منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون Empty آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأحد 27 مارس 2011 - 10:13

    آمنة وخليل/ الجزء الخامس والعشرون
    ..................................................
    في شهر أيلول عام 1966م ، انتظمت الدراسة معلنة عن بدء العام الدراسي 1966 – 1967م ، بينما كانت المنطقة تغلي على نار يتزايد اشتعالها ويتناسب طردياً مع مرورالزمن ، فكثفت اسرائيل من اعتداءاتها على سوريا ، ومناوشاتها للأردن ، وكانت الإشتباكات على خط الهدنة تحدث يومياً. وفي هذا الشهر نشرت مجلة الجيش الإسرائيلي مقابلة مع اسحق رابين (رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت) وبمناسبة رأس السنة العبرية ، وأفصح فيها عن خطته تجاه سوريا ، وأكد أن الحرب مع سوريا واقعة لا محالة ، وسيكون هدفها الإطاحة بالنظام السوري الحاكم والموالي للمعسكر الشرقي ، ورد عليه رئيس الحكومة ليفي أشكول الذي سمح له بإجراء المقابلة دون التطرق للسياسة الإسرائيلية ، وأصدر بياناً انتقد فيه رابين وقال: إن اسرائيل لا تتدخل بالشئون الداخلية لسوريا ، ويبدو أنهما كانا متفقين على ضرب سوريا ، وآثر أشكول أن تكون الخطط والتجهيزات لهذه الحرب سرية ، وبمشاركة أطراف دولية متضررة من السياسة السورية المنحازة للمعسكر الإشتراكي ، والتي كانت تدعم الحرب الشعبية التي فجرتها فتح في داخل اسرائيل ، لتكون على غرار حرب 1956م العدوانية الثلاثية على مصر ، وذلك لتقاسم المسئولية بين الأطراف المشاركة بالحرب ، بينما رأى رابين غير ذلك ، فهو يُعدّ دفاعاً مشروعاً عن شعب اسرائيل لمواجهة الخطر الذي يتهددها من جانب سوريا قاصداً عمليات المقاومة التي كانت تنفذها فتح ، واعتبرها أشكول توريطاً لإسرائيل امام العالم ، وأن هذه التصريحات تحمل اسرائيل كامل المسئولية عن نشوب الفوضى بالمنطقة. أو أنهما كانا متفقين على تبادل الأدوار ، لذلك قام ليفي أشكول في إطار بحث اسرائيل الطفيلية الوظيفية عن عائل قوي ودسم بنسج علاقة مميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأقوى في العالم ، تقوم على تبادل المصالح على عكس سلفه بين غوريون الذي ركز على العلاقة مع بريطانيا وفرنسا الراعيين للدولة في بواكير نشأتها. لقد كان الأمر واضحاً أمام العرب بأن اسرائيل تبيت النية السيئة على فرضية اولوية تحرير الأرض العربية لكل نظام عربي كما كان يدعي في تبريره لأي انقلاب أو قمعٍ أو تسلط ، وكما كان يردد عرابوه في كل مناسبة وطنية.
    في هذه الأثناء وبدلاً من وحدة الموقف والسمو على الخلافات الأخوية الشخصية للأنظمة العربية وذلك لمواجهة هذه التحديات السافرة ، استعرت نيران الخلافات بين دول الطوق العربية ، وساءت العلاقات بين النظام المصري والنظام السوري من جهة وبين النظام الأردني من جهة أخرى، وكانت العلاقة المصرية السورية تمر بمرحلة فتور وفقدان للثقة نظراً لانفراط عقد الوحدة ، وبناءً عليه بدأت العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام الأردني تسوء وتتصاعد في توترها متناسبة طردياً مع سوء العلاقات الأردنية المصرية ، وكذلك ازدادت العلاقة سوءاً على سوءٍ وعداوة أخوية بين فتح التي كانت تجسد الهوية الفلسطينية في الصراع ، وبين النظام الأردني استناداً الى سوء وتوتر العلاقة بين سوريا والأردن ، وأضرمت نيران حرب إعلامية من القذف والسباب المتبادلين بين الأطراف المتنازعة ، وانقسم الإعلام العربي الى قسمين ، قسم ثوري يقوده الإعلام المصري الموالي للقومية العربية الوحدوية والمنحاز لقوى التحرر العالمية وعلى رأسها المعسكر الشرقي ، والذي كان سلاحاً ذا حدين ، حد موجب في توعيته بالقضايا العربية ، وشحن الجماهير العربية بطاقة معنوية ثورية وتعبوية لمعركة التحرير ، وحد سالب وذلك بتضخيم القوة العربية مقابل القوة الإسرائيلية والإمبريالية ، والتبشير بنصر ساحق ومؤكد على قاعدة من الواقع الذي لا يتطابق مع الأماني بالنصر والتحرير. وفضح النوايا العربية باستعداء اسرائيل والتهديد بمحوها عن الوجود ، مما كان وما زال يتنافى مع الشرعة الدولية السائدة والتي وضعتها الدول المساندة لإسرائيل والداعمة لبقائها خنجراً مسموماً في خاصرة الوطن العربي ، والقسم الثاني من الإعلام العربي كان صامتاً تجاه القضايا العربية ، وقامعاً للحركات التحررية ومناهضاً للتوجهات الثورية والحزبية ومنحازاً للمعسكر الغربي بتقية دون الإعلان عن ذلك بصراحة ، وانقسم العالم العربي الى تيارٍ رجعي وتيار تقدمي كما اصطلح عليه آنذاك. وكانت الجماهير العربية منجذبة في سوادها الى الإعلام المصري الثائر والمعادي للمعسكر الغربي. وبدأ الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة بالتذمر والتململ من عجز العرب عن ردع اسرائيل ووضع حد لخروقاتها المستمرة للحدود العربية ، ومن تقصيرهم للتحضير لمعركة التحرير التي كان يعد بها كل نظام عربي رجعي وتقدمي ، وتململ الشارع العربي الذي كان مجسّاً حساساً لنبضات الشارع الفلسطيني الذي كان البوصلة التي تتحكم باتجاه مشاعر وأحاسيس الشعوب العربية ، وخاصة في أوساط المثقفين والحزبيين والطلاب. إذ كانت مصلحة القضية الفلسطينية هي سبب الخلاف العربي العربي كما كان يَدّعي كل طرف ، فالدول التقدمية تتهم الدول الرجعية بالعمالة والخذلان والرجعية ، وترد عليها الدول الرجعية باتهامات مشابهة مضافاً اليها الطيش والجنوح عن جادة الصواب والتعقل. وكانت الأحزاب العربية التي تقود العمل الوطني على امتداد الوطن العربي الكبير تفكر بشكل يستثني الآخر ، ولا يعترف به ويصنفه في صف الأعداء ، وتعتبر رأي الآخر خروجاً عن الوطنية ودخولاً في هامش الخيانة على غرار النظم العربية الحاكمة ، فاستشرى التعصب الحزبي والقبلي بين القوى الوطنية ، لذلك فشلت كل القوى الوطنية والأحزاب العربية في بناء مؤسسات وطنية تقوم على احترام الآخر ، وسادت دكتاتورية الأحزاب وتوارث القيادة فيها. ولذلك لم تكن الشعوب العربية أساساً صالحاً لبناء نظم وطنية تخدم الوطن والمواطن وتناصر قضايا الأمة في إطار المصالح الوطنية العربية العليا. وأكد ذلك فشل الوحدة المصرية السورية ، ومحاولات الوحدة المصرية العراقية. والوحدة العراقية الأردنية ، ومهما كانت خطط الإستعمار في إفشال هذه الوحدة فلن توجد قوة تستطيع ثني الشعوب الحرة عن أمانيها وإرادتها للحياة الحرة. ولكن العرب وجدوا شماعة يعلقون عليها فشلهم بالوحدة.
    وعلى هذا المشهد العربي الفوضوي الطوباوي وغير الخلاق ، من رأس الهرم الى قاعدته والذي كان بمثابة الوضع الأمثل في خدمة الأهداف والأطماع الإسرائيلية التوسعية ، كانت اسرائيل وخاصة التيارات اليمينية المتطرفة التي كانت تسيطر على الجيش والموساد والشين بيت تدفع باتجاه العدوان وتعد العدة لحرب توسعية ، وذلك تحقيقاً لأحلام الصهاينة الذين كانوا يحلمون بأن تمتد حدود اسرائيل الى سيناء جنوباً ، ونهر الأردن شرقاً ، ويطمعون في السيطرة على الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني ، كمرحلة تمهيدية لبناء اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل. وذلك في سياق هاجس الطاقة والموارد المائية الذي كان يؤرق حكام اسرائيل وعلى رأسهم ليفي اشكول ، وكانت قضية المياه إحدى القضايا الأساسية التي دأبت اسرائيل على إثارتها في قمة جدول علاقاتها مع سوريا ، فخلال حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م استغلت اسرائيل انجازها العسكري في الجنوب واحتلت قريتين سوريتين في المنطقة المنزوعة السلاح بينها وبين سوريا ، وذلك تمهيداً للسيطرة على مياه نهر الأردن ، وفي عام 1964م نفذت مشروعها لتغيير مجرى نهر الأردن من منابعه بحيث أصبح تحت سيطرتها التامة ، وذلك على مرآى ومسمع العالم العربي. وقد اعترف موشيه ديان في مذكراته بأن اسرائيل افتعلت عدة صدامات مع سوريا لكي تجبرها على ترك مصادر المياه والأراضي المحيطة بها ومما كتبه في مذكراته "إن 80% من الصدامات جرت بسبب محاولات اسرائيل السيطرة على مناطق كانت منزوعة السلاح بين الطرفين ، كنا نرسل جرافة الى الأراضي السورية ، وننتظر أن يطلق السوريون عليها النار ، فإذا لم يفعلوا كنا ندفع الجرافة الى عمق أكثر داخل حدودهم حتى تثور أعصاب السوريين فيطلقوا النار ، هم يطلقون رصاصة ونحن نرد بالمدفعية وفي بعض الأحيان بسلاح الجو" انتهى كلام ديان. وفي هذه الأثناء تصاعدت عمليات فتح في إطار الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية التي كانت تنطلق من الحدود السورية والأردنية من داخل الضفة الغربية ومن قطاع غزة ، وبلغت أكثر من مئة وعشرين عملية تفجير داخل اسرائيل منذ انطلاقتها في الفاتح من عام 1965م ، وأثارت الرعب والقلق في نفوس الإسرائيليين من مدنيين وعسكريين ، وشعر المستوطنون الإسرائيليون بالخوف والهلع من هجوم عربي يؤدي الى هروبهم من الكيان ، وقد راجت في أوساط المجتمع الإسرائيلي تلك المقولة بشكل ساخر ، ومما زادها رواجاً تدهور الأوضاع الإقتصادية والسياسية والأمنية ، والشعور بأن اسرائيل باتت في خطر الإنكفاء والإنهيار ولم يعد للإسرائيليين من مفر الاّ الإتجاه لمطار اللد ومغادرة البلاد عند بدء الهجوم. لذلك كان لا بد للقيادة الإسرائيلية من البحث عن مخرج من هذا المأزق الإقتصادي والسياسي والأمني والإجتماعي الذي يهدد الكيان ، وليس هنالك من مخرج الاّ إعادة خلط الأوراق بالمنطقة ، والنهش في الجسد العربي المحيط بهذا الكيان درءاً للخطر المحدق وبكل ما اوتيت اسرائيل من قوة عسكرية وسياسية ودهاء ومكر ، وذلك باستخدام مخالبها الطويلة الحادة ، وأسنانها وأنيابها المسنونة بالإستعداد والتخطيط والتدريب والحقد ، والصراخ لحلفائها لنجدتها من الموت المحدق بها ومن الدمار الذي يهدد كيانها، وأنها تخوض حرباً دفاعية عن النفس وعن الوجود ، وليعيد لشعبها الثقة والأمن والإستقرار ويزيل الرعب والخوف من نفوسهم ، ويرفع معنوياتهم المنهارة ، ويفتح عليهم باب المساعدات الإقتصادية والسياسية والمعنوية من الحلفاء والمتعاطفين والراعين لنشأة هذا الكيان والمعنيين بزرعه داخل منطقة تزخر بالثروات ، ليكون عينهم وذراعهم المتقدمة في المنطقة ، وكانت الفرصة سانحة للنهش من الجسد العربي المتقاتل مع نفسه والمتباعد والمشتت الأطراف ، والمنهك القوى والذي كان يغرق في خلافات حادة ، ويعاني من تسوس بالأنياب والأسنان ، وتثلم بالمخالب ، وخلع لأضراس العقل ضرساً تلو الآخر ، ومن آثار الجهل والفقر وغياب الديمقراطية ، وتسلط للدكتاتورية التي تقمع الحريات ، وتُغيب الوعي وتجهض الثورات على الواقع المر ، لأستمرار الإستبداد والتسلط للأنظمة العائلية والحزبية القائمة والتي استجدت سلطتها في استقلال منقوص وممنوح من المستعمرين مقابل أن تكون سلطة وطنية مدجنة طبق المواصفات والمقاييس التي وضعها ورسمها وحدد خطوطها لهم المستعمرون القدامى والجدد. كانت الأعمال والتصرفات الإسرائيلية توحي بقرب وقوع معركة مع سوريا ، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان والتوقعات ، فعمدت اسرائيل الى خلق معركة مع النظام الأردني الذي كان محسوباً على المعسكر الغربي ، والذي كان يخوض صراعاً مريراً مع النظم العربية التقدمية التي تنادي بالحرب على اسرائيل ، ويبدو أن ذلك التوجه كان مقصوداً ، ليكون بالون اختبار يكشف عن القدرات العسكرية الأردنية ووزنها ، وتحديد ما يلزم الجبهة الأردنية من قوات وعدد في أم المعارك القادمة التي كانت تخطط لها اسرائيل ، وذلك أيضاً لجر الأردن الى حربها الشمولية القادمة على الأرض العربية ، لتمكينها من احتلال ما تبقى من فلسطين وخاصة مدينة القدس الشرقية التي كانت خاضعة للسيادة الأردنية والوصول الى نهر الأردن ليكون حدوداً طبيعية مرحلية آمنة للكيان. ولإثارة الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعب العربي ضد الحكومة الأردنية ، وإشعارها بالخطر الذي يتهددها ، من اسرائيل ومن شعبها ، مما يبرر لها اللجوء الى عالمها العربي بقيادة مصر والإلتقاء معها على مضض من واقع "مكرهٌ أخاك لا بطل " وعلى دُمَّل من الخلافات والقيح ، قبل تطبيبه وإزالة أسبابه من جذورها ، وذلك لينشأ تحالف عربي لحظي وطاريء وهش، ومبني على أسس واهية وقاعدة تنسيقية هشة ، يسهل كسرها والنفاذ من خلالها الى الأهداف الأسرائيلية في التوسع وتصدير الأزمة للخروج من المأزق السياسي والإقتصادي والأمني والإجتماعي والديمغرافي الذي كانت تعاني منه قيادة اسرائيل. ولتثبت لشعبها أن لها اليد العليا والطولى بالمنطقة لتبث في نفوسهم الشعور بالأمن والإستقرار في هذا الوطن المغتصب من أصحابه الشرعيين.
    يتبع في الأجزاء التالية تكملة قصة آمنة وخليل وتفاصيل معركة اسرائيل التي افتعلتها مع الأردن في تشرين الثاني عام 1966م.
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    19/1/2010م
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون Empty رد: آمنة وخليل/الجزء الخامس والعشرون

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأحد 27 مارس 2011 - 10:24

    مشكور لسرد المعلومات التاريخية ضمن القصة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 20 سبتمبر 2024 - 12:50