توقعه بالمصيدة التي أعدت له وعليها طعم منتجات العولمة السالبة فيصبح أسيراً لمنتجات العولمه السالبة تمنعه من مخالطة الناس خلافاً لحقيقة أن الإنسان مدنيٌّ بالطّبع ، وتجفف منابع العواطف والأحاسيس الفطرية للبشر التي اودعها الله به كأمانة يجب رعايتها والمحافظة عليها. وأن لا يكلف نفسه فوق طاقتها في الركض وراءها عاشقاً متيماً بها الى درجة إلغاء شخصيته أمامها وتحوله الى إمّعةٍ منقاداً لا قائداً. ومتنحياً أمامها لا سائداً عليها. وأن لا يلقي بنفسه الى التهلكة في سبيل رغباته وأهوائه. فقد وصل الكثير من شبابنا وفتياتنا الى حد الإدمان عليها ناسين واجباتهم الأخرى وناسين حق أجسادهم وعقولهم عليهم ، متراجعين في نتائجهم ومعطياتهم ، فقلت مخرجاتهم وإنجازاتهم بموازاة معطياتهم التي تقل بكثير عن طاقاتهم المختزنة في دواخلهم العضلية والفكرية والثقافية. وتراجعت الأمة لنضوب تلك الطاقات الشابة المتدفقة في شرايينها والتي أهدرت في الإتجاه المعاكس للتنمية والتطوير والتحديث. وعليه كانت ميزانية الأمة خاسرة من العولمة لا رابحة.
    كما أن هنالك جوانب سلبية للعولمة استخدمتها الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً بقصد وتعمد مع سبق الإصرار وذلك من أجل الحفاظ على احتكارها لخيرات الكرة الأرضية لصالحها ولصالح شعوبها على حساب من يملكون الحق في هذه الخيرات ، والإبقاء على نفسها سلطة متجبرة ومتحكمة بمصائر الشعوب ، وامتصاص خيرات الأرض ورمي الفتات لمالكيها دون توزيع عادل لها ، وإبقاء الآخرين عبيداً لها مُستعمرين بالقوة والسطوة والجبروت والظلم والإستبداد ، وذلك بتطويرها للسلاح الفتاك بالإنسان والحيوان والنبات والبيئة وما ينتج عن استخدام هذا السلاح في الحروب غير المبررة من تلوث للبيئة والأجواء بغازات سامة واشعاعات مسرطنة للبشر وتدمير للحياة على الأرض. كما وأدى عدم ترشيد استخدام منتجات العولمة من المركبات ومصانع الأسلحة واستخدام منتجاتها للتدمير والفتك الى ملأ البيئة وأجوائها بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمتصه النبات كعنصر في التمثيل الغذائي ويخرج الأكسجين للجو كنعمة ربانية للبشر من الله لتوازن المحيط الغازي بالإنسان للإبقاء على حياته طبيعية ، ولكن ما عمله الإنسان هو التقليل من النباتات بتقليص الأراضي الزراعية لصالح الأراضي السكنية وإهمال الزراعة لصالح الصناعة بدون موازنة بين المفيد والضار منها مما نتج عنه خلل في التوازن الغازي ليصبح الجو محتبساً بالحرارة وملوثاً بالغازات الضارة والخانقة التي تسبب الأمراض والوفيات.
    إذن العولمة لمن وصل اليها من البشر والأمم ينقصها الأخلاق والقيم والرحمة والرفق والتحاور بالتي هي أحسن مع الغيروالتي جاءت بها كل الديانات السماوية ، وبمفهوم هذا العالم وتطبيقاته للعولمة ومنتجاتها ، فإن ميزانيتها على بني البشر في مجملها ونتيجتها ومحصلتها خاسرة وتصب في غير الصالح العام للإنسانية ولكافة المخلوقات على الأرض.
    وبالنتيجة فإن العولمة للإنسان كالزواج لا بد منه ، فمن عاقرها بالحلال سيربح في الدنيا والآخرة ، ومن عاقرها بالحرام ربما يربح أو يخسر في الدنيا ولكنه بالقطع سيخسر في الآخرة ، وهي خيرٌ لا بد منه كالزواج الناجح والذي ينتج اسرة صالحة كاللبنة المتماسكة في بنيان المجتمع ، والعولمة شرٌ لا بد منه كالزواج الفاشل والذي ينتج اسرة غير صالحة كاللبنة المتصدعة في بنيان المجتمع. وإن زادت اللبنات المتصدعة على المتماسكة سينهار البنيان ، وإن زادت اللبنات المتماسكة على المتصدعة سيبقى البنيان ويبنى عليه عدة طوابق من التطور للأفضل ويعلو أكثر. ومن امتنع عنها ربما يخسر او لا (يخسر أو يربح) أي يراوح مكانه متجمداً عند نقطة الصفر بلا قيمة لا يقدم ولا يؤخر فيتخطاه الزمن ويكون نسياً منسياً لا يتذكره أحد. وفريسة سهلة للآخرين.

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    10 آذار 2008



    2008-03-09 23:18:11



    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    العولمة وحساب الأرباح والخسائر 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22376
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : العولمة وحساب الأرباح والخسائر Doctor10
    المزاج : العولمة وحساب الأرباح والخسائر 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    العولمة وحساب الأرباح والخسائر Empty رد: العولمة وحساب الأرباح والخسائر

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الأحد 19 ديسمبر 2010 - 11:26

    مشكور أخي الكريم على الجهود الرائعة
    كل الاحترام

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 29 سبتمبر 2024 - 4:37