.................................
ما تعرضه القنوات العربية من مسلسلات رومانسية ، وخاصة المسلسلات التركية المترجمة الى اللهجة السورية يمثل دفعة قوية لعاصفة هوجاء تزيد من شدتها لتعصف بأحلام البنات ، وتضرب بأماني الشباب ، تلك المسلسلات لم تلاقِ رواجاً في بلادها ، لذلك تباع بأرخص الأثمان وتسوق في الأسواق العربية ، لأن المرأة الغربية أصبحت واقعية تماماً نظراً لزيادة أعباء الحياة ومصاريفها وتشارك زوجها في بناء عش الزوجية لذلك لا تلقى تلك المسلسلات رواجاً هناك ، وتلقى ضالتها في أوساط النساء والبنات العربيات ، نساءٌ جالسات يعانين من فراغ ،وليس ذلك قاعدة أو تعميماً للحالة، وإنما يشكل نسبة كبيرة لا يستهان بها وألقت بظلالها على المجتمعات العربية النسوية وخاصة بين اوساط المجتمعات المخملية المترفة مثل دول الخليج العربي والمقيمين فيها من غير الخليجيين للعمل والإستثمار، وكذلك الطبقات المخملية في المجتمعات العربية الأخرى كما وتمتد الى أعالي الطبقات المتوسطة بنسب أقل. فالخادمة تعمل معظم أعمال البيت والسائق جاهز عند الطلب ، والبنات يغرقن في دلال الراحة ، ولا يطالبن بأعمال البيت ، ومع الجلوس لمشاهدة هذه المسلسلات لقضاء اوقت الفراغ الطويل الممل، والتفاعل مع اللقطات التي تحبس الأنفاس ، لحدوث طاريء يفرق الحبيب عن الحبية أو يعرض أحدهما للخطر ، وأخيراً وبعد نشفان الريق واحتباس الأنفاس تفرج عليهما بطريقة دراماتيكية وصدفة عجيبة قلما تحدث في واقع الحال، ومع كل ذلك التموج والإطالة في عمر الحلقات والمسلسل تتناول النساء والبنات وجبات الشبس والشوكلاتة والمعجنات والبتزا والكيك والمكسرات .......الخ. وذلك بتلفون الى المطعم أو محل الحلويات والبقالة وكلهم يوصلون الأغراض بالمجان فتزيد المرأة تدويراً ويختفي قوامها بين طيات الشحوم المترهلة ، فتبدو كالبرميل ذا تخيلتها بدون الرأس بينما العنق قد اختفى بين طيات الشحوم وأصبح تحصيل حاصل. ولا تفرق تضاريس جسمها، فلا خصر نحيل كعود البان ولا جيد كجيد الريم ويختفي حور عينيها بين تجعدات أجفانها ، وتزداد البنات سماكة وعرضاً بينما الطول في ثبات كالأسطوانة التي يتساوى قطرها في المسافة ما بين أعلاها الى أسفلها. ويأتيها العريس، فلما يراها يرفضها في داخله للحمولة الزائدة ، وترفضه هي أيضاً لأنه لا يشبه مهند أو يحيى ، وإن توافقا فترفضه بعد لقاء أو لقائين لأنه لا يقول لها كلاماً دافئاً وعاطفياً وساخناً، ولا يبدي ميوعة ولا يحاول مسك يدها، ولا يتغزل بقوامها المستقيم كالمسطرة على الرغم من عدم عقد القران.
فتقول لأمها إنه بلدي وفلاح ودأة أديمة يا مامي، ولم أشعر بحبه وحنانه ورجولته. ودفء يديه، فتقول لها ألأم على كيفك يا ماما ، وأما الأب فيقول لإبنته " يا بنتي يا نانسي ، طيب شفتي الشب وقعدتي معاه ثلاث مرات قبل ما توافقي ونعلن الخطوبة ،وندعو الناس ونتعتسهم في الجاهة ، فتقول البنت "ما حبيتو يا بابي ، دمو تئيل مش ملحلح ومش حرك وجامد، فيقول لها الأب "بتحبيه بعد الزواج يا بنتي ، أنا تزوجت أمك فتحية وما شفتها الاّ يوم العرس ، كنت بشتغل في الخليج وبعثوا أمك لعندي وهي لابسة بدلة العرس تحت العباية ، ولاقيتها بالمطار وأنا محتار كيف بدي أعرفها لأني كنت أعرفها وهي صغيرة، وطلعت سنفورة وحلوة وكانت بتجنن مثل ما بدي وبعدين حبيتها ورعيتها وهي كمان حبتني ، فترد عليه الأم " يعني أنا هلاّ مش سنفورة وحلوة يا صبحي، ليكون مش شايف كرشك اليّ طالع مترين لبرّه كأنك حامل بالشهر التاسع ، وليكون مفكر حالك مهند والاّ يحيى، ولا بتسمع شخيرك طول الليل مثل الكمبرسر فوق راسي، وبعدين قلتلّك ميت مرة ناديني قدام الاولاد يا فيفي مش يا فتحية " فقال لها " طبعاً أنت حلوة يا فتوح، ومش سنفورة وبس ، إنت يا حياتي مجمع سنافر، مش قصدي أقارن بين زمان واليوم يا فيفي ، الله يقطع مهند ويحيى واليوم اليّ شفناهم فيه، إحنا هلاّ في موضوع البنت يا وليّة وهذا مش موضوعنا بس أنا قاعد بضرب إلها مثل يا مرة.
فقالت الأم "مالك يا زلمة إنت بدك تغصب البنت ، كل شيء ممكن يصير بالخناق الا الجيزة والجواز بالإتفاق ، هي حرة وهي اليّ بدها تتجوّز مش إنت، وبعدين تعال جاي يا فالح ، شو هالألفظ اليّ بتناديني فيها يا وليّة ويا حرمة ويا مره، بتعرفش تقول يا مدام، صحيح بتظل فلاّح لو تروح على باريس " ، فيرد الأب: خليها تفكر ، ما تقرر هلكيت، وبعدين إحنا مش أجانب البنت تختبر خطيبها فترة وبعدين تقرر ، احنا مسلمين وفلاحين يا عالم ، يعني بدكم إيانا مثل الأجانب ، البنت تقعد تختبر بخطيبها سنة والا سنتين حتى تقرر ، مش معقول ، فترد عليه الأم وهي تلتهم قطعة من الكيك ويتطاير رذاذه في الجو وعلى شفتيها ووجنيتها التائهتين في أغوار وهضاب وجهها المطموسة معالمه ، إذا إنت فلاح وما بدك تتطور بكيفك، بس أنا واولادي تطورنا وصرنا مِدن، شو فيها إذا فرطت الخطبة يا زلمة ، طيب هيهم بكونوا كاتبين كتابهم وببطلوا ، صارت شغلة عادية بين الناس ، بنت جيرانا كتبت كتابها مرتين وبطلت ، وبنت أخوك مرة وبطلت ، وبنت أختي بعد ما تزوجت بطلت وهيها عايشة ومبسوطة بدون جوز شندها على بندها وسيارتها تحتها ومش سائلة، وكل يوم بنسمع في طلاق وفسخ ، وعلا صوتها ونظرت بعينين جاحظتين الى زوجها وكأنها توجه له إنذاراً وكمان يا صبوح في خلع إذا مش عاجبك الحديث، لا احنا أول ناس ولا آخر ناس بنبطل ، فيقول الأب آملاً وقاصداً سترة ابنته " أي هي بنتك كاينه نانسي عجرم يا فتحية، والله الشب محترم وابن حلال وأصيل ومتعلم وناجح في عمله وفوق هذا والذي أهلو طيبين وما ناقصو إشي، هذي فرصة ما رح تتكرر ، فترد الأم " يعني عاجبتك نانسي عجرم يا صبوح يا ابن لطفيّة، ما هي عامله ستين عملية تجميل يا عيني، طبعاً إنت ربنا عامي بصرك عنّي ومش شايفني ولا شايف جمالي وإمكانياتي، والله أنا وبنتي أحلى من كل الممثلات والمذيعات اليّ بتكون مبحلق فيهم مثل الهجين اليّ واقع في سلّ تين، مهو كلهم عاملين ميك أب ونافخين من ورا ومن قدام يا ابن أمك، كلامك بخصوص الشب صحيح، هو كويس وخجول، بس الشب مش أتكيت ، مش أتكيت يا زلمة إفهمني، وما بعرف يتعامل مع البنات وفلاح ، صدقني إنو بخجل أكثر من بنتك، وما بحب يقعد معاها لحالو، ببلّم وما بعرف يحكي، مالك خربان عيارك وميزانك وبواجيك مشحطة عالأخير وبلاتينك ضارب، خلاص قلنا ما بدنا اياه ، بكرة بجيها نصيبها، انتهينا وخذها مني "ما في أمل" ، لا تظل تزن مثل الزنانة، افرط الموضوع، واسكت لا تجيب سيرة هالموضوع خلينا نفهم المسلسل ، يا أخي، اقعد ساكت وشوف المسلسل على شان تثقف في الحب والحياة والرومانسية، وشوف كيف الناس عايشة، وفكر توخذنا شمة هوا على تركيا بدال من نظل في جراير أهلك وأهلي ومشاكلهم، فيرد الأب مخاطباً زوجته : فتحية ! نسيتي شو إنت يا حرمة، انسيتي الطابون اليّ كنت تزبليه، ونسيتي الحكورة وشجرة التوت إليّ كانت قبال شباكنا ، ونسيتي جداد الزيتون يا بنت عمي حمدان وخالتي صفية، فتشخص بعينيها في عينيه وتقول : يع شو هالأرف ، لا تزكرني بهزيك الأيام يا صبحي وأنا قلت لك ميت مرة ما تقول يا حرمة قدام الأولاد ، اسمع شو بقولوا في المسلسل واتعلم "وقول يا حبيبتي ويا حياتي ,ويا روحي" وبعدين الزم حدودك ، ما بدنا يعني ما بدنا يعني ما بدنا ، لو تنطبق السما على الأرض. فيواجه الأب الموقف مكرهاً ومحرجاً وحائراً ونادماً من فسخ خطوبة ابنته التي يدرك قلة فرصها في الزواج نظراً لتسارع زيادة عرضها عن طوله وتناسبه طرديا مع الزمن. وتحت ضغط حمولة وثقل زوجته ومن ورائها حمولة ابنته يمتثل للأمر صاغراً ومكرهاً أخاك لا بطل.
كان هذا المشهد التمثيلي مقدمة للدخول في صلب الموضوع ، وهو أثر المسلسلات التركية الطويلة على المجتمع العربي ، ولم يفكر عرابوا هذه المسلسلات بالنتائج التي ستلقي بآثارها على العلاقات الزوجية وعلى زيادة نسبة الطلاق وفسخ الخطوبات. عشت في قريتي سبعة عشر عاماً ولم أسمع بحالة طلاق على الرغم من إدعائنا بتأخر المجتمع القديم في طريقة الزواج ، ففي حالات قليلة لم يرَ الخطيب خطيبته وتراها أمه أو أخته نيابة عنه ، وطيلة فترة الخطوبة لم يكن يجلس معها ويتحدث اليها في معظم الحالات ، ولكن الناس كانوا معروفين ومكشوفين لبعضهم البعض ومتساوين في مستوى المعيشة ، وكانت في معظمها زواجات ناجحة ومنتجة ، وكانت المرأة تمثل عضداً قوياً ومعاوناً للرجل في تلبية متطلبات الحياة ، وكانا ينصهران مع بعضهما البعض في مسئوليات البيت والحقل ، كانت المرأة قديماً ليس قدماً بعيداً يغلب عليها الواقعية في الحياة وطلب السترة مع رجل يرعاها ويحميها ويتعاونان في رسالة الحياة وتربية الأبناء وفلاحة الأرض وجني الحصاد. وكانت المرأة ملتزمة بكلمتها إن قالت للخطيب نعم أو سكتت والسكوت كان علامة الرضا. لذلك قلّت نسبة الطلاق في الأرياف خاصة واقتربت من درجة الصفر حتى لو تزوج عليها الرجل. مع زيادة تلك النسبة في المدينة عنها بالريف وذلك من جراء الفراغ التي كانت تعاني منه المرأة ومن الرفاهية. وكانت نسبة العنوسة كذلك تقترب من الصفر الاّ من حالات الإعاقة الصعبة التي تحول دون الزواج. أما في هذه الأيام فقد تصاعدت نسبة الطلاق الى درجات متقدمة وملفتة للنظر ، وكذلك ارتفعت نسبة العنوسة الى درجة القلق والخوف من تفسخ المجتمع وضياع الأخلاق ، لماذا؟
اولاً- تأرجح عادات المجتمع في طريقة الزواج بين الحداثة والقدم ، ما بين تعلق بالحداثة وتشبث بالقدم كلعبة شد الحبل بين الطرفين ، وطغت على الحداثة وزادت من قوة شدها مخرجات ومنتجات العولمة التي زادت الطين بلة ، وزادت الأمر تعقيداً ، والتأرجح هذا يوجد في العائلة الصغيرة الواحدة ، فتجدها منقسمة على نفسها في معظم المواضيع الإجتماعية حتى أصبحت الأسرة عاجزة عن اتخاذ قرار اجتماعي إجماعي توافقي في أية قضية اجتماعية ، وانعكس ذلك على المجتمع ، فربما كان الزوج ليبرالياً والزوجة متعصبة راديكالية وبالعكس ، والإبن متعصب والبنت ليبرالية وبالعكس أيضاً ، كما أن انفتاح المجتمعات العربية وخاصة فئة الشباب والبنات من الصغرعلى ثقافات المجتمعات الأخرى بدون حدود أو قيود نتيجة لضعف الرقابة والتحكم والتوجيه ، تسبب هذا الإنفتاح الحر في إدخال مفاهيم اجتماعية لا تتوافق مع عادات وتقاليد ومعتقدات مجتمعنا.، فتصارع الجيل القديم المخضرم مع الجيل الحديث ، وكحالة عامة وسائدة اجتاحت موجة العولمة جيل الحداثة ليهزم جيل القدم في الثمانينيات من القرن الماضي ، فدانت السيادة للمرأة على الرجل فيما يختص بالقرارات العائلية والإجتماعية وبدون اتزان ، وأحدث ذلك خللاً اجتماعياً في المجتمعات العربية حيث اندلعت ثورة مساواة الرجل بالمرأة تأسياً بالغرب وفي كل الميادين بعكس طبيعة كل منهما المختلفتين عن بعضهما البعض ولما خلق كل منهما لتأدية وظائف متكاملة لا متضادة ، وبدون وزن للمعادلة التي تحكم العلاقة بينهما فاختل طرفيها ، وأخذت المرأة من سلطات الرجل كماً كبيراً بدون مكيال أو معيار أو ميزان ، ودانت لها القيادة ، واستسلم الرجل للأمر الواقع مستلهماً نظرية الإستسلام من محيطه الذي يعيش فيه بالتقليد الأعمى وتجنب الوصف له بالتخلف ومن منطلق المقولة "حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس"، وتحول الى بطاقة صراف آلي برقم سري محصوراً علمه على زوجته ، وكردة فعل لهذه الموجة والثورة الهائجة غير المتوازنة ظهرت موجة دينية متعصبة ومتطرفة في أفكارها لتقابل الشد القوي للحداثة ، وثورة مائجة لتعيد المرأة لما خلقت له وبدون وزن واتزان ، فضاع الجيل الحالي بين قوة الشدين ، وتشتت فكره وانطمست شخصيته وذابت ما بين عقائدي متعصب متطرف في الفكر وما بين ليبرالي متخلخل ومنفتح الى درجة فقدان السيطرة والتحكم. فتجد جيل الشباب متصارع بالفكر وبالسيف وبالقلم. وانعدمت الحكمة والوسطية التي دعا اليها الإسلام الذي هو الدين السائد في مجتمعاتنا العربية. فالعقائدي المتعصب لا يقبل لإبنته التحدث مع خطيبها ولا يقبل أن تظهر لخطيبها كاشفة عن شعرها وحتى وجهها ، ويجب أن تلبس جلباباً كالخيمة ولا يريد لها الاّ عريساً متديناً يقيم الصلوات الخمس بالمسجد وبشهادة من شيخ المسجد ويطلق لحيته ولو نفاقاً. فيحدد من فرص زواجها ، وربما لو تزوجت شخصاً غير متدين لأقنعته بالتدين ولكسبت هي وأهلها فيه أجراً. والليبرالي المنفتح يطلق العنان لابنته في الإختيار ، دون توجيه ومساعدة على اتخاذ القرار لأنها لا تستطيع اتخاذ القرار المناسب في غياب التحكم والسيطرة وبالتالي تتخذ قراراً متميعاً قابلاً للإنفراط حسب الأهواء. فتكثر حالات الطلاق والفسخ وبسهولة وعدم مبالاة.
ثانياً - تمسك البعض بالعادات والتقاليد البالية التي كانت تحكمها العصبية والتعصب للقبيلة والقرية والمدينة ، وعدم السماح للبنت ان تخرج من اطار العائلة والقرية والمدينة ، وإن خرجت خارج الاطار يتم التجبر بالمهور والتمسك بالمظاهر الشكلية لكي لا يقال أن الإبنة تم التفريط فيها في اغترابها وزواجها من خارج الاطار. مما يرفع المهور ويزيد من أعباء الحياة بعد الزواج وبعد استنزاف طاقة العريس المادية على البذخ والمظاهر ، فيتسبب ذلك في فشل الزواج لعدم تنازل البنت الى مستوى اقل من المستوى الذي كانت تعيش به عند اهلها. وكذلك يعتبر الصرف الباهظ على حفلات الزواج في الفنادق الفخمة والصالات المبهرة في حفلة زفاف باهظة التكاليف يعتبر بدعة أشد ضرراً من الآولى ، حيث تستمر الحفلة لمدة ساعتين وفي النهاية لا يرضى عنها المدعون ويخرجون يتحدثون عن السلبيات مما يُحمِّل الشباب اكثر من طاقتهم ويجعل شهر العسل شهر بصل وفراق.
ثالثاً - إصرار بعض الآباء لقلة حيلتهم على العمل والأمهات خضوعاً لرغبة الآباء على أن تشتغل البنت بعد تخرجها لإعانة الأسرة ورفض الفرص المبكرة التي تأتيها للزواج ، فتفقد حيويتها ونضارتها في هموم اعالة الاسرة وهموم العمل فتذبل كالزهرة التي تقطف عن أمها ، وتقل فرصها بالزواج الى أن تنعدم وتواجه العنوسة بطمع والدها وأنانيته وايثاره لنفسه على غيره. كما أن بعض الآباء والأمهات يمتثلون لرغبات بناتهم في تفضيل العمل بعد التخرج على فرص الزواج المتاحة للبنت ولا يساعدونها ولا يوجهونها بخبرتهم تحت شعار الحداثة وهو اعطاء البنت حرية مطلقة في اتخاذ قرار زواجها من عدمه تاركين لها الحبل على غاربه فيفوتها القطار وتندم هي وأبويها حيث لا ينفع الندم على كل فرصة أتتها ولم يتم دراستها بواقعية ومنطق.
رابعاً - عدم تعويد البنات والشباب على المصارحة بالمشاعرللأبوين والمكاشفة والنقاش في مواضيع الإستلطاف والحب بين الشباب والبنات ، واعتبار مصارحة البنت لأبويها بميلها الى شاب في الجامعة أو في العمل أعجبها جريمة أخلاقية تثير تساؤلاً ينم عن محاكمة ، كيف عرفتيه واين التقيت معه ......الخ. فتكبت البنت مشاعرها المنطلقة من الواقعية والرغبة الحقيقية في الإرتباط مع شاب أعجبها ومالت اليه وأحبته حتى لو كان فقيراً. فترفض الفرص التي تأتيها عن طريق أهلها ، وأخيراً تستسلم وتتزوج شاباً وفي ذاكرتها الشاب الذي اعجبت به ، فيولد ذلك فتوراً بالمشاعر وإحباطاً للرغبة في الحياة ، ويصبح الأمر في نظرها تمشية حال ، فتتسم بعدم المبالاة في تأدية رسالة الحياة ومسؤولياتها فتخرج جيلاً لامبالياً يفتقد العيش في اسرة مترابطة متحابة وربما يؤدي الفتور في العطاء للزوج الى الإنفصال والطلاق.
خامساً - حري بنا أن نتعلم من الآخرين في عادات الزواج ونأخذ منها ما يساعد على بناء مجتمعنا وتماسكه ، ففي مصر مثلاً يتحمل الأب جزءاً كبيراً من تكاليف زواج ابنته ويوفر لكل بنت نصيبها ، ويصرف على زواج ابنته اكثر من زواج ابنه ، وهذا هو الصحيح ، لأن زواج البنت أهم من زواج الولد ، فلو فشل زواج الولد سيعيد الكرة دون رفض ويحاول مرة ومرة دون حرج أو قيد ، أما اذا فشل زواج البنت فهيهات أن تأتيها فرصة أخرى نظراً لنظرة المجتمع الظالمة لها. وحبذا لو بدأ بذلك في مجتمعنا القادرون مالياً على دعم زواج بناتهم ويعلنوا ذلك بصراحة للناس دون خوف أو وجل أو خجل بل بكل فخر واعتزاز ليكونوا قدوة لغيرهم ويؤسسوا بذلك لبادرة حسنة ، ولكن في مجتمعنا هنالك اعتقاد خاطيء وهو "إن زوجت ابنتك وصرفت علي زواجها سوف تتهم بأنك بعتها بأبخس الأثمان" ، المهر واجب شرعي على الرجل ولكن هدينا في ذلك المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم "أقلّهن مهراً أكثرهن بركة" إطلب لبنتك مهراً يتناسب مع قدرات العريس وساعد في زواجها كما تساعد في زواج ابنك ولو بنصف ذلك "للذكر مثل حظ الأنثيين" وما يحدث في مجتمعنا أن الشاب يتحمَّل جميع النفقات ، وما المانع إن كانت ابنتك عاملة أن تشترك مع خطيبها وتساعده في بناء عش الزوجية.
سادساً - البنات كالتفاح ، إن تماستا فسدتا ، يعني إن كانت هنالك بنت فاسدة بين بنات سليمات سوف يمتد الفساد الى كل البنات السليمات ، كالتفاحة الفاسدة في صندوق من التفاح ، فيا ايتها الأم إن خطبت ابنتك فوجهيها أن لا تستمع لوجهة نظر زميلاتها في خطيبها ، لأن زميلاتها سيشعرن بالغيرة من خطبتها ، وسوف يحسدنها على ذلك ، ويطلقن التعليقات والإنتقادات على خطيبها لتشويه صورته أمامها مما سيؤثر على قرارها وربما تفسخ خطوبتها وتخطف خطيبها احدى زميلاتها ، وحدث هذا الأمر مراراً وتكرر كثيراً وحتى مع الأخوات.
سابعاً - عدم تعويد البنت وتثقيفها في الأعمال المنزلية وعلى تحمل المسئولية في أعمال البيت بحجة الدراسة ، فلما تأوي لعش الزوجية تفتقد الى مواصفات الزوجة المتكاملة ،فتطلب الخادمة التي ستضيف عبئاً مالياً واجتماعياً على الاسرة ، فتصبح كالدخيل على البيت وكالجاسوس المدسوس وربما تخرب بين الزوجين بقصد وبدون قصد نظراً لغيرة الزوجة فيحدث خلاف مع الزوج الذي ينتظر زوجة صالحة للمطبخ وللنوم وتعينه في تحمل اعباء الحياة ولا تضيف عليه أعباءً جديدة. وتزداد اهمية المطبخ على النوم بعد اشباع الغريزة وربما يؤدي ذلك الى الإنفصال والطلاق.
ثامناً - بعض البنات يبحثن عن ، ويفضلن المقتدرين مادياً ليوفروا لهن الخادمة والسيارة والسائق والبطاقة الإئتمانية بالسحب دون حساب وبغض النظر عن التوافق التعليمي والثقافي والعمري والتناسب بين الطاقات ، ولن يجدن ضالتهن الاّ في الرجال المسنين الباحثين عن ترطيب جفاف شيخوختهم بفتاة غضة حتى لو دفعوا الملايين من حق ابنائهم وبناتهم في الميراث ، ولما تتزوج الفتاة هذه الزيجة غير المتكافئة تكتشف بعد مضي ثلاثة أشهر مدى عدم صواب قرارها حيث يموت العريس شهيداً في اشباع رغباتها ، وما نفع المال بدون البنين ، فتصبح أرملة وفي صراع مع ورثة الفقيد الشهيد.
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
11/5/2009
ــــــــــــــــــــ
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd