"منكرات.. صارت عادات" (ارصد معنا)
"ألووو... معلش... أنا قربت أوصل لك... كلها محطتين... أنا في محطة التحرير".
كانت الجملة الأخيرة كافية جدا لجعلي أنتفض بشدة!!.. فقد دوَّى اسم المحطة في أذني كأجراس التحذير.. ألهذه الدرجة وصل بي السرحان حتى أتجاوز محطتي التي أقصدها بمحطتين دون أن أشعر.
وما هي إلا ثوان حتى ألمح اسم المحطة التي نحن فيها؛ فأجد أننا لم نبلغ بعد محطة البحوث التي تسبق محطة التحرير بمحطتين، وهي المحطة التي أقصدها؛ فأنظر ببراءة واستغراب إلى صاحب المكالمة السابقة لعلي أصحح له الخطأ الذي وقع فيه.. فأجده يرد علي بابتسامة صفراء توضح لي ما كان يقصده من هذه "الكذبة".
كان يعلم تماما أين نحن، وفي نفس الوقت كان يريد أن يشعر صاحبه الذي هاتفه أنه قد أوشك على الوصول فلا يمل من الانتظار.
كان شعوري عندها مزيجا بين الدهشة -أو الصدمة إن شئت- والحزن الشديد.. ألهذه الدرجة وصلت به اللامبالاة؟؟ وصل به الأمر إلى أن يستمرئ الكذب بهذه الصورة؟؟
ألم يسمع بحديث رسول الله.. صلى الله عليه وسلم محذرًا من الكذب: "... وإياكم والكذبَ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ ويتحرى الكذب حتى يكتبَ عند الله كذابًا". وعندما سئل أيكون المؤمن جبانا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: "لا"
ألم يدر بخلده وهو يتحدث بهذا الصوت الجهوري المملوء بالثقة أن حوله أناس متأكدون من كذبه.... ألم يحرج منهم، ألم ...!!
تذكرت عندها أمر الناس.. لماذا لم يغضبوا؟!! لماذا لم أرَ أي بادرة اعتراض؟!! حتى تمعُّر الوجه لم يظهر.... الامتعاض من كذبه لم يبد على محيَّا أي منهم.. أضعف الإيمان وهو الاستنكار بالقلب.. أين هو؟
لقد كانت هذه الصدمة أشد من سابقتها.
هل اعتاد الناس هذا المشهد حتى أصبح مألوفا؟ والأدهى من ذلك أن من يستغرب هذه الأمور يكون هو محل العجب والاستهجان!! وكأنه في زمن ليس زمنه وبلد ليست بلده.
هل ألف الناس المعصية؟ هل اعتادوا الخطأ؟ أم تبلدت المشاعر؟ أم أننا نحيا في زمن قست فيه قلوبنا فلم تعد تعرف معروفا ولا تنكر
منكرا؟
وتأكيداً على ذلك حادثة حدثت امامي
كنت جالسة انتظر دوري في احدى المستشفيات
فإذا بإمرأة تلبس الخمار كاملاً وتغطي وجهها
رفعت الهاتف واتصلت بزميلة لها بالعمل وقالت لها انا الآن بالمستشفى سجلي اسمي على الدفتر واذا سألك أحد عني قولي أنني حضرت ووقعت وخرجت
كنت أريد الذهاب إليها وأواجهها لكن التزمت صمتي واستنكرت هذا الموقف في قلبي
للأننا في زمن اذا واجهت الناس بأخطائهم قد تلاقي ما لا يرضيك منهم
وقلت بنفسي
لما الخمار واعتقد فعلاً انه عادة وغير ناتج عن إيمان حقيقي
واذا لم تخف من ربي الذي خلقنا هل ستخشى مما أقول
وهنالك الكثير الكثر.
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015