مسا الخير ع الجميع
بما انها اول مشاركة الي حبيت تقرأو قصة كتبتها من مدة بعنوان مسيرة حياة
اتمنى تعجبكو و اكيد بهمني رايكو وانطباعكو الصريح
بما انها اول مشاركة الي حبيت تقرأو قصة كتبتها من مدة بعنوان مسيرة حياة
اتمنى تعجبكو و اكيد بهمني رايكو وانطباعكو الصريح
[size=12]
في لحظات كسيت بالسجو، الشمس قد أغمضت عينها،و لاح القمر من بعيد،و عادت الطيور إلى أعشاشها بعد أن عطر المؤذن بصوته البديع مناديا لصلاة المغرب أجواء مخيم جنين،حينها فقط جاء الخبر الحزين...!
قدم احد المجاهدين حزينا يتلفظ أنفاسه الأخيرة مترنحا مستنجدا بمن يساعد إخوانه المرابطين،عاقدا الأمل على اللاجئين في مخيم جنين:(أغيثونا يا امة الإسلام ...العدو على مشارف المخيم ،هبوا لحماية ما بقي من أرضكم ...) يسكت برهة من الزمن و يكمل:(اشهد أن لا اله إلا الله ) انطفأت شعلة المجاهد ساكنا بلا حراك .
سرعان ما هلل الرجال و كبروا ،و اخذوا يعدون العدة ليرتحلوا لمقاتلة عدو الله صونا للأرض و العرض ؛
هذا محمد واحد مما بات تمسكهم بهويته الفلسطينية شجرة معمرة معطاءة لا تبخل بثمارها الطيبة التي حباها الله بها على احد ، توجه إلى زوجته الحامل قائلا:( إني خارج في سبيل الله، فان عدت فالحمد لله ،و أن لم اعد فعاهديني بان تصوني بيتك و عرضك و تهتمي بنفسك و بطفلنا الذي سيرزقنا الله به ،كما و أوصيك برعايته و تربيته ، و إياك أن تغفلي عنه و عن تعليمه ، و ارضعيه ب الوطن ، و أسدلي عليه ثوب العزة و الكرامة و الشرف ، فان كان ولدا فاسميه سيف ليكون من سيوف الله المسلولة ، أما إذا كان فتاة فلتكن أسماء بنت أبي بكر خلقا و أدبا و دينا ،و إني راض عنك في دنياي و آخرتي ).
زوجته : ( فاجلب لنا راية النصر بمعونته تعالى ).
مضى يوم و يوم و يوم و الحال على ما هو عليه حتى بزغ فجر اليوم التالي و قد وضعت زوجة محمد وليدها بعد ثلاث ليال غطشاء أبقتها مقرورة في خيمتها تفكر في زوجها حيث راودها شعور بالخوف يخبرها بان زوجك قد حصل له أمر،و شعور بألم الطلق يخالجها طوال الليل .
كانت الفرحة قد غمرت قلبها بمولد هذا البرعم الجديد الذي جاء يملا مكان تلك الشجرة التي اقتلعتها يد الغدر ،لحظة ميلاده ،و تبخرت الفرحة من عينيها و ماتت الأنغام الجميلة في أذانها حين وصل إلى مسامعها خبر رحيل زوجها الأبدي ،فشرعت كومة من اللؤلؤ و الألماس تملا عينيها كشعلة النار تتساقط على وجنتيها المتوردتين تنمو في صدرها ،جبل من حزن اعتصر قلبها ،و لو بيدها الأمر لأفنت عمرها تبكي زوجها كما بكت الخنساء أخاها .
أطرقت هنيهة و هي تجول في أنحاء خيمتها و تبحر في عيني وليدها سيف لترى زوجها محمد مرتديا لباسه الأبيض و تفوح منه رائحة المسك و قد اقترب منها و قبل وليدها ثم أملى عليها وصيته التي أوصاها بها ثم اختفى
بكت أم سيف و قالت : (ذهب الرفيق و الزوج و الأخ و المعيل ،و لم يبق لي في هذه الدنيا إلا سيف هذا البصيص من الأمل و يحمل الإثقال عني حين يكبر . لأراه يتوسم وسام الشجاعة و المروءة و يتقلد سيف الحكمة و البطولة .
و تمضي الأيام ... .
لعل تعبير شمعة تحترق لا يوفي أم سيف حقها لما بذلته في سبيل غيرها ،قامت بدور إلام و الأب و الأخ و الصديق ،و المعلم و الأسوة الحسنة في الأخلاق ؛فأرضعته الإيمان ،و حب الوطن،و وهبت نفسها لإعالته .
لم يكن أمامها إلا أن تتحدى كل الصعاب و تعلو كل العقبات و تتخطاها ، و ما اقساك من دهر حملتها أكداس من الهموم و الآهات و الفقر و سوء الحال، فها هي أم سيف تخرج من أحضان مخيمها إلى قسوة أيدي المدينة التي تنازعتها و جعلت منها دمية تتقاذفها يد الزمن، فصيفها يشكو خدمة البيوت و تلقي الأوامر، و بقية أيامها عاملة في مدرسة ثانوية للبنات ناهيك عن شتى ألوان الاهانة و نظرات الاحتقار و أحيانا الشفقة و السخرية و الاستهزاء من الناس و بنات المدرسة، إلى حد أنها كانت تغرقها كما يغرق المد رمال الشاطئ .
اوليس حريا بهذه المرأة الإنسانة و الأم المثالية أن ترفع على الرؤوس ؟و أن تصان كما يصان الألماس ؟! اوليس حريا بان تعينها الدول ما دامت تعترف بحقوقها في حقوق الإنسان؟ .
إن المد لا بد له من نهاية و فر إلى قاع المحيط ذلك الجزر ذلك هو سيف ،فكلما عادت إلى خيمتها المتهرئة التي شاركتها التقشف ،نظرت إلى وجه طفلها الدائري الأبيض ،فينبض قلبها المكسور و تنبعث فيها روح الحياة الجديدة و أمل الانطلاقة و ترى نور الراحة ينزع من ثنايا الكون هولها .
يركض سيف إلى أمه فاتحا صدره و قلبه على مصراعيه و يغطس في أحضانها الدافئة ، فيداعب مشاعر أمه الرقيقة التي لم يبقى منها الكثير من تعب الحياة و مشقة العمل لنيل قوت اليوم ، و تبادله ردة الفعل فتضمه إلى صدرها و تغلقه بذراعيها و تربت عليه بحنان كأنه عصفور صغير .
في كل يوم تراه يكبر تترقب بصبر أيوب رؤيته شابا عاملا يحمل عنها أعباء الحياة على أحر من الجمر ، و ينبض قلبه مخاطبا حال أمه شاعرا بها مفتخرا بما قدمته و تقدمه له يوما بعد يوم ، معتبرا هذا دينا عليه لا بد أن يسده عن طريق الجد و الاجتهاد و المثابرة
صعد سيف سلم النجاح في المدرسة ، و اخذ يخطوه خطوة تلو الأخرى ، في الوقت كانت فيه صحة أمه تهوي الى الحضيض ، فكان الظهر الساند ، و الابن الرضي ، و البلسم الشافي ، يثبتها و يؤازرها في كل نجاح يحققه .
ها هو ألان يرتقي صف الثانوية العامة ، و يد أمه معلقة على باب قلبها خوفا عليه، مترقبة تلك الشهادة التي أصبحت هاجسها الذي ارقها ستة عشر سنة ، الآن و بعد عناء كل السنين ستجني ثمرة كفاحها ضد الفقر و العوز و الحاجة في شخص ابنها في نجاحه الذي خطته على طريق من الشقاء و انتهاك الإنسان لحقوقها ، فآثرت ا ن تدعها لمن يصدق بتلك الحقوق و يدعي فعاليتها . من ناحية أخرى فقد صورت له حقوق الإنسان بقولها : (إنما هي كالشيء النفيس الضائع في بحر من الظلمات ، و أن الإنسان إذا لم يكن على قدر من المسؤولية و العلم و المعرفة و حب الوطن يكشر عن أنيابه و يبرز قواه ساعة الشدة غير راج للمساعدة الذليلة من غيره أجدى به أن يسلم زمام الأمور إلى من هو أكيس منه و اقدر ، و إني لأعقد عليك آمالي في أن ترد لي حقي المسلوب .
عد سيف كلام أمه جواهر نفيسة لن يفرط بها قط ، فغلفها بشغاف قلبه و وضعها بين جوانحه ، و اخذ بعين الاعتبار كل صغيرة و كبيرة تجعله يتصور موكب النجاح ، متوكلا على الله شاكرا صنيع أمه له .
لقد حان الموعد و اللقاء .......................
أم سيف تصول و تجول في خيمتها منتظرة الساعة المرتقبة ،لم تحرك مقلة عينها عن باب الخيمة الحزين ، نبضات قلبها تتصاعد ياستمرا ، و آثار الأرق و القلق لا زالت واضحة جلية في عينيها الواسعتين ، تبتهل الله أن يمن على ابنها بالتوفيق، و وسواس الأفكار يتقاذفها تارة يصعقها بترقب السوء و تارة أخرى يبشرها ببصيص الأمل المجهول،فتمر ثوان الزمن عليها دقائق و الدقائق كأنها ساعات طوال ....... ، لكن فجأة يقطع عليها سيف سلسلة أفكارها المقلقة .
يدخل مطأطئ الرأس كالح الوجه مقطب الجبين،ينبض قلبها المنفطر بصوتها المرتفع كالقطار السريع ثم تقول و الدمع في عينها(هات ما عندك يا مهجة قلبي!).
يسكت سيف و يخيم الصمت الكئيب على الخيمة ........،ثم يختلس النظر إلى أمه و يبتسم ويكسر حاجز الصمت الذي أثقل كاهل أمه بقوله ( لقد نجحت يا أماه نجحت،نلت درجة الامتياز،و وعدت بمنحة دراسية سأخفف بها حملك،هللي و كبري،وداعا وداعا لأيام الشقاء) .
أم سيف لا تتمالك نفسها فترفع يديها إلى السماء:( الحمد لله ،الحمد لله، وفقك الله و رعاك )و تخر بركبتيها ساجدة حامدة شاكرة لله على ما وهبها من النعم الشيء الكثير،فتحتضنه لتقبله بحنانها إلى أعماق نفسها المعطاءة و زخات الدمع تتهاوى لتشق طريقها على وجنتيها وينتهي بها المطاف لتلتقي عند ذقنها و تجلو نوائب الحياة التي صقلتها .
يقبل سيف يديها ويمسح دمعها:( ودعي أيام العلقم ،بعون الله لن تشقي ما حييت فصنيعك لي لن استطيع رده ولا حتى بالقليل القليل يا نور دربي وعمري ).سيف و أمه تحديا الفقر و انتصرا عليه دون الحاجة لحقوق الإنسان المبتدعة،و يا لها من مسيرة تحكي قصة شعب و وطن بأكمله.
:2لبيبي:
[/size]
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd