فلسطين والتاريخ/الجزء الرابع

فلسطين والتاريخ/الجزء الرابع
عودة بني اسرائيل الى فلسطين والسبي مرتين
............................................................
من قبل آلاف السنين ثلاثةٌ
ضُرِبت بألفٍ ثم نقصت رُبعها

من قبل ميلاد المسيح بسبعةٍ
ضُرِبت بمئةٍ بالسنين الى الورا

زادت بنصفٍ ثم ضُرِب بمائةٍ
واجمعْ لتعرف ما يُبرر حقنا

دخل اليهود بغفلةٍ أرض الحمى
مكثوا قليلاً بالزمان وبالمدى

حكموا الحمى دهراً قليلاً بالمدى
بضع العقود وغادروه بلا نوى

ستون عاماً ثم زادت نصفها
نقصت بخمسٍ لا جذور ولا نوى

وبعُرْف تاريخٍ تضاءل قيمةً
كالصفر يقبع باليسار مُحقرا

كنبات قرْعٍ زاحفٍ فوق الثرى
قد حُط طولاً كالبخيل إذا حبا

جذرٌ تربى بالسطوح وما قسا
نبتٌ ضعيفٌ ما تطاول بالسما

واجتث جذرٌ ما تعمق بالثرى
وتشتتوا بالأرض سبياً موجعا

حكموهُ زمناً والنبوة تعتلي
قمر القيادة بالهداية والنهى

داود اوتي بالزبور رسالةً
من بعده نجلٌ حكيم قد وفا

خانوا النبوة فاستحقوا ما جرى
وعدُ الإله محقق فيمن عصا

داود لان له الحديد بأرضه
والريح دانت للمليك كما اشتهى

والطير جاست للمليك حليفةً
تدعو الى التوحيد في كل الدنا

بلقيس جُلبت للديار بلمحةٍ
من هدهدٍ نطق الشهادة صادقا

للشمس عُبادٌ بسبأًٍ قومها
مبْعوثُ هب وبالمليكة آتيا

قبل ارتداد الطرف كانت بالحمى
أمِنتْ وصلت واستطابت منزل

والنملُ نطق بأرضه ثم احتمى
من خطوِ جيشٍ للمليك له صدى

من آل عمرانٍ تشرف منزلا
ودماؤهم هُدِرت بظلمٍ قد طغى

قتلوا النبي ومن تحلا بالهدى
يحيى التقي بفتنةٍ عنها سما

من نخلهِ رُطبٌ تساقط مُغدقاً
طاب المذاق تدفقت منه القوى

عيسى ترعرع في رباه وقد سما
بالمعجزات وبالهداية والرؤى

ومبشراً بمحمدٍ من بعدهِ
يحظى بختم المنزلات من السما

قرآنُ نورٌ للعباد على المدى
شرْعٌ وحكمٌ للخلائق قد شفا

قصصٌ وعبرٌ للنفوس وللنهى
فكرٌ وعلمٌ للحقائق قد وفا

قاموا بتعذيب المسيح وصدهِ
وتنكروا للحق جهراً سافرا

باءوا بسبيٍ قد تطاير شرهُ
سبعون ألفاً قد تقتل وانطوى

والثلث سُبي وبالبراري هائماً
والثلث قُتل وللمنية ذائقا

والثلث أطفالٌ تصيح مع النسا
ذاقوا المهانة والمذلة والأسى

عادوا البناء لحكمهم في غفلةٍ
رجعوا الى الإفساد كاراً دائما

عاد الإلهُ بوعدهِ بعقابهم
بائوا بسبيٍ قد تجاوز ما خلا

وتشتتوا بالأرض سبياً ثانياً
وتناثروا بالأرض في كل الدنا

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
13/9/2006 م

مشكور