ومضات من السيرة النبوية الشريفة/الجزء السادس

ومضات من السيرة النبوية الشريفة
الجزء السادس
الهجرة إلى يثرب
..............................
عشْراً من الأعوام زادت ثلثها
في أرض مكة لا هداية ترتجى

وقرار أحمد أن يهاجر عازماً
نشر الهداية لا تراجع للورا

وبدا يدور على القبائل والقرى
بحثاً على أمنٍ لمن تبِع الهدى

عامان مضيا والنبي مُثابرٌ
في البحث والترحال عملاً مُضنيا

طاف المدائن والقبائل والقرى
لاقى صدوداً ثم أُتبع بالأذى

عشرون رحلة ثم زادت ستةٌ
حتى استقر بيثربٍ فيه الرُؤى

وبموسم الحجاج عقد تحالفاً
مع أهل يثرب للحماية والوفا

وتبايعوا مع أحمدٍ في بيْعةٍ
كانت مناراً في الطريق إلى العُلا

سبعون رجلاً من قبائل يثربٍ
ومن النساء مثانياً مُتضامنا

والأمر جاء من النبى مُطالباً
أن يرحلوا سراً وحرصاً بالخفا

وبدوا الرحيل عن الديار تواتراً
ليلاً نهاراً بالظهيرة والمسا

رحل السواد من الصحابة خِفيةً
عن أهل مكة إِتقاءً للأذى

إلا ابنُ خطابٍ يقررُ راحلاً
جهراً وإعلاناً على كل الملا

رحل الجميع وظل أحمد آخراً
وخليله الصديق ينتظر الوما

وابن العمومة من صباه موحِّداً
أضحى شباباً في الهداية والتقى

وقريش حاكت للنبي مكيدةً
عند الإفاقة من سباتٍ باكرا

والأمر جاء من النبي لخلهِ
جهز رِحالك للحاق بمن مضى

خرجا صباحاً والجنوب صوابهم
عكس الظنون بخطةٍ فيها الذكا

والقوم ذهبوا للنبي لقتله
حين الخروج من الصباح إذا بدا

وعلي يرقد في الفراش مموهاً
متدثراً برداء أحمد نائما

طال انتظار القوم وارتفع الندا
أُخرج إلينا سوف تلقى ما ترى

وصحا عليٌ واستدار بوجهه
نحو الجميع فباء كيدٌ قد خبا

وصل النبي وخله في غفلةٍ
من أهل مكة نحو غارٍ قد وفا

وصلا إلى غارٍ بجبلٍ شاهقٍ
بوركت من غارٍ حضنت محمدا

الغار ثورٌ قد تعلق رابضاً
في رأس جبلٍ بين صخرٍ قد قسا

وطريقُ أوحدُ للوصول لبابه
بين الصخور كحد سيفٍ قد لظا

حطا رحالاً واستقرا منزلاً
في جوف غارٍ فوق جبلٍ قد علا

وقريش طفقت في تعقب سيرهم
من كل صوب واستباقٍ بالخطى

أسماءُ تعلم بالحقيقة وحدها
وتمدهم بالقوت سراً بالخفا

شقت نطاقاً للتستر علها
تُخفي طعاماً عن عيون قد ترى

ما عاقها حمل الجنين بسبعةٍ
أبلت وفاءً قد تندر أن يُرى

صعدت طريقاً في الصخور مسيراً
وعِراً ومحفوف المخاطر والردى

صُفِعَتْ على خدٍ لتخبر سرها
خابوا جميعاً لن تبوح لمن بغى

بقلم أحمد ابراهيم الحاج

مشكور