...................
منذ أربع سنوات مضت ، دأبت وحرصت على حضور حفل تكريم العشرة الأوائل في الثانوية العامة بكل فروعها بالأردن ، وذلك بدعوة من الجريدة راعية الحفل ، وقد لفت نظري بالسنة الآولى زيادة نسبة البنات على الأولاد بحوالي عشرين بالمئة ، وبالسنة الثانية ارتفعت النسبة الى أربعين بالمئة ، وفي السنة الثالثة ارتفعت الى خمسة وسبعين بالمئة ، وفي السنة الرابعة وصلت الى خمسة وتسعين بالمئة عدا التخصصات الصناعية بوضوح والتجارية.بنسبة أقل من الصناعية. وفي هذا العام رصدت النتائج وكان من بين العشرة الأوائل في الفرع العلمي ولدٌ واحد والباقي بنات. وتابعت نتائج الثانوية العامة في فلسطين ، وكانت الآولى على قطاع غزة بنت يتيمة الأبوين والآولى على الضفة الغربية كذلك بنت ، ونسبة البنات المتفوقات تفوق نسبة الأولاد التمفوقين بفارق كبير ، وفي دول الخليج العربي كذلك تتفوق البنات على الأولاد ففي السعودية مثلاً حصلت 133 بنت على علامة كاملة بينما الأولاد 7 فقط. ولو كانت النسب متساوية لما أثير القلق ، فالمرأة نصف المجتمع ومن حقها التفوق ولا ننكر ذلك عليها أبداً ، بل نشد على يديها ونبارك لها هذا التفوق بكل جدارة واستحقاق ، ونسأل أبناءنا الأولاد ، أين أنتم من هذا السباق الشريف؟ أين هممكم وطاقاتكم الذهنية والعضلية؟ وكيف تآكلت الى هذا الحد من التقصير نحو الجد والإجتهاد؟ وفيما أهدرتم طاقاتكم الشبابية المتدفقة المتأججة؟ وما الذي أقعدكم عن الدراسة والتحصيل الجاد؟ أسئلة أرقتنا وأثارت فينا القلق على مستقبل هذه الأمة ، فلا بديل عن النهوض بدون تظافر طرفي المجتمع (الرجل والمرأة) بنسب متقاربة يتفوق فيها الرجل على المرأة لأنه يشكل عصب الإقتصاد للأسرة ويحمل القوامة ومسؤولية توفير العيش الكريم لأسرته بالدرجة الآولى. وواجب عليه أن يعد لهذا السباق الشريف عدته.
وللإجابة على الأسئلة المطروحة سابقاً لا بد من الإشارة الى العوامل التي أدت الى هذه الظاهرة الشاذة في المجتمعات العربية بالأخص وتعتبر شاذة حتى في المجتمعات المفتوحة التي تخلو من الخطوط الحمر بين الرجل والمرأة (المجتمعات غير الإسلامية) وتستحق الوقوف عندها طويلاً ومعالجتها بكل الوسائل للحفاظ على الموازين الإجتماعية والتربوية متوازنة.
• لقد اتسمت المجتمعات العربية الإسلامية بالذكورية ، وهي تفضيل الذكر على الأنثى من منطلقات واهية القاعدة والأساس ومبنية على أسس قبلية وعصبية ولا تستند الى دعائم دينية، أدت الى إعطاء الرجل حرية في التعبير عن ذكورته والتفاخر بها ، ومنعت الأنثى من التعبير عن أنوثتها الى درجة العيب والعار ، فتمتع الرجل بحرية الخروج والسهر بدون خطوط حمراء ، وانفتح على الملاهي والموبقات والملذات والعبث بوقته كيفما شاء بدون مساءلة أو محاسبة وفي عصر العولمة والثورة التكنولوجية المتسارعة والإنفتاح بدون حدود تربوية وأخلاقية ولا ضير في ذلك لأنه رجل لا يمس شرف العائلة حتى لو انحرف واقترف الموبقات وحاد عن الطريق الصحيح. إنه خلل تربوي متوارث من العرف والعادات والتقاليد ، فالنفس البشرية متماثلة التركيب والمشاعر والغرائز والأحاسيس وسوف يخضع الجميع لحساب رب العالمين دون تفريق إن كان ذكراً أو كانت أنثى. فلن يكون للرجل عذره إن انحرف وارتكب المحذورات وأفلت من عقاب الدنيا والذي لن تفلت منه الأنثى بحكم العرف والعادة. فالشرف مطلب للرجل كما هو مطلب للأنثى. وأدى ذلك الخلل التربوي الى إهدار وقت وطاقات الذكور في الملذات الدنيوية وأعطى الفرصة سانحة للإناث للتفوق في سباق العلم والعمل.
• وخلص بنا هذا الى سيطرة الإناث على فرص العمل خاصة في القطاع الخاص ، فتذهب الى البنوك والشركات والمكاتب فتجد غالبية موظفيها بنات ، وحتى الدوائر الحكومية ، وذلك لسيطرة مافيا الإقتصاد الحرعلى المؤسسات التربوية والتعليمية والسياسية ، باحثة عن قلة الكلفة ، وعن مبدأ التسويق المعتمد على إثارة الغرائز باستخدام الأنثى كواجهة للعملاء والمستهلكين باعتبارها مغناطيساً يجذب العملاء لرقتها وحسن منظرها. بينما الذكور يجوبون الشوارع بحثاً عن فرصة عمل فلا يجدونها ، فأصابهم الإحباط واليأس وقلة الحيلة والإستسلام للأمر الواقع.
• الشباب الذي يستطيع الباءة يبحث عن شريكة عمره ، فيطرق الأبواب ، فيقال له البنت توجيهي وتريد إكمال تعليمها ، ويطرق باب عائلة تخرجت ابنتها من الجامعة فيقال له البنت تريد أن تعمل سنة أو سنتين إما لرغبة من البنت نفسها لتمارس علمها الذي تعلمته بالجامعة أو لرغبة من أهلها في مساعدة الأسرة. فيطرق باب عائلة تعمل ابنتهم فيجد سنها فوق الخامسة والعشرين ، وينظر إليها فيجد هموم العمل ومساحيق المكياج قد استنزفت حيويتها وبريقها ولا يرى فيها فتاة الأحلام ، فتقل فرصها في الزواج سنة بعد سنة ويزحف نحوها شبح العنوسة ويزحف الى نفسها اليأس والإحباط والإكتئاب والأمراض العصبية ويفوتها قطار العمر ، فترجع الى بيت أهلها خاوية بخفي حنين. فيقول في نفسه الشاب ، أريد ثمرة طازجة من الشجرة ، ولا أريد ثمرة من عربة تجوب الشوارع تحت الشمس والغبار ، يغزوها الذبول وترمقها الأنظار المحرومة فتصيبها بالعين الضالة الحاسدة الطامعة في كنوزها ، وهل هنالك كنز للمرأة أغلى من أنوثتها؟
• أمرنا نبينا الكريم في حديثه الشريف " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير" وهل هنالك في هذه الدنيا من هو أبعد نظراً وحكمة من الرسول الكريم ولم يقل ذلك ويأمر به عبثاً ، حيث قال ما معناه " تركت فيكم أمرين إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وسنتي" صدقت يا رسول الله. وها هي الفتنة تحط برحالها في مضاربنا وبين ظهرانينا.
ظاهرة الفواكه والخضار المعالجة كيميائياً
...................................................
تذهب الى سوق الخضار والفواكه ، تنظر الى الدراق ، فتجده ممتلئاً ومنتفخاً ومحمراً ، فترنو اليه ظمآناً له ولمائه كما اعتدنا عليه في أيامنا الخوالي ، فتزن فوق حاجتك كالصائم الذي يشتري طعاماً يفوق طاقته وسعة معدته من شدة الجوع ، وترجع الى ييتك لتلتهم الدراق ، وتمارس هوايتك بقضمه بدون سكين ، فتضعه بين أضراسك فتجده قاسياً كالحجر ، وخالياً من الماء ، ولأنك دفعت فيه غالياً فتصر على أكله ، وإن كانت أضراسك ضعيفة فلا تستطيع ، فتجلس ندماً وحسرة على ما فعلت من شراء كمية كبيرة تندب حظك العاثر وتتذكر أيام زمان. وتمر على الشمام بشكله المغري فتشتريه ، وعندما تسطح الشمامة لا تجد فيها لا لوناً ولا طعماً ولا رائحة ، فتتذكر أيام المقثاة عندما كنت تسطح الشمامة فتعبؤ المكان بالرائحة وكأنك تأكل عسلاً. أما الخيار فحدث ولا حرج، فهو بدون طعم أو رائحة، بنكسر بمجرد أن تمسكه، جاف وخشن الملمس من التجعدات. ويطول بعد الشراء. أما البندورة فيا عيني على البندورة، قشرة سميكة منفوخة ومتمددة وبداخلها بعض البذور خالية من الماء، فتتذكر أيام المقثاة عندما كانت البندورة تؤكل كالفاكه ورائحتها تعبق المكان.
ظواهر كثيرة وكثيرة تدعو للقلق وتجعلك تتحسر على أيام زمان التي قلت فيها المادة وكثرت فيها البركة والفائدة والمتعة والسعادة وهدوء البال ، وتتمنى أن يعود بك الزمان الى أيام جدتك حليمة وصفية ولطيفة......الخ. لتنسيك أسماء اليوم نانسي، ليزا، كارمن......الخ. وتتذكر جدك جابر وعبد الله وعبد المهدي.....الخ وتنسى أسماء اليوم سامر، شادي، رومل....الخ. فعندما يكبر هذا الجيل ويصبح عجوزاً ويحج الى بيت الله سيكتشف ويتمنى أنه سمي بغير ذلك عندما ينادونها الحجة ليزا أو ينادونه الحج شادي.
3/9/2007م
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd