منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة و خليل/الجزء الثاني والعشرون

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء الثاني والعشرون Empty آمنة و خليل/الجزء الثاني والعشرون

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الثلاثاء 22 مارس 2011 - 10:25

    آمنة وخليل 21
    الجزء الرابع عشر من الفصل الثاني 2/14
    ............................................................
    وبعد أن استحم خليل استعداداً للزفة وخرج من الحمام وقد لبس الزي الفلسطيني التقليدي وفوقه العباءة ، بدأ الشباب من رفاقه وأقاربه بالغناء له ، ومما غنوه :
    طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه ورشوا من العطر عليه وكل العزوة حواليه
    ويا بو الحطة والعكال منين صايد هالغزال يا عريس يا بو حطة منين صايد هالبطة
    ويا ام ثويبٍ طرزتيه وحطيتي البلاوي فيه وعن جويزك خبيته ويوم الزفة طلعتيه
    وشنقليله شنقليله من هاليلة صارلو عيلة
    وفي هذه الأثناء كانت النساء تهاهي وتزغرد في البيت عند خروج خليل من الحمام ومما قالته :
    مبارك الملبوس والبسو يا خليل وعينك عالعروس وثمك يحاكيني وعينك عالعروس
    مبارك العكال والبسو يا خليل وعينك عالغزال وثمك يحاكيني وعينك عالغزال
    قلّي وين تزينت ، خليل يا عريس تزينت يا يمّه ، ب ِ فيّ السريس
    قلّي وين تزينت، خليل يا مزيون تزينت يا يمه ، بكروم الزيتون
    قلي وين تزينت ، خليل يا فلاح تزينت يا يمه ، بكروم التفاح
    وعند العصر توجهت الفاردة من الرجال والنساء الى بيت العروس وبدأت زفة العريس والإحتفالات طوال الطريق التي عمدوا الى تطويلها لتجوب شوارع القرية كلها، وكان ابو سليم قد طلب منهم عدم تجهيز الهودج وإحضار الجمل لكي يقلها الى بيت الزوجية لأنها ستركب سيارة عمها القادم من السعودية وسيطوف بها شوارع القرية. وأثناء الزفة كان الشباب يحملون خليلاً على الأكتاف تارة ، ويطلقونه تارة أخرى ليشارك فريق الدبكة ، وكلما مشوا مسافة قصيرة كان الشباب يربطون على لحن الشبابة في دبكة شعبية فلسطينية ،ينهبون الأرض تحت أقدامهم ، ومما غنوه في زفة العريس:
    يا شمس غيبي ....عالأرض في عندنا عريس عريس ملا عريس عريسنا عنتر عبس
    بالهنا يا ام الهنا يا هنية والتوت عيني على الشلبية
    وعددوا المهرة وشدوا عليها تييجي خليل ويركب عليها
    وعددوا المهرة وهاتوا البارودِ زفوا لي خليل عَ باب العمودِ
    وعددوا المهرة وهاتو الشبرية وزفولي خليل لباب العليّة
    إمّو يا إمّو يخليلو إمو وسبع كناين تدخل عَ إمو …الخ.
    وكانت النساء تغني:
    ومنين اعرفوا ، خليل مرق خيال ومنين أعرفو ، داير ع َ ولفو حتى السمك بالمي داير عَ ولفوا
    يمه اندهيلو خليل مرق خيال ، يمه اندهيلو ، وانا بحكيلو ، وانت اطلعي برّا وانا بحكيلو
    ومن بين البيوت ، خليل مرق خيال من بين البيوت ، ما قلتلوا فوت ، الله على قلبي ما قلتلوا فوت
    عا غدير المي لاقاني ولا قيتو عا غدير المي، واعز من الخي ، واحن من الوالد واعز من الخي
    بس ارفع ايدك ، سلم سلام احباب ، بس ارفع ايدك ، ولو كنت اريدك ، لو كنت اريدك ، وايش ينفعوا الحراس ، لو كنت اريدك.
    ووصلت الفاردة الى بيت ابي سليم والد العروس ، وتقدم ابو خليل الفاردة ، ووجه حديثه لأبي سليم يطلب منه السماح لهم بخروج العروس ، مبدياً استعداده بأية طلبات متبقية ، فقال له ابو سليم ، الله يحييكم وبنتنا جاهزة ، ومبروكة عليكم ، ودخل وأمسك بذراع ابنته وأمسك ابنه سليم بذراعها الثاني ، وأركبوها بسيارة عمها محمود ، وطلبوا من خليل أن يجلس بجوارها في الكرسي الخلفي، وخلال ذلك كانت النساء من طرف العريس بالخارج تغني:
    قومي اطلعي قومي اطلعي شو مالك وحنا دفعنا حق ابوك وخالك
    قومي اطلعي قومي اطلعي ما يهمك وحنا دفعنا حق اخوكِ وعمّك
    وردت ام خليل على ذلك لتصلح الموقف وقالت :
    أهي هي ظليت أركظ ورا الجواد تناسبهم آهي هي هب الهوا ورماني على مصاطبهم
    آهي هي .... دعيت رب السما ينصرهم آهي هي..... نصرة عزيزة تجبر بخاطرهم
    آهي هي ... ما أخذناكِ آمنة ولا انقطعت فينا أخذناكِ بصيت ابوك في البلد زينا
    آهي هي... ما أخذناكِ ولا قلّت بنات أخذناكِ بصيت عمامك بْ يافا باشات
    وغنت النساء من أهل آمنة:
    خذوها دار ابو خليل وانتو الكسبانين هذي بنت ابو سليم بتنهدى للسلاطين....الخ.
    يا عروسة يا ملكة ، ويا لولو جوّا الشبكة ، يسعد البيت الّرباكِ ، ويطرح لعريسك البركة
    نادولي هالعريس لاقشع حلاتو، واقشع بياض عنقه مع جوز شاماتو ، إرفع عينك يا عريس لاقشعها وكل ما قالت لك كلمة اسمعها ، وكل المال اليّ حطيتو ، ما بسوى راس إصبعها.....الخ.
    وردت النساء من طرف العريس:
    آهي ..هي يا بو خليل يا شربة البنور ، آهي هي والورد حابك بابها ، آهي هي وحلفوا مشايخ القضا ، آهي هي ما يشربوا الاّ من بابها..لولولي
    ايويها ريتو هالفرح مبارك ، ايويها سبع ثمان بركات ، ايويها مثل ما بارك محمد ، ايويها على جبل عرفات .........الخ. ويخلف عليكم كثر الله خيركم وما عجبنا من النسب غيركم.
    وسارت السيارة ببطء شديد يزفها أصحاب الفرح من العائلتين ، عائلتي العريس والعروس ، وتجولت بشوارع القرية واختلط الغناء القديم بالحديث ، قديم تراثي من عائلة العريس وحديثٌ كان ممزوجاً بالتراث من عائلة العروس. وكانت زفة العروس ثورة على العادات والتقاليد ، وقد استقطبت كل أهل القرية من الصغار والشباب والكبار والنساء، وبدت القرية وكأنها في يوم عيد ، ونالت استحسان الكثير ممن يحبون التجديد وخاصة من العناصر الشابة ، ولم يرض بها البعض من كبار السن لأنها خرجت عن العرف والمألوف. ووصلت العروس تزفها الفاردة الى عش الزوجية ، ودخلت النساء من أهل العريس والعروس الى مقر الزوجية يزفون العروس ، ومما غنته النساء لدى دخول العروس لعش الزوجية:
    جينا وجينا وجينا جبنا العروسة وجينا ... الخ ،
    دحرج حب البامية ، يمّه دحرج وخليل صاد الغاوية ، وروّح يضحك
    دحرج حب البندورة ، يمّه دحرج وخليل صاد الغندورة ، وروّح يضحك
    مبروكة يا عروسة علينا تبكري بالصبي يلعب حوالينا
    مبروكة يا عروسة على السِّلف والسِّلفة تبكري بالصبي وتكثري الخِلفة
    سحسل يا ذهب عالحصير عِدّ سياقها وخذ الأصيل دوسي عالفرشة دوسي يا مباركة يا عروسي
    قولوا لإمّو تفرح وتتهنا ترش الوسايد بالعطر والحِنّا ...الخ.
    يا يمّه حس الفرح بدار الخوالي يُمّه رماني الهوا وغير لي أحوالي
    ظليت أدور على الجواد تلاقيهم يُمّه رماني الهوا وسط علاليهم
    ودخل الرجال من أهل العروس لأداء واجب النقوط لإبنتهم ، فغطت النساء من أهل العريس على شعورهن وتكمكمت بالمناديل ، وبعد ذلك توجه الرجال من أهل العروس الى الديوان في ضيافة أهل العريس ، وأشعلت النيران بالمواقد ، وذبحت الذبائح لقراء أهل العروس من الرجال والنساء الذين قدموا مع ابنتهم يحتفلون بزواجها ، وقدمت المناسف للرجال في الديوان وللنساء في بيت الزوجية ، وقد انبهر أهل العروس من حفل القراء ومن كرم ابي خليل ، وشكروه كثيراً على حسن استقباله وكرم ضيافته لهم. ودارت الأحاديث بين أهل القرية عن هذا العرس الذي شكل انقلاباً على بعض العادات والتقاليد ، وكان فتحاً جديداً في مراسيم الأعراس ، استحسنه الكثير والغالبية وانتقده البعض القليل من كبار السن والمتعصبين للعرف والعادة.
    بدأت حفلة ليلة الدخلة تقيمها النساء من طرف العريس والعروس بالتناوب ، وانبهرت النساء من طرف العريس بما تؤديه النساء من طرف العروس من غناء ورقص حديثين على أهل القرية ، وغيّر خليل لباسه التراثي ولبس بدلة افرنجية مع ربطة عنق عندما دخل الى حفل النساء ، وقامت النساء من طرف العريس والمحرمات عليه بلبس المناديل والتستر ومسح الحومرة عن الشفاه عند دخوله ، بينما بقيت النساء من طرف العروس بشعورهن المكشوفة والمكياج الظاهر. ودار الهرج والقيل والقال بين النساء من طرف العريس. وبدأت مراسيم الجلوة ، حيث تقوم العروس بتغيير فساتينها والرقص للعريس ، وبينما كانت آمنة تتجلى لخليل قام خليل وقبلها واحتضنها وشاركها بالرقص والدبكة ، فهاجت وماجت النساء من أهل العريس استهجاناً واستغراباً لما فعله العريس من عمل غير مألوف ، وتحد للعادات والتقاليد ، إذ كيف للعريس أن يقبل عروسه أمام الناس! ،ولكنهن في دواخلهن كن يتمنين المعاملة بالمثل خاصة الصبايا غير المتزوجات ، وكانت المتزوجات يقلن بخاطرهن : والله راحت علينا يا حسرة ، ما كنا نشوف العريس الاّ مكشر وعاقد حواجبه وقاعد مصمود مثل لوح الخشب ما بضحك للرغيف السخن ، ولا بسترجي يدير وجهه على العروس خوف من الحاظرين ، كأنو في عزا مش في عرس. أي والله لازم هيك الأعراس والاّ بلاش. ومما أجمع عليه الفريقان من النساء الغناء التراثي التالي عندما رقص خليل مع عروسته:
    عبّي السيكارة وكيّف مالك زعلان يا آمنة على حدّك طلق الريحان
    ميلي ميلي يا شجرة السريس ميلي ميلي يا حاملة سريس ميلي ميلي عا خليل هالعريس
    ميلي ميلي ميت اسم الله عليه / ميلي ميلي يا شجرة التفاح ميلي ميلي يا حاملة تفاح
    ميلي ميلي عا خليل هالفلاح ميلي ميلي ميت اسم الله عليه / ميلي ميلي يا شجرة الزيتون أو (الليمون) كما أعادت غناءها النساء من أقارب آمنة لارتباط مناطقهم ببيارات الحمضيات.
    ميلي ميلي يا حاملة زيتون/ (ليمون) ميلي ميلي عا خليل هالمزيون ميلي ميلي ميت اسم الله عليه
    ولما انتهت السهرة وخرجت النساء وكان الرجال قد عادوا لبيوتهم بعد انتهاء زفة العروس ، وبقي العرسان لوحدهم ، نادت أم خليل على ابنها خليل وقالت له بصوت لا تسمعه العروس :
    اسمع يمّه يا حبيبي ، الفهّيم درّيه ولا تورّيه ، إنت عارف ليش الخرقة البيضه اليّ محطوطة على الفراش فوق التخت ، سوي مثل إخوتك يمّه ، هي احنا مش رح ننام وبنستناك تيجي عندنا تبشرنا بعد ما تعمل اليّ عليك ، وأنا وخواتك ندِبّ الزغاريت من شان كل الجيران يسمعوا ويفهموا ، والله أخوك حمّاد يوم تجوز في ليلة عرسه ، ما لحقنا نطلع الاّ هو جاي معنعن ، ورفع روسنا ، وهيّ العشا يمّه موجود في خصم الغرفة على المنقلة ، فضحك خليل وقال لها : اسمعي يمّه ، أنا ما رح آجي الليلة لعندكم ، وما رح أعمل مثل إخوتي ، بصراحة أنا تعبان ومرهق وبدي أرتاح ، وكمان آمنة تعبانه ، وهذا إشي بيني وبين مرتي ، وإن شاء الله ما بكون خاطركم الاّ راضي. فاستغربت ام خليل من رده وقالت له : إنت تجوزت من شان تنام ، يمه انت بدك تفضحنا مع ابوك وفي البلد كلها ، أكيد الجيران سهرانين وقاعدين بتكنتوا تيسمعوا الزغاريت ، فقال لها توكلي على الله يمّه وعيني خير. والصباح رباح. وإنت زغرتي بما فيه الكفاية. ثم استطردت تقول له: شوف يمّه قديش أجاها نقوط ، وخليها تعطيك ايّاه ، فقال خليل :يمه نقوط آمنة إلها ، وهي حرة فيه ، ومش من حقي آخذ نقوطها.
    خرجت ام خليل وهي مستغربة من تصرفات خليل الخارجة عن العادة والتقليد المتبعين في القرية ، ومحتارة! ماذا ستقول لأبي خليل ولأولادها وبناتها وكنائنها الذين ينتظرون الخبر السعيد. وربما كنائنها لا يعتبرونه خبراً سعيداً لما حظيت به آمنة من احتفالات وتكاليف فوق العادة.
    ولما أقفل الباب على العرسان ، رحب خليل بآمنة ، واستشعر بدفء السكن إليها ، فطفق بإضفاء مشاعر المودة والمحبة والرحمة ، وقال لها ، يا سلام ، وأخيراً إنهار الجدار الفاصل العازل ، وانهارت السنسلة التي فصلت بيننا لسنوات كانت طويلة جداً بحساب لواعج الإنتظار وقصيرة بحساب الزمن. وطوقها بذراعيه في احتضان وعناق ، وأمضيا ليلتهما بالتسامر والتجاذب واجترار الذكريات الجميلة ، والمواقف الطريفة المضحكة ، وكانا يضحكان ويقهقهان تارة ويلعبان ويأكلان تارة أخرى الى أن سرقهما النوم وهما يتناجيان ويحتضنان بعضهما البعض ، وشعرا بدفء وبراحة بعد عناء وسهر ، وناما نوماً عميقاً ينم عن راحة البال والإستقرار والسكن ، ونسيا ما عليهما من واجب تجاه بعضهما البعض ، لا يقلقهما توقيت أدائه ونجاحه من عدمه ، ويخصهما الأثنان ، وينتظر تأدية هذا الواجب الجمهور الذي لا دخل له به. وكأنه التاج الذي يزين العروسين والهدف الرئيس للزواج.
    وفي الصباح وبعد نوم قلق من ام خليل واستنكار وإدانة من ابي خليل لفعلة خليل ، أفاقت ام خليل وحضرت الفطور للعرسان ، وكان من العسل والبيض والزبدة والزيت والزيتون وخبز الطابون الساخن المقرمش المحمر ، وبراداً من الشاي المغلي والمحلّى بالسكر الزائد ، وحملته على المنقلة ، وعند طلوع الشمس توجهت بالفطور الى عش الزوجية وطرقت على الباب ، وانتظرت طويلاً وهي تطرق الباب تباعاً ، وأخيراً فتح لها خليل الباب ، وطل عليها ببجامته وهو يفرك عينيه وقد بدا عليه أنه كان نائماً ، فرحب بها وهو يتثاءَب ، وأدخلها لغرفة الجلوس بالسقيفة ، ووضعت الفطور جانباً وبادرته بالسؤال : ها يمّه طمني ، كيف انت والعروسة ، إن شا الله سويتو اليّ عليكو مثل كل العرسان ، فرد عليها خليل : توكلي على الله يمّه ، كل شيء في ميعاده ووقته بصير، وما تخافي. ودخلت آمنة الى غرفة الجلوس ، وسلمت على حماتها ورحبت بها ، فقالت أم خليل لإبنها : بدي أحكي مع آمنة لحالنا بيني وبينها حكي نسوان ، ففهم خليل وابتسم وغادر الى غرفة النوم ، فقالت ام خليل لآمنة ، شو يا بنيتي خبريني شو صار بينكو زي كل الناس اليّ بتجوزوا ، فاحمر وجه آمنة وقالت لها : أكيد يا عمتي مثلنا مثل كل الناس وأحسن كمان ، فقالت ام خليل : طيب ورّيني يا بنيتي الخرقة البيضة خليني أزغرت وأسمع كل الناس. فقالت لها آمنة : بدك تزغرتي يا عمتي زغرتي من دون خرقة ، أنا وخليل خلاص تجوزنا وشو دخل الناس فينا.
    خرجت ام خليل غير واثقة من الخبر اليقين وهي تتردد بين الإطمئنان تارة والقلق تارة أخرى ، ولكنها غلبت على أمرها ، وأطلقت زغروتتها عند وصولها الى البيت لتتقي سؤال ابي خليل ولتسكت الناس عن الحديث على ابنها. وبالرغم من ذلك استغرب الناس في القرية من تأخر الزغروتة ، وتحدثوا عن خليل وقالوا أنه قد (طرْبَل) طيلة الليل ولم يستطع أخذ وجه عروسته الاّ في الصباح.
    وكان خليل وآمنة قد اتفقا على قضاء شهر العسل بالقدس ، وعلى استضافة بعضهما البعض ثلاث ليال دون الدخول بالجد ، فعند الساعة العاشرة من صباحيتهما ، حضرا شنطهما واستقلا باص القرية الى الخليل ، ومن الخليل توجها بباص آخر للقدس ، واستأجرا غرفة بأحد فنادق القدس وقضيا اسبوعاً في القدس ، وأديا ما عليهما من واجب ينتظره الناس بعد التقديم السليم لهذا الواجب بوقت مناسب لهما واختياري من كليهما دون ضغوط خارجية ، وبجاذبية فطرية تلقائية ، وبعيداً عن أجواء الإنتظار التي تولد التوتر ، وبعد التعود على بعضهما البعض ، وبعد السكن لبعضهما البعض والتناجي بعبارات المودة والرحمة والحب ، التي تذيب النفوس بحرارة المشاعر الدافئة ، فلا تشعر العروس بالآلام المصاحبة للتزاوج ، ودون أعراض جانبية تتعرض لها الفتيات من تهتك نتيجة عملية حتمية وبزمن محدود ينتظر نجاحها الغير، وكأنها عملية اغتصاب أو كأنها عملية جراحية بدون بنج ، والتقديم والتمهيد لذلك أمر إلهي يعتبر بمثابة البنج الذي يضمن اتمام عملية الدخول بسلاسة وبنجاح يرافقه الإستمتاع لإعادة الكرة والإستمرارية في اشباع رغبة فطرية متبادلة لكلا العروسين. ودون أداء عملية فاشلة من شاب يشعر بقلق وكأنه واجب حتمي عليه القيام به في زمن محدد ربما يحتمل الفشل ، مما يضعه تحت الضغط فيتوتر ، ويفقده ذلك التركيز ، ويتفاجؤ بجسد المرأة ، حيث يراه لأول مرة ، فيفقد توازنه ويصل الى نهاية الرغبة دون اتمام الدخول ويفشل ، ويؤدي الفشل الأول الى انعدام الثقة والى فشل تلو الفشل ، فيقتل الخوف من الفشل الرغبة الجنسية الفطرية التي تقرب بين الزوجين، وبالتالي يؤدي الى فشل المشروع كاملاً. وربما خسارة الشاب لذكورته طيلة العمر. وتدمير عش الزوجية الذي انتظره طيلة حياته. أو ربما يُختزن أداء العملية في ذهن الفتاة مقترناً بالألم الشديد والنزيف الحاد ، مما يفقدها الرغبة مقهورة بمشاعر الخوف من الألم. فتنتفي القوة الدافعة لذلك ألا وهو الإستمتاع وإشباع الرغبة الفطرية. وتصبح عملية روتينية وتأدية واجب للتكاثر كالحيوانات ، ودون الإستمتاع الذي يزيد من روابط المودة والرحمة ويؤدي الى الإستقرار والسكن العائلي ، ويجدد الحياة ويجعلها حلوة وسعيدة وناجحة ومهيأة لتكوين ا أسرة بناءة في المجتمع.
    يتبع آمنة وخليل 23

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    30/12/2009م
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء الثاني والعشرون Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء الثاني والعشرون Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء الثاني والعشرون Empty رد: آمنة و خليل/الجزء الثاني والعشرون

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الثلاثاء 22 مارس 2011 - 11:16

    يسلموا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 12:28