أغيري وريكارد في موقف محرج

بعد ثلاثة أسابيع فقط على انطلاق الدوري الإسباني لكرة القدم، بدأ خافيير أغيري مدرب أتلتيكو مدريد والهولندي فرانك ريكارد مدرب برشلونة يشعران بالندم بسبب استمرارهما مع هذين الفريقين في الموسم الحالي.

وربما يكون أحد أسباب استمرار ريكارد وأغيري مع الفريقين هو توفير إدارة الناديين لكل منهما نحو 70 مليون يورو للتعاقد مع اللاعبين اللذين يرغبان في التعاقد معهما خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم الحالي.

ولكن أغيري وريكارد أدركا الآن حقيقة قديمة ومهمة وهي أنه كلما زادت التعاقدات مع لاعبين جدد قبل بداية الموسم تزايدت توقعات المشجعين بشأن ما يمكن لفرقهم تحقيقه.

وتشتهر الأندية الإسبانية بأنها غير صبورة على مدربيها إذ يقال نحو سبعة أو ثمانية مدربين منهم كل موسم، وهو أعلى من معدلات إقالة المدربين في بطولات الدوري الكبرى الأخرى في العالم.

وبالإضافة إلى ذلك يتسم المشجعون الإسبان بأنهم يطالبون فرقهم دائماً بتحقيق المزيد والمزيد من البطولات، وكذلك بكثرة الانتقادات التي يوجهونها إلى هذه الفرق.

وعلى سبيل المثال أطلق مشجعو فالنسيا هتافاتهم الغاضبة من مدرب فريقهم كويكي سانشيز فلوريس طيلة مباراة الفريق أمام بلد الوليد يوم السبت الماضي، بل وهتفوا ضد فريقهم رغم فوزه في المباراة 2-1.

وأصبح أغيري هو أقرب المدربين في الدوري الإسباني إلى سكين الإقالة، وذلك وفق ما أوردته بعض الصحف الإسبانية، إذ توقعت صحيفتا "أس" و"ماركا" إمكانية رحيل أغيري عن تدريب الفريق في غضون أسبوع في حال لم حقق أتلتيكو مدريد الفوز في مباراته أمام ضيفه راسينغ سانتاندير يوم الأحد المقبل.

وأوضحت "أس" الثلاثاء أن إنريكه سيريزو رئيس نادي أتلتيكو مدريد يفكر بالفعل في خافيير إيروريتا كبديل للأغيري في حالة رحيله.

وقدم أتلتيكو في الموسم الحالي أسوأ بداية له في الدوري الإسباني منذ عام 1999 الذي هبط فيه الفريق إلى دوري الدرجة الثانية حيث لم يحصد الفريق سوى نقطتين فقط من ثلاث مباريات خاضها حتى الآن في الموسم الحالي.

ولم تكن النتائج السيئة للفريق هذا الموسم هي الشيء الوحيد المثير للقلق بل كان هناك أيضاً الأداء الهزيل في المباريات.

وتقدم أتلتيكو بهدف مبكر في مباراته يوم الأحد الماضي أمام مرسيه العائد هذا الموسم لدوري الدرجة الأولى ولكن الفريق لم يواصل هجومه بحثاً عن هدف آخر وإنما تراجع للدفاع مما ساعد مرسيه على تسجيل هدف التعادل قبل نهاية المباراة مباشرة رغم وجود لاعبين من أصحاب المهارات العالية والأجور المرتفعة في صفوف أتلتيكو مثل مانيش وسيرجيو أغويرو وماكسيميليانو رودريغيز ودييغو فورلان وخوسيه أنطونيو رييس وسيماو وسابروسا.

ومن جهة ثانية، يعاني ريكارد من ضغوط مماثلة لتلك التي يتعرض لها أغيري خصوصاً بعد الأداء الهزيل والتعادل السلبي في مباراة الفريق مع أوساسونا يوم الأحد الماضي مما وسع الفارق الذي يفصله عن منافسه العنيد ريال مدريد متصدر المسابقة إلى أربع نقاط.

وأشارت محطة "روك آند غول" الإذاعية الاثنين إلى أن لاعبي برشلونة ربما حاولوا التخلص من ريكارد من خلال تقديم هذا الأداء الفاتر والهزيل.

وأوضحت "ماركا" الثلاثاء أن ريكارد فقد كل مصداقيته لدى خوان لابورتا رئيس النادي وأن لابورتا بدأ بالفعل التفكير في المدربين المرشحين لخلافة هذا المدرب.

ولكن ربما يكون ما يطمئن ريكارد نسبياً أن الفريق سيخوض مبارياته الثلاث القادمة على ملعبه، بيد أن ما يزعجه بالفعل هو قوة منافسيه الذين سيلتقي بهم في هذه المباريات، وهم ليون الفرنسي في دوري أبطال أوروبا وإشبيليه وريال سرقسطة في الدوري الإسباني، حيث يمتلك المنافسون الثلاثة القدرة على تحقيق نتائج إيجابية أمام برشلونة مما قد يدفع مشجعو الفريق إلى المطالبة برأس ريكارد.