منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة وخليل/الجزء السادس

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة وخليل/الجزء السادس Empty آمنة وخليل/الجزء السادس

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأحد 27 فبراير 2011 - 9:52

    آمنة و خليل (الجزء السادس)
    .........................................
    تركزت الشبهات كلها نحو عواد ، فقرر المختار وابو خليل دعوة ابي سليم للإجتماع به سراً في الديوان ، ولما حضر تباحثا معه في توجيه الإتهام رسمياً لعواد ، فقال ابو سليم: يا جماعة الخير انا خايف نظلم الرجال ، هو صحيح مواقفه وتصرفاته معاي تغيرت من يوم ما رفضت طلبه بالزواج من بنتي ، لكن أعطوني فرصة أفكر في الموضوع وأردلكم خبر بكرة بالكثير إن شاء الله ، فقال له ابو خليل : إذا اقتنعت بصفتك المتضرر من القضية ، بنروح كلنا على رئيس المخفر ومعانا ابو العبد وابو عايد اليّ سمعوا عواد بهدّد ليلة ما طلع من عندك لما طلب بنتك ، وإنت بتوجه الإتهام لعواد بحرق البيدر ، من شان الفرسان يمسكوه ويتحفظوا عليه في الحجز لحين ما نشوف المبشع.
    عاد ابو سليم لبيته وهو متردد في اتهام عواد خوفاً من الظلم ، ولما اجتمع مع عائلته وطرح عليهم ما دار بينه وبين المختار وابي خليل ، استحسنت أم سليم الفكرة وشجعته عليها ، وكذلك سليم الذي أبدى تأييده لها بشدة وقال لأبيه : مش بس حرق البيدر ، عواد هو كمان اليّ وزّ علينا للفرسان على موضوع صوت العرب وخطاب جمال عبد الناصر ، وخليل بريء منها ، أما آمنة فبقيت صامتة وحائرة تهز رأسها وكأنها راضية برأي أمها وأخيها ونادمة على تسرعها ، وفي الصباح اتخذ ابو سليم قراره وذهب للمختار وابي خليل موافقاً على توصيتهم ، وذهبوا للمخفر ومعهم أبو العبد وابو عايد للشهادة على ما سمعوه من تهديد أطلقه عواد ضد ابي سليم.
    وبينما كان عواد في دكانه فوجيء بفارسين يطلبان منه إغلاق الدكان ومرافقتهما للمخفر ، فسألهما : خير يا جماعة شو في ، فقالوا له : بسيطة ، رئيس المخفر بدو يتعرف عليك ، ففكر أن الرئيس الجديد يريده لكي يستمر بنفس الدور الذي كان يقوم به مع رئيس المخفر السابق ليكون عيناً سريةً على أهل البلد ، فأغلق الدكان بسرعة وأخذ في جيبه علبة سجائر من نوع "كمال" وكبريتة (شخاطة) وكان مبتسماً وفرحاً ومختالاً ، وقال لهم : والله بنتشرف بمعرفة البيك الجديد.
    وصل عواد للمخفر برفقة الفارسين ، ودخل الى غرفة قائد المخفر فوجد عنده ألمختار وابا خليل وابا العبد وابا عايد وأبا سليم ، وظن بأنها حفلة تعارف بين وجوه القرية ورئيس المخفر ، واعتبر عواد نفسه من وجوه القرية ، فسلم على الجميع تيامناً ، ولما وصل لقائد المخفر في المنتصف سلم عليه بحرارة قائلاً : أهلاً يا بيك ، والله البلد نورت بوجودك ، وأخرج من جيبه علبة السجائر ووضعها أمامه على الطاولة وأكمل دائرة السلام على الحاضرين ، ثم جلس بجانب ابي عايد ، فنهره رئيس المخفر قائلاً : قم وقف حيلك ، لا تجلس ، واستدعاه ليقترب منه ويقف أمامه في منتصف الدائرة بين الحاضرين ، وحمل علبة السجائر ورماها أمامه على الأرض ، ثم قام ودعس عليها وفركها ببسطاره ، قائلاً له : بدك تبرطلني يا خسيس ، فرد عواد متلعثماً من الصدمة ، لا ، لا مش قصدي يا بيك ، والله ما هو قصدي ، وأنا ايش عامل حتى ابرطلك ، هذا هدية تعارف ، فقال له قائد المخفر : إنت عامل جريمة يا عواد ، ووجه كلامه لأبي سليم قائلاً : إحكي ايش عندك يا ابو سليم ، فقال ابو سليم : أنا بتهم عواد بحرق البيدر ، وهؤلاء شهودي مشيراً الى ابي العبد وأبي عايد. وطلب قائد المخفر من الشهود الإدلاء بما سمعوه من عواد. فقال له قائد المخفر : بتنكر هذا الكلام والتهديد اليّ صدر عنك ضد ابو سليم ، فقال عواد : ما بنكر بس هذا ما هو دليل بثبت إني أنا اليّ حرقت البيدر ، فقال له قائد المخفر : طيّب بتحلف يمين على القرآن ، فقال له عواد : بحلف يمين. فقال المختار لقائد المخفر : بدنا نجيب المبشع قبل اليمين ، فقال قائد المخفر : ما في عندي مانع. وأكمل ابو خليل حديثه : إن شاء الله بكرة بنجيب المبشع عندنا في الديوان ولازم تحضر يا أبو نواف. وأومأ قائد المخفر موافقاً.
    نادى قائد المخفر فارساً من فرسانه وأمره بوضع عواد في القطعة بالحجز والضغط عليه للحصول منه على الاعتراف إن أمكن. قام الفارس بضربه وهدده بالجلد ولكنه بقي مصراً على عدم الإعتراف. وأفاد بأن حارس البيدر اشترى منه سكراً في تلك الليلة ليعمل الشاي في البيدر في إشارة منه لإتهام الحارس بالجريمة ، ولما استدعي الحارس للتحقيق بتهمة عواد له ، أفاد بأن السكر الذي اشتراه موجوداً بالبيت ولم يأخذه للبيدر وتم التحقق من ذلك واطلق سراح الحارس مرة أخرى.
    استدعى المختار المُبَشِع وهو من قبيلة الدقس ، ويسكن في قرية مجاورة ، وحضر وجوه القرية من عائلة عواد وعائلة ابي خليل ، حيث أن القرية تتكون من عائلتين رئيسيتين طالما اقتتلتا وتطاوشتا قديماً بسبب العصبية القبلية ، ولكنهما مع تطور الزمن تفاهمتا أخيراً على عدم الإقتتال ، وحضر قائد المخفر والفرسان الى ديوان القرية لحضور جلسة البشعة التي ستنفذ لعواد.
    قام المبشع بإشعال النار بالموقد ، وأحضر محماسة القهوة وعرضها للنار حتى احمرت وتغير لونها من الأسود الى الأحمر ، ثم مرر ذراعه المكشوف عليها أمام الحضور وعلى مرآى عواد مرتين ليدلل على أن البريء لا يتأثر من لسع الحرارة. وأحضر الفرسان عواد مخفوراً في حضرة المبشع ، فطلب منه المبشع أن يخرج لسانه ويلحس بلسانه قاعدة المحماسة الحمراء من شدة الحرارة ثلاث مرات ، ولما رأى عواد ما حصل من المبشع بعدم تأثره بالنار لبراءته ، تملكه الخوف والرهبة ، وأيقن أن النار ستحرق لسانه لأنه كاذب وغير بريء ، فهو الفاعل الذي ينكر فعلته ، وفوجيء جميع الحضور بعواد يصرخ " لا ، لا ، خلاص رح أعترف ، أنا اليّ حرقت البيدر" واعترف بجريمته أمام الحضور ، وحتى يتأكد الجميع من أن اعترافه لم يكن نتيجة الخوف من البشعة بل هو صادق فيه ، طلب منه قائد المخفر تمثيل الجريمة وإبداء الأسباب التي دعته لفعلها. فاعترف بأن رفض ابي سليم طلبه بالزواج من ابنته هو السبب ، وهنا ثبتت الجريمة وعرف الجاني الحقيقي. وبالتالي لا بد من أن يأخذ القانون السائد مجراه في عقاب الجاني ، فهنالك الحق العام للدولة في عقاب المجرم على فعلته الشائنة بالغرامة والسجن ، والحق الخاص في تعويض المجني عليه عن خسارته وعن استهدافه بالإعتداء عليه دون مبرر قانوني مشروع كالدفاع عن النفس.
    أعيد عواد للمخفر مقيداً للحجز لحين تسليمه للمحكمة الجنائية لتحاكمه على جريمته ، وهنا طلب رئيس المخفر من الحاضرين عطوة أمنية تُمنح من عشيرة المجني عليه (ابو سليم) يتعهدون فيها بعدم اعتداء أيٍّ من عائلة المجني عليه على أيٍّ من عائلة الجاني أو التعرض لهم لحين إجراء الصلحة. وقال ابو خليل وجهي عليها يا جماعة الخير ، أنا كفيل الدفا ، أكفل ابو سليم وعائلته بعدم الإعتداء والتعرض لعائلة الجاني عواد ، فطلب رئيس المخفر أن تتم كتابة العطوة الأمنية كوثيقة يحتفظ بها ، ويتم التوقيع عليها من ابي سليم وابنه سليم ، وكفيل الدفا ابي خليل والشهود من الحاضرين ، (شاهديْن من عائلة المجني عليه وشاهديْن من عائلة الجاني). وتم استدعاء خليل لكتابة وثيقة العطوة الأمنية. واستدعي سليم بصفته ابن المجني عليه للتوقيع على وثيقة العطوة ، وهذه العطوة الأمنية تعتبر فترة هدوء للمجني عليه وعشيرته خوفاً من فورة الدم والإنتقام وبالتالي الدوران في حلقة الأخذ بالثأر والتعامل بردات الفعل الإنفعالية ، وهي ضرورية في حالات جرائم القتل. وفي العطوة الأمنية يطلب من عشيرة الجاني عدم الظهور والتجول خاصة في منطقة عائلة المجني عليه. أما الجاني فيتم التحفظ عليه لدى السلطات الأمنية لئلا يتعرض للإنتقام في فورة دم عشيرة المجني عليه.
    سمعت القرى المجاورة وعشائر البدو المهجرة التي تسكن بالقرية وبالقرى المجاورة بالمشكلة ، وتحركوا لرأب الصدع الذي حصل ، وألفوا فريقاً من عشائر البدو ووجوه القرى المجاورة لإجراء الصلحة بين الطرفين ويسمى الجاهة ، وترأس الفريق الشيخ سليمان أبو رحمة شيخ عشيرة الفراجين والخبير في المصالحات بين القبائل وفي القانون العشائري والمعروف بنزاهته ، وعضوية الشيخ عبدالله السخارنة ومخاتير ووجهاء القرى المجاورة. وتوجهت الجاهة بعد اسبوعين من العطوة الأمنية الى بيت ابي خليل بصفته كفيل الدفا وممثل عن عائلة ابي سليم ، فبحكم العلاقة الطيبة بين ابي خليل وابي سليم صار ابو سليم عضواً في عشيرة ابي خليل ، يدفع معهم بالديات وبالعزومات ويساهم في كل شيء ويحضر ديوانهم ويتعايد معهم وكأنه فردٌ من العشيرة . وطلب رئيس الجاهة الشيخ سليمان ابو رحمة من ابي خليل عطوة الصلحة والتي سيتم فيها تحصيل الحق الخاص وتسوية الموضوع بين العشيرتين ، كما طلب باسم الجاهة راجياً منه إسقاط الحق العام عن عواد نظراً لظروف عائلته والذي هو معيلها الوحيد ، حيث يعيل أمه الأرملة وأخته الحردانة وإخوته الصغار اليتامى. وتكرم أبو خليل نيابة عن المجني عليه (ابو سليم) في حضوره ووافق على إسقاط الحق العام واستعدادهم للتنازل لدى السلطات الرسمية في الخليل ، وقال لهم هنالك حق لصاحب المحصول يجب أن تعوضوه عن خسارته وتأخذوا موافقته على ذلك ليتنازل عن الحق العام. وتوجه وفد من الجاهة ومعهم مختار عشيرة عواد الى مدينة الخليل للقاء صاحب المحصول (الإقطاعي) والطلب منه التنازل عن الحق العام. فاستقبلهم في محله في خزق الفار بمدينة الخليل ، وسألهم الإقطاعي عن أملاك عواد ، فقال له المختار "في عند عواد أراضي في سهل عجوة ، وفي شعب نصّار وفي خلة حسان وكمان عنده نجمة وعر وحبايل في عقبة حمدان ومارس في القصّيبة ومارسين في واد ابو الثلاثة وكرم كبير في الشمالية . فقدر الإقطاعي المحصول الذي احترق بثلاثماية دينار. وقال :
    إزا كانت مساحة أرض سهل عجوة بتكفي أنا بأبل التنازل بس بشرط ، عواد يتنازل عن أرض سهل عجوة كلها. فقال له المختار : عند عواد حوالي ست دونمات في سهل عجوة يعني نصهم بكفي وزيادة ، فرد الإقطاعي : ايش هادا الكلام الفاضي يخي ، يا د وب كلها تكفي ، بس أنا بدي أتعاون معاكم وأساعدكم ، هادا إن وافئت ، وإن ما بناسبكم أنا ما عندي تنازل. وإن ناسبكم أنا من هالئيته موافيء ، وإزا ما وافأتكم هالئيته يمكن بكرة والا بعدو ما بوافيء ، لأنكوا عطلتوا عليّ كم بيعة وسكرتوا باب الرِّزء عليّ ، عندي شغل يلّه خلصوني ، مش فاضي للّت والعجين ، فوافق مختار عشيرة عواد على طلبه مكرهاً نيابة عن عواد.
    وحصلت الجاهة من ابي خليل على عطوة صلحة لمدة شهر توطئة لإجراء المصالحة ، وتم التنازل عن الحق العام ، وخسر عواد أرض سهل عجوة الخصبة لصالح الإقطاعي.

    يتبع الجزء السابع - (جزء المصالحات) بين عشيرة ابي سليم (المجني عليه) والتي هي نفسها عشيرة ابي خليل بالتآخي وعشيرة عواد (الجاني) ، والحديث عن جاهة الصلحة وبنود المصالحة ، وكذلك المصالحة بين خليل ووالده ، والمصالحة بين خليل وحبيبته آمنة. وعودة زوجة عواد لبيتها وبنود العودة من جديد لانفراط عقد زواج البدل من طرف واحد.

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    4/7/2009م

    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة وخليل/الجزء السادس Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة وخليل/الجزء السادس Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة وخليل/الجزء السادس Empty رد: آمنة وخليل/الجزء السادس

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأحد 27 فبراير 2011 - 10:02

    مشكور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 20 سبتمبر 2024 - 10:27