العطلة الصيفية في وجه فتيان فلسطين

العطلة الصيفية في وجه فتيان فلسطين

فلسطيني وافتخر بارتسام القدس على جبيني ولانني فتى فلسطيني من الطبيعي أني لن اقظي عطلتي الصيفية في أزقة الطرقات ولا في الذهاب الى المخيمات ولا حتى ان استغل وقتي في اخذ الدورات وفي التنزه والذهاب الى الرحلات

قضيت عطلتي اخوتي في الكد والعمل ،في البحث عن أمل وأي أمل في الحياة المأساوية التي رأيتها هناك حيث الذل والهوان، شعاراًمظمونة لا لحقوق الانسان ،كاتبه عدواًجبان،مطبقه مقاول حيوان ،همه جمع المال ،باي حال من الاحوال ،غير مراعي لظروف العمال .

كنت قبل ان اشق طريقي الى العمل اقبل يدا امي فيشعر رأسي بالدفىء من دموعها الساخنة كانت امي تعي بان بعبور الحدود من الممكن ان اعود او لااعود اخرج من البيت مودعا ًكل شيء ادخل الى المركبة التي تتسع لسبعة ركاب عذراًً20عامل لا مكان لوجود الهواءللتنفس الطريق طويلة من سبعة الى ثمان ساعات اذا تيسر الامر رحلتي تحت عنوان الوصول الى ( قدس الاقدس التي دنساها الانجاس) بعد عناء طويل في السير في الطريق العليل ،اصل والى اين الى جدار يحاكي سحب السماء ،الوقت ليلة ظلماء ما ان اجتازه فالتفت خلفي رصاص الغدر يلاحقني، الخوف يداعبني ،الاشارات الضوئية تنير دربي، الاسلاك الشائكة تلاقيني، اقفز عنها رب الكون يحمني، اصل الى جامع في القدس أصلي الصبح وبه انتظر بقيت اخوتي من العمال خمسون عامل يصل منهم عشرون فقط واحيانا اقل .

مع زقزة العصافير وفي الصباح المنيرنستقل حافلة الى باب العمود،الساحة معتجه بالجنود ،دروز وعرب ويهود العقل مشدود ،والوقت محدود اسير برعب وخوف فأنظر بحياء، أرى القبة الذهبية ،وا أسفا يحرسها ابناء الصهيونية ،دائما اشعربما تريد ان تقول، تسألني اين اصحاب العقول، اين الذين سيجدون الي الحلول، اين العرب يا عربي، اين احفادي، اين صلاح الدين واين ابو هادي، ما خلقتم للهو أو العب بل خلقتم للجهادي، بسواعدكم تبنون الوطن، بسواعدكم تحطمون القضباني، فأخفض رأسي فيصبح وجهي شاحباً، فأمضي طريقي راحلاً، لتحرير المكبلة اكون املاً.

نستقل حافلة لتوصلنا الى جبل ابو غنيم فما أن نصل الى هناك بعد اجتياز ثلاث من الاشياك نبدأ العمل، اشرف الناس يحكمهم الهمل، اذهب الى المخزن لاحظررفيقتاي، تتسألون ما هن ،أنهن حرجايتي وشكوشتي ،تزينان جسمي كتزين الحبر دفاتري ابدأ العمل وبعد ساعة اسمع صوت سماعة(تعمود تعمود اكول تعوت يشلوا يحرنوت بن زنا اتا تعمود تعمود )فيصبح وجهي شاحباً ،فافر هارباً في البئر اكون هاوياً، ابقى مختبىء حتى اسمع صوت احدهم اخرجوا لقد ذهبوا فنبداء العمل تاركين خلفنا كل ما حصل.

فما ان تمضي نصف ساعة فيسألني على الاقل عاملان كم الساعة الان هل حان موعد الاذان فاقول لمن يسالني بحنان، لقد مضت دقيقتان ،فيصاب عقله بالجنان، يمر الوقت الى ان يأتي موعد الافطار،معدتي على وشك الانهيار، من الطن والحمص ومشتقات الابقار، لاجل العيش اتناول الطعام باصرار،بعد دقائق معدودة، يأتي ابو جودة يرافقه خمسة من جنودة ،على رؤسهم اشارة يهودا ،فانطلق كغزال البر مختبأ.

وانا أنتظر فرج ربي كانت دموعي على خدودي تنزل ترويها، ونفسي تعف الدنيا وما فيها، يتحطم قلبي من امواج الياس من مأسيها، و سفن عمري تفقد كل مرافيها، لايعد في قلبي ورد أسقيها، بل أشواك تجرح أحشائي وتدميها فأقول يارب يا من خلقت الدنيا وما فيها أرحمني أو حياتي الغيها.

الجبن ليس من طبعي، ان لم تصدق سل ربعي، كان بكائي لأجل العمال المساكين لان هذه الدراما ستلاحقهم حتى يشيبوا ابكي لاجل الارض التي اغتصبت، ابكي لاجل نفوس ارتعبت، ابكي على هذا الزمان، زمن الذل والهوان ، ربي ابعث لهم بركان ،نارا عليهم وعلينا حنان ،بعد ساعة اخرج من البئر لنكمل الفطور عندما نصل نجد انوع كثيرة من السلطات التي صنعوها لنا منها سلطة الباطون مع الطن، واخرى سلطة التراب مع الحمص، واحيانا سلطة الرمل مع اللبن كم هم كرماء لايسعنى ان نقول سوى حسبنا بالله ونعم الوكيل فنبدأ العمل في الشمس الحارقة الى ان يحل الظلام .

ننهي العمل فاذهب لأستحم بالماءالباردة، للرائحة النتتنة تكون طاردة، قدماي منتفختان، بالالتهاب مصابتان، اتعشى خبز( وفشى)،من مزيل العرق أبخ رشى ،فاسترخي على الفرشا ،وسادتي هشا، أسأل نفسي هل أخي للغنم حشا، او انه اليوم طشا، فارفع رأسي الى النجوم ،الشعر خير وسيلة لتفريغ الهموم، بشعري كنت اداوي السموم، انصر المظلوم، و اخلق جوا من الضحك المعدوم، فافرح العموم.

عندما كانت الرياح تشتد ، كانت شفتاي تنقد، وجسمي يرتعش من البرد،وليوم الخميس ابدأ العد ، هكذا قضيت عطلتي، بعيداً عن قريتي ،مشتاق لأخوتي

بقلم عاشق (N)