ومضات من السيرة النبوية الشريفة

ومضات من السيرة النبوية الشريفة (الجزء الأول)
العالم قبل ميلاد النبي الأعظم
...............................................................
في عالمٍ أمسى ينوءُ بحملهِ
جهلٌ و ظلمٌ لا عدالة أو تُقى

فالروم غرقوا بالجدال وعُقمهِ
والفرسُ ضلوا بالمجوس وما غوى

وحضارةُ الأحباش تخطبُ حتفها
والكلُ في ظلمٍ تفشى حالكا

والناسُ كانت للملوك وضيعةً
وتجارة الإنسان تفتك بالورى

والفقر أنشب بالعباد بظفرهِ
والمالُ يذهب للولاةِ ومن وَلا

والضعفُ يزحف للممالك مُسْرِعاِ
والأرضُ أعياها الفسادُ كما الطُغى
……………………………..

الجزيرة العربية قبل ميلاد المصطفى
.............................................
وجزيرةٌ للعُرْبِ كانت معبراً
لتجارة الأقطارِ من كل الدُنا

فقوافل التجار جاست أرضها
صيفاً بقيظٍ والبرودة بالشتا

وبطاح مكة مهْبِطٌ لرحالهم
فيها السقاية والحماية والقِرى

وقوافل الحجاج تهفو نحوها
لزيارة الأوثان في بيتٍ علا

بِيدِ الحنيف ونجلهِ قصدٌ سما
ليكون رَمْزاً للعبادة والصلا

وقبائلُ الأعرابِ كان ولاؤها
لعبادة الأوثان فاختلف الهوى

ما بين هُبَلٍ من جمادٍ أخرسٍ
مابين عُزى لا حراكَ ولا حيا

فتباعدت منها الأواصرُ والعُرى
وتناحرت منها البطونُ كما القرى

وتفسختْ منها العقيدةُ والرؤى
وعبادة الأصنام كانت كالوبا

خمْرٌ وميسرُ والقمارُ وشرُها
وأدُ البنات وما أُشيع من الزنا

أنصابُ ، أزلامٌ وسطْوٌ بالدُجى
وتجارةٌ سارت على نهج الرِبا

وبنو قريشٍ بين فقرٍ أو غِنى
ساروا بدربٍ للفواحش والطُغى

وقبيلةٌ ظلت على عهدِ الوفا
تسمو بخٌلٌقٍ والأمانة والنقا

أبناءُ هاشم للسدانة أخلصوا
نالوا السيادة لا ثراء ولا غِنى

ظلوا رُعاةَ البيت وسطاً عيشهم
بين الثراء وبين فقرٍ قد طغى

ما غرهم طيبُ الثراءِ وفُحْشِهِ
فجنوحهم للهدي كان بهِ الرِضى
..........................................
والرومُ طمعت بالجزيرةِ موْقِعاً
والفرسُ ترنو للفريسة مثلها

والأشرمُ الحبشيُ جهز جيشهُ
لدخول مكة والوصول لبيتها

والسيدُ المختارُ صاح بوجههِ
أعِدِ الحقوق كما سلبت لأهلها

للبيت ربٌ لا أخالك جاهِلاً
يحميهِ من هدْمٍ إذا حُمَ القضا

جدٌ لأحمدَ لا يخافُ مُسافحاً
من نسلهِ من جاء هدْياً للورى

وأبٌ لأحمدَ ما تكحل بالرُؤى
للإبنِ يوماً بالمنيةِ قد قضى

واللهُ أرْسلَ بالطيور أبابلاً
رمتِ الجيوش حجارةً فيها الفنا

أضحت كعصفٍ قد تهالك جندُهُ
مِنْ دعوةٍ للجدِ قد علتِ السما


بقلم أحمد ابراهيم الحاج
1 رمضان 1427هجري
يتبع الجزء الثاني (ميلاد النبي الأعظم وطفولته)






2006-09-25 18:48:29