اية براذعية والذئاب

خرم ابرة
آية والذئاب


يااااااااااا الله، قصة قتل لما تسمعها بتموت 100 موتة، بتكفر بإنسايتك، وبكل القيم والعادات والتقاليد والقوانين، قصة قتل أنت بتموت فيها والمقتول بيضل خيال بلازمك، المقتول نجم في سماء الحق؛ حق الإنسان... حق الحياة... حق الحب والانتماء... حق المرأة... حق الشباب المليء بالحيوية والعنفوان. أما القاتل فهو أكيد أساسا ميت، بقلب ميت، بعقل ميت. هو الطحالب اللي بتتغذى على ضياع وعدم تطبيق القانون.
شو بدي أحكيلك يا آية_رحمة الله عليكِ_ انت هلأ بين ايدين ربك، خطف القاتل منك حياتك ...ربيع عمرك، لكن قتلك خطف منّا مفاهيم وأفكار ومشاعر، خطف قتلك روح حياة كل اللي بسمع بقصتك، شو بدي أحكيلك تا أحكيلك، قتلوا فيكي ما فينا، قتلوا فيكي فكرنا وعلمنا وشبابنا وطموحنا... قتلوا جسداً لتكون روحك روحنا .... قتلك دون ذنب عبارة عن قتلنا الشباب في كل لحظة مستقبل، ما بنعرف بأي يوم سننحر... من غير ما نعرف التهمة.. التهمة اللي ما بيعرفها وبحددها وبحاسبنا عليها حد الاّ القاتل؟!
آية.. قصتك وصورتك خلتني أغير رأيي في عقوبة الإعدام، أنا بطالب في تطبيق الإعدام لأي مرتكب جريمة بهذا الشكل من الشناعة، يا جماعة الخير القصص اللي بنسمعها في مجتمعنا أو المجتمعات القريبة خلتني أفكر... في قصة العقاب والثواب... الناس بدها رادع في بعض الأحيان... حتى ما تصير الأمور شوربة؟! والقانون واضح...ويجب أن يطبق وبقوة، مشان اللي بفكر انه يعمل شي يحسب الحساب.
قصتك يا آية خلت الناس والمؤسسات تفيق، أو بتمنى إنهم صحيوا؟! لأنه احنا عايشين في عالم وعمل المؤسسات مختلف عن هذا العالم للأسف، الواقع "واقعنا إحنا الفلسطينيين" بختلف عن واقع المجتمعات الثانية الأجنبية أو حتى العربية، لأنه وضعنا الكل عارفه، عشان هيك لازم انسيطر على وضعنا احنا ضمن أدواتنا ومفاهيمنا المختلفة لنوصل للهدف اللي بدنا اياه احنا، مش اللي بدو اياه غيرنا... وغيرنا بده ايانا انعيش ضمن مفاهيمه ورؤيته وحياته.
آآآآآآخ يا آية، إختفائك وطريقة قتلك، تربيطك.. رميك في البير، خلتني أفكر كم صبية بتعاني من سلوك يومي مخفي عن الأنظار لا بتحمله الإنسان ولا الحيوان؟ كم شب من شبابنا الفلسطيني بعاني من قمع مجتمعي؟ أو قمع الاحتلال؟ أو في بيته؟ أو في مؤسسته؟ بس بأدوات مختلفة ولأهداف مختلفة؟! حتى وصلنا لوقت ممكن الواحد يقمع حاله يقمع ذاته من خوف المجهول.
بطلع على صورتك، شفتك أم، مستقبل، مربية جيل، تعبانة من الحياة اليومية بس عندك الأمل. بعدين صفنت...انت مش معنا!! كل هذا راح عشان ثمن التعصب والتخلف الأعمى دفعه الشباب حتى اذا كان على سنة الله ورسوله.
بطلع على صورتك كمان مره وبتذكر قصيدة شاعرنا محمود درويش"إلى قاتل":" إلى قاتل.. لو تأملت وجه الضحية وفكرت.. كنت تذكرت أمك في غرفة الغاز..كنت تحررت من حكمة البندقية.. وغيرت رأيك... ما هكذا تستعاد الهوية" فكرك شو كان راح يكتب درويش لو عرف انه القاتل في زمنّا هو صاحب اللحم والدم؟؟!
سامحينا يا آية، اكتشفنا جثتك في وقت التوقيع على المصالحة، قصتك قصة وطن بدور على مصالحة مع الذات، مش بس قصة فتح أو حماس، فلسطينيتنا أهم من كل الخزعبلات التافهة، مصالحة مع تعريفنا لما يسمى "بالشرف" انت آية الشرف لبنات فلسطين وبنات وأهل الخليل.
يا شيوخنا ويا زعماء العشاير في الخليل يا أهل الكرم والجود والنخوة، بنتكم آية دمها غالي كتير، وما بتعوض إلا بالدم...لازم نطالب بإعدام اللي قتلوها عشان يكونوا درس وعبرة لكل مين بفكر يعمل هيك، لازم ما يضيع حقها بفنجان قهوة وقعدة عرب! عشان ما حدا يسترجي يمس شعرة من شعر بناتكم مين ما كان.
اتفقوا على رميك في البير، لكن ما ادعوا انه الذيب أكلك، لأنهم هم الذئاب.

الله يرحمك يا اااا صديقة غالية يا زهرة من زهرات النرجس

الله يرحمها ويسكنها فسيح جنانه

كل واحد بسمع قصتها بحزن كتير

حسبي الله و نعم الوكيل ..

الله يرحمك برحمتو يا آيه و يجعلك من اهل الجنه ...

امين يارب العالمين