من على النافذة
بليلة ظلماء خلدت فيها للمهاد ؛ مخففاً عن كاهلي داء السهر الذي لازم العين وأدمى العقل وأتعب الفؤاد ، أتقلب على الأريكة أحاول أن أتذوق طعم النوم بالليل ولكن دون جدوى مما كان الجسد عليه قد اعتاد .
سارعت بالنهوض ممارساً عادتي بالوقوف على تلك النافذة التي بت أحبها يوماً بعد يوم ، وكالعادة كان القلم والورق برفقة صاحبهما .
نظرت من النافذة فإذا بالليل قد سكن ، والإنس على أريكته تحت ما يغطي جسده قد دفن ، والجن من حولي تتساءل :
ما الذي جرى حتى هدأ الكون واطمأن ؟
وأنا على أعتاب تلك النافذة ، لا أسمع إلا صرير قلمي وعقارب ساعتي ، صرير القلم وهو يدق نبضاته على صفحات الماضي التي أمتلك ، وعقارب ساعتي تتماشى مع عجلة الزمان تنقص من عمري ما تبقى من أنفاس ، تتمائل مع صاحبها تمائل الحمام في مشيته ..
النهار قد أفل ، والليل من حولي قد جن ، والطير إلى مأواه قد استن ، والنجم في السماء قد ركن ، والقمر في كبده – السماء – لسماعي قد حن ..
للسماء أنا ناظر ، وللقمر أنا محاور ، والعقل لا مكان فيه لمذاكرة أو تفاكر ، والقلب متعب قد خالطته المشاعر ، فلا متسع فيه ولا شاغر ..
أهفو أنا وأسمو ثم أدنو للقمر ...
أناجيه أناغيه أستهويه بأرق الكلمات وأعذبها لكي يحاورني في هذا الليل الحالك ...
لم أكن ذات يوم أتصور أن القمر بهذه القسوة ، أناجيه فلا يظهر لي إلا وجهه المظلم ، أحاوره وكأنه أصم أبكم ، سمع حكايتي وقصتي ولم ينبت ببنت شفة ..
ويكأنه أبكم .. ويكأنه أبكم .. ويكأنه أبكم ..
في حيرة أنا ، عقلي مشغول ، فكري معلول ، وفي اللحظة التي ألجأ فيها لمن أحدثه بما صال به الفكر وجال لا أجد الأنيس ولا الونيس .. لا أجد من أشكو إليه مجيباً وهو القمر ..
فلله أشكوك قمر .. ولله أشكوك يا أنيسي .. فأنت تركتني وحيداً لا أجد بجواري من أبث إليه حكاية ألفها القلب واعتادها اللسان ودونته الأقلام بدم وريدها على عتبات تلك الوريقات الصفراء ..
لماذا يا قمر ؟ لم هذا التكبر الذي أنت فيه ؟ صحيح أنك تنير لي عتمة الليل ولكن وقتما أبحث عنك لا أجدك !
تالله لو أنك لم تكن آية من آيات المولى لشتمتك لا بل لرثيتك من الشعر أبياتاً ..
اذهب يا قمر فأمثالك كثر ، كلهم ذوو مصالح ، اذهب يا قمر فلا ألومك كل اللوم فما أنت إلا واحد من نفير ..
أعاتبك نعم .. أسخر منك نعم .. وقد أقاضيك أمام الله فأنت تركتني وسط الطريق التي عرفت بالدنيا ولم تكن لي المرشد والنصير ..
هي النفس قد كلت ، تعبت ، ملت ، فترت ، انزعجت ، بل الحياة قد أفلت ..
كل النفوس لها طباع ، والطباع من نفس لنفس فيها أطوار ..
ونفسي أنا لا تحب من الناس أن لا تعيرها انتباه .. نفسي إن تكبر عليها أحد أصابها الفتور والقصور ..
نفسي إن جافها حبيب بكت ولم تدع لغيرها من البكاء نصيب ..
منك أيها القمر أنا معتذراً .. منك أيها القمر أنا معتذراً ..
فبالله كلمني ، بالله حدثني ، بالله واسني ، بالله انظر لي بعينك التي تبصر وأرني وجهك الأنور ..
كلمني يا قمر ، حدثني ، واسني يا قمر ..
وللأسف .. يستمر القمر في جفاءه !
ودموعي .. تتهادى لتمحو ما دون القلم !
وأوراقي .. تقترب وتقف على شفا حفرة !
ما أقساك !! ما أقساك !! قمر .
سارعت بالنهوض ممارساً عادتي بالوقوف على تلك النافذة التي بت أحبها يوماً بعد يوم ، وكالعادة كان القلم والورق برفقة صاحبهما .
نظرت من النافذة فإذا بالليل قد سكن ، والإنس على أريكته تحت ما يغطي جسده قد دفن ، والجن من حولي تتساءل :
ما الذي جرى حتى هدأ الكون واطمأن ؟
وأنا على أعتاب تلك النافذة ، لا أسمع إلا صرير قلمي وعقارب ساعتي ، صرير القلم وهو يدق نبضاته على صفحات الماضي التي أمتلك ، وعقارب ساعتي تتماشى مع عجلة الزمان تنقص من عمري ما تبقى من أنفاس ، تتمائل مع صاحبها تمائل الحمام في مشيته ..
النهار قد أفل ، والليل من حولي قد جن ، والطير إلى مأواه قد استن ، والنجم في السماء قد ركن ، والقمر في كبده – السماء – لسماعي قد حن ..
للسماء أنا ناظر ، وللقمر أنا محاور ، والعقل لا مكان فيه لمذاكرة أو تفاكر ، والقلب متعب قد خالطته المشاعر ، فلا متسع فيه ولا شاغر ..
أهفو أنا وأسمو ثم أدنو للقمر ...
أناجيه أناغيه أستهويه بأرق الكلمات وأعذبها لكي يحاورني في هذا الليل الحالك ...
لم أكن ذات يوم أتصور أن القمر بهذه القسوة ، أناجيه فلا يظهر لي إلا وجهه المظلم ، أحاوره وكأنه أصم أبكم ، سمع حكايتي وقصتي ولم ينبت ببنت شفة ..
ويكأنه أبكم .. ويكأنه أبكم .. ويكأنه أبكم ..
في حيرة أنا ، عقلي مشغول ، فكري معلول ، وفي اللحظة التي ألجأ فيها لمن أحدثه بما صال به الفكر وجال لا أجد الأنيس ولا الونيس .. لا أجد من أشكو إليه مجيباً وهو القمر ..
فلله أشكوك قمر .. ولله أشكوك يا أنيسي .. فأنت تركتني وحيداً لا أجد بجواري من أبث إليه حكاية ألفها القلب واعتادها اللسان ودونته الأقلام بدم وريدها على عتبات تلك الوريقات الصفراء ..
لماذا يا قمر ؟ لم هذا التكبر الذي أنت فيه ؟ صحيح أنك تنير لي عتمة الليل ولكن وقتما أبحث عنك لا أجدك !
تالله لو أنك لم تكن آية من آيات المولى لشتمتك لا بل لرثيتك من الشعر أبياتاً ..
اذهب يا قمر فأمثالك كثر ، كلهم ذوو مصالح ، اذهب يا قمر فلا ألومك كل اللوم فما أنت إلا واحد من نفير ..
أعاتبك نعم .. أسخر منك نعم .. وقد أقاضيك أمام الله فأنت تركتني وسط الطريق التي عرفت بالدنيا ولم تكن لي المرشد والنصير ..
هي النفس قد كلت ، تعبت ، ملت ، فترت ، انزعجت ، بل الحياة قد أفلت ..
كل النفوس لها طباع ، والطباع من نفس لنفس فيها أطوار ..
ونفسي أنا لا تحب من الناس أن لا تعيرها انتباه .. نفسي إن تكبر عليها أحد أصابها الفتور والقصور ..
نفسي إن جافها حبيب بكت ولم تدع لغيرها من البكاء نصيب ..
منك أيها القمر أنا معتذراً .. منك أيها القمر أنا معتذراً ..
فبالله كلمني ، بالله حدثني ، بالله واسني ، بالله انظر لي بعينك التي تبصر وأرني وجهك الأنور ..
كلمني يا قمر ، حدثني ، واسني يا قمر ..
وللأسف .. يستمر القمر في جفاءه !
ودموعي .. تتهادى لتمحو ما دون القلم !
وأوراقي .. تقترب وتقف على شفا حفرة !
ما أقساك !! ما أقساك !! قمر .
فايز قديمات
26 رمضان 1432 لهجرة الحبيب
26 / 8 / 2011
الساعة 1.30 صباحاً .
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd