منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حياتنا الاجتماعية

    سنــــــــدريلا العرب
    سنــــــــدريلا العرب


    حياتنا الاجتماعية Stars2



    الجنس : انثى
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 84
    العمر : 29
    البلد : صوريف
    نقاط النشاط : 0
    الاعجاب : 0
    الدوله : فلسطين

    حياتنا الاجتماعية Empty حياتنا الاجتماعية

    مُساهمة من طرف سنــــــــدريلا العرب الإثنين 26 مايو 2008 - 12:25

    قيم سلوكية يجب مراعاتها في الحياة الاجتماعية

    * د. الصفصافي أحمد المرسي
    إننا نقابل في حياتنا اليومية، العديد من الشخصيات .. ونتصرف حيالهم .. وحيال غيرهم، العديد من التصرفات .. ونأتي بهذه التصرفات وفقاً لقيم سلوكية معينة .. قد نفكر فيها في حينها .. وقد نأتي بها عفوياً .. ولا يمكن أن نكون قد سألنا أنفسنا في نفس اللحظة قائلين لأنفسنا (ماذا فعلنا .. ؟ ) (ماذا كان يجب أن أفعل .. ؟ ) .. بل هذه التصرفات تأتي عفوياً .. ونقوم بها على طبيعتنا .. ومن هنا رأينا، أن نلفت الأنظار إلى بعض السلوكيات التي تحمل قيماً معينة حبذا لو تمسكنا بها .. ولم نهملها .. بل يجب علينا أن نأصلها ..
    ـ السلام:
    «وإذا حُييتم بتحية فَحيوا بأحسن منها أو ردوها .. وافشوا السلام .. ».
    إذا ما نظرنا إلى السلام من الناحية الشكلية فهو بسيط، غاية في البساطة .. ولكنه .. يربط بين أفراد المجتمع .. ويؤلف بين القلوب، هو تصرف حضاري .. يدعم الروابط الإنسانية .. يخلق الود .. ويدعم الحب .. يزيد الاحترام .. يبدي اللياقة .. وخَيرَهُما الذي يبدأ بالسلام .. وتحية الإسلام تبدأ بالسلام .. ومن هذا المنطلق، وجب السلام قبل السؤال، وفي ضروب الأمثال .. السلام قبل الكلام .. وإذا لم يحي الإنسان مَن يراه سهواً .. فيعد ذلك من قبيل السهو .. ولا يخلق ضغينة .. وتحية الإسلام (السلام عليكم .. ورحمة الله وبركاته) وردها (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً وسهلاً .. ).
    فإفشاءُ السلام هو نشر للحب، والمحبة بين الناس، وإظهار للصداقة، والمودة فيما بينهم .. فما أحوجنا في هذه الأيام أن نعود النشيء على إفشاء السلام، والقاء التحية .. خاصة، وأن ذلك قد قل في المدن الكبيرة، إن إفشاء السلام، وأن يحي بعضنا بعضاً، ففي هذا تعضيد للروابط الاجتماعية .. وخلق مناخ تسوده المحبة، والتآلف ..
    ـ مساعدة الغير:
    الإنسان مضطر لأن يعيش وسط جماعة، فهو كائن اجتماعي بطبعه .. وأجمل مظهر، من مظاهر الحياة الجماعية، أن يحب أفراد المجتمع بعضهم بعضاً .. أن يساعد بعضهم بعضاً .. وأن يشعر بسعادة، غارمة، حينما يرى البسمة ترتسم على وجوه مَن قدم إليهم المساعدة ..
    هناك في الحياة اليومية نماذج عديدة تبين مدى احتياجنا لبعضنا البعض .. ومساعدة الآخرين، واجب إنساني، إلى جانب كونه واجب ديني، وأخلاقي .. وفيه حض على الارتقاء، والسمو فكبير القوم للقوم خادمهم .. فخدمة الآخرين، تجعلك كبيراً بينهم، مقدماً عليهم .. وخدمة الخلق طاعة للخالق .. أي من الواجب ألاّ تنتظر رداً فورياً من الذي قدمت إليه يد العون .. وإن كان من الواجب أن نقدم الشكر، والثناء لمن قدم لنا يد العون، والمساعدة فالكلمة الطيبة صدقة .. والبسمة عطاء حضاري .. وحتى الخدمات التي تُقدم إلينا في العصر الحاضر نظير أجر معين، والتي تدخل في نطاق البيع والشراء يجب علينا أن نقدم الشكر لمن قام لنا بهذه الخدمة ..
    ـ احترام حق الآخرين:
    إن الحياة وسط مجتمع بشري، يتطلب منا المحافظة على بعض القيم السلوكية، خاصة وأن المجتمعات المعاصرة أكثر تداخلنا مما كانت عليه في الماضي .. وأهم هذه القيم التي تنظم هذه العلاقات السلوكية هو احترام حق الغير .. والتسليم بما لهم من حقوق علينا ..
    فالكثير من السلوكيات الحضارية المعاصرة، تنبع من احترام حق الآخرين .. فلو احترمنا حق الآخرين، الذين وقفوا قبلنا في الصف، عند شراء أي سلعة، أو تلقي أي خدمة عامة لأدي ذلك إلى سرعة الإنجاز، وزاد الإنتاج .. فسلوك الإنسان السوي يتطلب احترام حق الآخرين، الذين حضروا قبلنا لدفع فاتورة الهاتف، أو الضرائب، أو قطع تذكرة سفر بالقطار، أو الحافلة .. واستهجان تصرفات الغير الذين ينتهكون هذه السلوكيات، والقواعد المنظمة لخط سير أفراد المجتمع من أروع السمات الحضارية المعاصرة ..
    لو أردنا أن نُحافظ على حقوقنا، فيجب علينا مراعاة حقوق الآخرين، والحفاظ عليها .. واعتبار حق أصحاب الإعاقة، والحوامل، وقدامي المحاربين، والمسنين، والمرضى، في الأولوية، والاستثناء من بعض القواعد، والسلوكيات أمراً طبيعياً .. بل وأمراً واجباً على الجميع .. فهو دَين إنساني نقدمه للآخرين .. (عامل الناس بما تُحب أن يعاملوك .. ) ينبع من هذه القاعدة، والقيمة السلوكية أن ما نقوم به الآن، سيرد إلينا غداً .. مهما كان شكل السلوك الذي نقوم به، خيراً فخير .. شراً فشر ..
    ـ الوفاء بالعهد:
    الوفاء بالوعد، والتمسك بالعهد، أمر تعليمي .. وهذا بدوره يعني أنّ الإنسان يفي بوعده، ويتمسك بعهده، ينطلق من أرضية اجتماعية سوية، وسليمة .. وأساس هذه الأرضية هو الشعور بالثقة .. الثقة في النفس، والثقة في الآخر .. فأفراد المجتمع الذين يثقون في بعضهم البعض، يؤسسون علاقات اجتماعية أكثر ثقة، وأكثر نفعاً للمجتمع العام .. وانطلاقاً من هذه الثقة، تتطور حياة العمل، والعمال، والتجارة، وتسير المؤسسات الاجتماعية بدون معوقات، أو فقدان للثقة .. وأي علاقات تجارية كانت، أو اجتماعية، أو أي نوع من العلاقات الإنسانية، لا تؤسس على الثقة، فإنها تتوقف، أو تنقطع تحت أسباب واهية، وما لم تُبن على مشاعر الثقة، والاطمئنان بأن الطرف الآخر قادر على الوفاء بالوعد .. والحفاظ على العهد، فمما لا شك فيه أن هذه العلاقات محكوم عليها بالفشل، والتوقف ..
    ـ الإعتذار:
    قال الله سبحانه وتعالى: (خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، (فاعرض عمّن تولي عن ذكرنا .. )، (فاصفح الصفح الجميل .. ).
    من المتوقع أن يرتكب الإنسان بعض الأخطاء، خلال حياته اليومية .. أو أن يقع في مواقف مؤسفة دون قصد منه .. كما يمكن أن يتعرض هو نفسه لضرر قد ينتج عن تصرف غير مقصود .. فعلى كلا الطرفين أن يُظهرا تفاهماً مناسباً، للموقف الذي حدث .. ولكن على الذي قام بالفعل أن يعتذر عما وقع منه لمن تضرر بهذا الفعل .. فالاعتذار المبكر يُطيب الخاطر، ويُلين المتشدد ..
    كما يجب على الآخر، أن يُقابل الاعتذار، بالتسامح، وحسن القبول. فالكاظمين الغيظ .. والعافين عن الناس ممن يشملهم الله بعفوه، ورحمته .. فمثلاً قد تتعرض وأنت في الشارع، أو وأنت في الحافلة، أو مترو الأنفاق ... قد تتعرض لبعض المواقف الصعبة التي تتطلب الاعتذار .. أو القبول للعذر المقدم .. وفي كلتا الحالتين، فهذا تصرف حضاري يجب الحرص عليه .. فالعفو .. والصفح من شيم العظام، ولا ينتقص ذلك من قيمة الإنسان .. بل يزيد من قيمته .. ويرفع من قدره .. ويسلط الضوء على تواضع الإنسان بين مجتمعه ... وبالرغم من ذلك، فالقيم الرفيعة تدعو الإنسان أن يفكر في سلوكياته جيداً حتى لا يرتكب ما يوجب الإعتذار .. وهذا لا يمنعه عن الاعتذار. وطلب العفو من الآخر ..
    ـ الصبر:
    قال الله تعالى: (وبشر الصابرين ... ) و (تواصوا بالصبر ... ) إننا نعيش وسط مجتمع بشري .. معرضين فيه لمجموعة من المواقف، أو المصائب التي لم نكن نتوقعها، ومن القيم السائدة في مجتمعاتنا الإسلامية الشرقية الحض على الصبر، وتحمل المكاره .. ولما كنا نعيش في عصر من أهم سماته السرعة في الحركة، والسرعة في التحرك .. هذا بدوره قد يعرضنا لبعض مما نكره ومن أهم ما تتصف به مجتمعاتنا الشرقية هو الدعوة إلى الصبر، وقبول القدر بخيره .. وشره .. فهذه أيضاً من سمات المؤمن، فالمؤمن هو مَن آمن بالله .. وبالقدر خيره وشره .. فالقبول بالقدر هو صبر يؤجر عليه الإنسان دينياً .. واجتماعياً .. فالمطلوب منا إذا ما واجهتنا بعض المصاعب أن نواجهها بأعصاب هادئة .. وأن نتصرف بعقلانية .. وأن نفكر في العواقب، والنتائج، سالبة، وموجبة .. وما أن نقتنع بالأصوب حتى نتصرف وفقاً لهذا متذرعين بالصبر .. ربما ما نراه الآن من تسرع في الأحكام .. ووقوع في الكثير من الأخطاء، جاء نتيجة لعدم الصبر، أو التأني في اتخاذ القرار .. ففي السرعة الندامة.
    ـ الصبر نصف الإيمان.
    * الإشاعة .. والسوقية في الكلام:
    (ولا يغتب بعضكم بعضاً .. )، وقال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة .. )، وقال تعالى: (هماز مشاء بنميم)، وقال (ص): «لا يدخل الجنة نمّام .. ».
    فمن أسوء الصفات الاجتماعية التي يمكن أن تُسيء إلى الأسرة .. هو أن يتحدث أي من أفراد الأسرة عن انسان من خلف ظهره، وأن يغتابه في غيبته .. وحتى ولو كان ما يقوله صدقاً، فهذا أمر غير مستحب .. أما إذا كان ما يتقول به كذباً فهناك تكمن المصيبة ..
    وكما هو واضح فالدين الإسلامي الحنيف، بل كل الأديان السماوية .. وكل القيم الأخلاقية ترفض الغيبة .. والنميمة .. وترويج الإشاعة، وتراثنا القيمي مليء بكل ما يُنفر من هذه الصفات السيئة.
    ـ لسانك حصانك إن صنته صانك.
    ـ لا يكون المؤمن طعاناً ولا لعاناً ..
    ـ رحم الله مَن هداني إلى عيوبي ..
    ـ ظاهر العتاب خير من باطن الحقد.
    وهكذا .. فإذا كانت الغيبة، والنميمة .. والإشاعة من الأمور الشائنة .. والصفات المذمومة .. فقد شاعت في الأيام الأخيرة سوقية في الحديث، وطافت على سطح الحياة الثقافية بعض الألفاظ، والتعبيرات الكريهة التي تأباها قيمنا الأسرية .. مما لا شك فيه أن هناك بعض الرزائل .. والفضائح التي تشيع بين أفراد المجتمع. وربما يطفح الكيل بالبعض، فيعبر عنها ببعض الألفاظ النابية .. والساقطة .. والدونية .. وما يجب علينا ألاّ نروج هذه الألفاظ، أو ندعو إليها .. بل يجب تحاشيها، والبعد عنها .. فحديثنا هو المؤشر عن أخلاقياتنا ... والكلمة الطيبة صدقة .. والكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. ولذلك يجب أن نعود الجيل الجديد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 1:25