الرحيم
الأمر الأول: مما يكون في القيامة.
:" فتعاد الأرواح إلى الأجساد".
هذا أول الأمور : ويكون بعد النفخة الثانية في الصور، وذلك بعد أن فارقتها بالموت، وهذه غير الإعادة التي تكون في البرزخ حين سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه، وذلك أن الله يأمر إسرافيل فينفخ في السور، فيصعق من في السماوات والأرض؛ إلا من شاء الله؛ ثم ينفخ فيه مرة أخرى فتتطاير الأرواح من الصور إلى أجسادها ، وتحل فيها .
وفي قول المؤلف :" إلى الأجساد" : إشارة أن الأرواح لا تخرج من الصور؛ إلا بعد أن تتكامل الأجساد مخلوقة؛ فإذا كملت خلقتها ؛ نفخ في الصور، فأعيدت الأرواح إلى أجسادها.
وفي قوله" تعاد الأرواح إلى الأجساد" دليل على أن البعث إعادة وليس تجديداً، بل هو إعادة لما زال وتحول؛ فإن الجسد يتحول إلى تراب، والعظام تكون رميماً؛ يجمع الله تعالى هذا المتفرق، حتى يتكون الجسد، فتعاد الأرواح إلى أجسادها، وأما من زعم بأن الأجساد تخلق من جديد فإن هذا زعم باطل يرده الكتاب والسنة والعقل:
- أما الكتاب ؛ فإن الله عز وجل يقول: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَن)(الروم: من الآية27)؛ أي: يعيد ذلك الخلق الذي ابتدأه.
وفي الحديث القدسي:" يقول الله تعالى : ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته"[221] فالكل على الله هين.
وقال تعالى : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ )(الأنبياء: من الآية104).
وقال تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ) (15) (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون:15-16)
وقال تعالى : ( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)(78)( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس: ،78-79) .
وأما السنة ؛ فيهي كثيرة جداً في هذا ؛ حيث بين النبي صلى الله علي وسلم" أن الناس يحشرون فيها حفاة عراة غُرلاً"[222]؛ فالناس هم الذين يحشرون، وليس سواهم.
فالمهم ؛ أن البعث إعادة للأجساد السابقة.
فإذا قلت : ربما يؤكل الإنسان من قبل السباع، ويتحول جسمه الذي أكله السبع إلى تغذية لهذا الأكل تختلط بدمه ولحمه وعظمه وتخرج في روثه وبوله؛ فما الجواب على ذلك ؟
فالجواب: أن الأمر هين على الله ؛ يقول : كن! فيكون، ويتخلص هذا الجسم الذي سيبعث من كل هذه الأشياء التي اختلط بها، وقدره الله عز وجل فوق ما نتصوره؛ فالله على كل شيء قدير.
وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه ، وعلى لسانه رسوله وأجمع عليها المسلمون
(1)................
(1) هذه ثلاثة أنواع من الأدلة: كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
فأما كتاب الله تعالى ؛ فقد أكد الله تعالى في كتابه هذه القيامة، وذكرها الله عز وجل بأوصاف عظيمة، توجب الخوف والاستعداد لها :
فقال تعالىيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:1، 2) .
وقال تعالى : (الْحَاقَّةُ) (1)( مَا الْحَاقَّةُ)(2)(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) (الحاقة:1، 3) .
وقال تعالى : (الْقَارِعَةُ)(1)(مَا الْقَارِعَةُ)(2)(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)(3) (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)(4)(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (القارعة:1-5) .
والأوصاف لها في القرآن كثيرة؛ كلها مروعة مخوفة؛ لأنها عظيمة، وإذا لم نؤمن بها ؛ فلن نعمل لها ؛ إذ لا يمكن للإنسان أن يعمل لهذا اليوم حتى يؤمن به وحتى يذكر له أوصافه التي توجب العمل لهذا اليوم.
وأما السنة؛ فالأحاديث في ذكر القيامة كثيرة، بين الرسول عليه الصلاة والسلام بها ما يكون فيها ؛ كما سيأتي إن شاء الله في ذكر الحوض والصراط والكتاب وغير ذلك مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما الإجماع- وهو النوع الثالث-؛ فقد أجمع المسلمون إجماعاً قطعياً على الإيمان بيوم القيامة، ولهذا كان من أنكره؛ فهو كافر؛ إلا إذا كان غريباً عن الإسلام وجاهلاً؛ فإنه يعرف ؛ فإن أصر على الإنكار بعد ذلك ؛ فهو كافر.
وهناك نوع رابع من الأدلة، وهو الكتب السماوية؛ حيث اتفقت على إثبات اليوم الآخر، ولهذا كان اليهود والنصارى يؤمنون بذلك ، وحتى الآن يؤمنون به، ولهذا تسمعونهم يقولون: فلان المرحوم ، أو: رحمه الله ، أو : ما أشبه ذلك ؛ مما يدل على أنهم يؤمنون باليوم الآخر إلى يومنا هذا.
وثم نوع خامس، وهو العقل، ووجه ذلك أنه لو لم يكن هذا اليوم؛ لكان إيجاد الخلائق عبثاً والله عز وجل منزه عن العبث؛ فما الحكمة من قوم يخلقون ويؤمرون وينهون ويُلزمون بما يُلزمون به ويُندبون إلى ما يُندبون إليه ، ثم يموتون ، ولا حساب ، لا عقاب؟!
ولهذا قال الله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (115)( )فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115،116).
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )(القصص: من الآية85).
كيف يُفرض القرآن ويُفرض العمل به، ثم لا يكون هناك معاد؛ نحاسب على ما نفذنا من هذا القرآن الذي فرض علينا؟!
فصارت أنواع الأدلة على ثبوت اليوم الآخر خمسة
محمد بن عثيمين رحمه الله من كتاب شرح االعقيدة الواسطية
الأمر الأول: مما يكون في القيامة.
:" فتعاد الأرواح إلى الأجساد".
هذا أول الأمور : ويكون بعد النفخة الثانية في الصور، وذلك بعد أن فارقتها بالموت، وهذه غير الإعادة التي تكون في البرزخ حين سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه، وذلك أن الله يأمر إسرافيل فينفخ في السور، فيصعق من في السماوات والأرض؛ إلا من شاء الله؛ ثم ينفخ فيه مرة أخرى فتتطاير الأرواح من الصور إلى أجسادها ، وتحل فيها .
وفي قول المؤلف :" إلى الأجساد" : إشارة أن الأرواح لا تخرج من الصور؛ إلا بعد أن تتكامل الأجساد مخلوقة؛ فإذا كملت خلقتها ؛ نفخ في الصور، فأعيدت الأرواح إلى أجسادها.
وفي قوله" تعاد الأرواح إلى الأجساد" دليل على أن البعث إعادة وليس تجديداً، بل هو إعادة لما زال وتحول؛ فإن الجسد يتحول إلى تراب، والعظام تكون رميماً؛ يجمع الله تعالى هذا المتفرق، حتى يتكون الجسد، فتعاد الأرواح إلى أجسادها، وأما من زعم بأن الأجساد تخلق من جديد فإن هذا زعم باطل يرده الكتاب والسنة والعقل:
- أما الكتاب ؛ فإن الله عز وجل يقول: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَن)(الروم: من الآية27)؛ أي: يعيد ذلك الخلق الذي ابتدأه.
وفي الحديث القدسي:" يقول الله تعالى : ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته"[221] فالكل على الله هين.
وقال تعالى : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ )(الأنبياء: من الآية104).
وقال تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ) (15) (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون:15-16)
وقال تعالى : ( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)(78)( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس: ،78-79) .
وأما السنة ؛ فيهي كثيرة جداً في هذا ؛ حيث بين النبي صلى الله علي وسلم" أن الناس يحشرون فيها حفاة عراة غُرلاً"[222]؛ فالناس هم الذين يحشرون، وليس سواهم.
فالمهم ؛ أن البعث إعادة للأجساد السابقة.
فإذا قلت : ربما يؤكل الإنسان من قبل السباع، ويتحول جسمه الذي أكله السبع إلى تغذية لهذا الأكل تختلط بدمه ولحمه وعظمه وتخرج في روثه وبوله؛ فما الجواب على ذلك ؟
فالجواب: أن الأمر هين على الله ؛ يقول : كن! فيكون، ويتخلص هذا الجسم الذي سيبعث من كل هذه الأشياء التي اختلط بها، وقدره الله عز وجل فوق ما نتصوره؛ فالله على كل شيء قدير.
وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه ، وعلى لسانه رسوله وأجمع عليها المسلمون
(1)................
(1) هذه ثلاثة أنواع من الأدلة: كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
فأما كتاب الله تعالى ؛ فقد أكد الله تعالى في كتابه هذه القيامة، وذكرها الله عز وجل بأوصاف عظيمة، توجب الخوف والاستعداد لها :
فقال تعالىيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:1، 2) .
وقال تعالى : (الْحَاقَّةُ) (1)( مَا الْحَاقَّةُ)(2)(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) (الحاقة:1، 3) .
وقال تعالى : (الْقَارِعَةُ)(1)(مَا الْقَارِعَةُ)(2)(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)(3) (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)(4)(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (القارعة:1-5) .
والأوصاف لها في القرآن كثيرة؛ كلها مروعة مخوفة؛ لأنها عظيمة، وإذا لم نؤمن بها ؛ فلن نعمل لها ؛ إذ لا يمكن للإنسان أن يعمل لهذا اليوم حتى يؤمن به وحتى يذكر له أوصافه التي توجب العمل لهذا اليوم.
وأما السنة؛ فالأحاديث في ذكر القيامة كثيرة، بين الرسول عليه الصلاة والسلام بها ما يكون فيها ؛ كما سيأتي إن شاء الله في ذكر الحوض والصراط والكتاب وغير ذلك مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما الإجماع- وهو النوع الثالث-؛ فقد أجمع المسلمون إجماعاً قطعياً على الإيمان بيوم القيامة، ولهذا كان من أنكره؛ فهو كافر؛ إلا إذا كان غريباً عن الإسلام وجاهلاً؛ فإنه يعرف ؛ فإن أصر على الإنكار بعد ذلك ؛ فهو كافر.
وهناك نوع رابع من الأدلة، وهو الكتب السماوية؛ حيث اتفقت على إثبات اليوم الآخر، ولهذا كان اليهود والنصارى يؤمنون بذلك ، وحتى الآن يؤمنون به، ولهذا تسمعونهم يقولون: فلان المرحوم ، أو: رحمه الله ، أو : ما أشبه ذلك ؛ مما يدل على أنهم يؤمنون باليوم الآخر إلى يومنا هذا.
وثم نوع خامس، وهو العقل، ووجه ذلك أنه لو لم يكن هذا اليوم؛ لكان إيجاد الخلائق عبثاً والله عز وجل منزه عن العبث؛ فما الحكمة من قوم يخلقون ويؤمرون وينهون ويُلزمون بما يُلزمون به ويُندبون إلى ما يُندبون إليه ، ثم يموتون ، ولا حساب ، لا عقاب؟!
ولهذا قال الله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (115)( )فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115،116).
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )(القصص: من الآية85).
كيف يُفرض القرآن ويُفرض العمل به، ثم لا يكون هناك معاد؛ نحاسب على ما نفذنا من هذا القرآن الذي فرض علينا؟!
فصارت أنواع الأدلة على ثبوت اليوم الآخر خمسة
محمد بن عثيمين رحمه الله من كتاب شرح االعقيدة الواسطية
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd