منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ترويضةالافكار

    سنــــــــدريلا العرب
    سنــــــــدريلا العرب


    ترويضةالافكار Stars2



    الجنس : انثى
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 84
    العمر : 29
    البلد : صوريف
    نقاط النشاط : 0
    الاعجاب : 0
    الدوله : فلسطين

    ترويضةالافكار Empty ترويضةالافكار

    مُساهمة من طرف سنــــــــدريلا العرب الجمعة 30 مايو 2008 - 7:49

    ترويض الأفكار

    كتب / هشام محمد الصليحي





    (ليست القراءة ترفاً زائداً وإنما ضرورة إنسانية حياتية واستثمار حقيقي للمستقبل المنشود) مقتطفة من شذرات قلم الدكتور فارس السقاف رئيس الهيئة العامة للكتاب ،تلخص ما يمكن قوله في صفحات عدة على اختلاف مضامين أبعادها ، وخجلان سأحاول أن أرصف النزر من الأسطر في قالب الخصوص ، فالقراءة كمطلوب حياتي ملح لا يتوقف عند سن معينة من عمر وزمن المخلوق البشري ومكانه إذ تضل أهميتها قائمة وحاجتنا لها وإليها في تزايد مضطرد يوماً بعد الآخر بفعل ما يطرأ بحكمها من المتغيرات في ظل عجلة التسارع والصعيد التنموي الشامل ...

    فالقراءة كواحدة من أهم وسائل الإتصال ذات المغزى الأبعد والأكثر تشعباً في حياة الفرد والمجتمع وإذا ما توجهت بيراعي نحو شريحة الشباب في مجتمعنا وأين هي القراءة من دائرة اهتماماتهم فلا شك من بروز التفاوت والتدرج بين المفردتين إلى الحد الذي ما يجعل من العلاقة غير قابلة للقياس على وجه الدقة في المتوسط ، ومن على ذلك فليس كل من يمتلك القدرة على القراءة له قدرة موازية في إدراك ما يقرأ بما في ذلك المعاني والقيم الدلالية التي تحملها كل كلمة في سياق الجملة وكل جملة في سياق العبارة ومهارة ترويض الأفكار الفرعية المنبثقة في منظوم الفكرة العامة أو المغزى الشامل كعلةٍ أومنا سبة أو ظرف طرأ على الكاتب وأسفر عن تجربة ما كان للكاتب إلا أن يشاركه الآخرون على قاعدة الاستفادة من تجارب بعضنا بعضاً ؛ولذا كان على القارئ أن يلم شعث ما قد يبدو متناثراً في بعض الحيان وأن يمرر كل ما يقرأ عبر مداركه ومخيلته لما من شأنه أن يولد فكراً من نوع ما إما كأساس من أسس البناء الفكري العام يثقف به رصيده البكر أو يصنع رؤية أو يثير أشعوراً ما بين مؤيد و مناهض ، والقارئ المتمرس هو من له الحدس الذي يسعفه على التمييز بين الغث والسمين وكلاً له سمينه وغثه تبعاً للميول والرغبات والتوجهات التي تكسب كل فرد منا سمة تميزه عن الآخر سلباً وإيجابا...

    ليس غريباً أن نجد الكم من الشباب الذي لا يرى القراءة أكثرمن مهارة محزنة لاتعدو أهميتها في الغالب لأكثر من قراءة الرسائل الشخصية ومراجعة نوتة المواعيد الهامة والمدونة وما لها في دفاتر القيود الحسابية اليومية التي تعكس علاقة المدين بالدائن كما ترد موضحة بالأرقام ، ورغم إن القراءة لا يمكن لها أن تنحصر عند حد شانها شأن الكتابة إلا أن هناك من يحصرها فقط على نفسه أو يطوعها فقط لما يسري في إطار زاويته الحادة الخانقة التي يشكلها بمنظوره ، ليس لي أن أُلحق التهمة بالعموم ولا أن أدفع بالشباب كرَّةً واحدة إلى المكتبات العامة والخاصة ومعارض الكتاب وإصدارات الصحف وغيرها مما يستدعي القراءة من خلال بيان أهمية القراءة وأبعادها المترتبة فثمة ما هو أولى من الوقوف عليه أولاً لي أن أسميها متارس الحيلولة دون وصول الرسائل التوعوية التي نبثها وإن كان منها ما يصل فهناك ما يحجم من استجابة المستقبل الذي لديه القدر من الاستعداد المسبق بحكم التنشئة والبيئة التي تمنحه العدد من الفرص المبتورة والمتناقضة في آن واحد فتجعله غير قادرٍ على الثبات واتخاذ القرار المصيري الحاسم ، فهناك من العوامل المتقاربة الألوان والمسافات وهناك العكس منها يتضخم حجمها أو حجم إحداها في ظل طقس معين لتحتل الحيز المتاح لدى الفرد والمخصص لحزمة الضروريات الحياتية إلى المستوى الذي يجعل من توجهٍ آخر للشاب ضرب من ضروب الرَّفه أو نفق ممتد لهدر الوقت فيما لا فائدة منه وكثيراً ما يكون مثل هذه الرؤية إجبارية وليس فيها أدنى نسبةٍ للاختيار، ففي الوقت الذي يتمطق معاصروه بعمالة الأطفال والبطالة التي تقحمهم في مشاكل الكبار شيوخاً وشباباً ليس ذاك إلا تعبيراً عن الفطرة التي فطر الله بها الخلق كغريزة تدفع الجميع إلى تقديم التنازلات بما فيها التخلي عن كافة ضرورياته المفترضة في سبيل الإبقاء على ضرورية واحدة كما يراها ضرورية البقاء والاستمرار فتصبح هذه المهمة هي المحور الذي يدور فيه حول نفسه وليس له أن يذهب في أكثر من منحى حتى لا يفقد توازنه وتبتلعه النهاية، وعند هذه الحال لا يتأتى الحرص على أن تكون القراءة ذات القدر من النهم والباع من الشغف طمعاً بالانفتاح على التجارب والخبرات في شتى ميادين التقدم والتنمية ...

    وبالاستناد إلى مشاهداتي فنسبة لا بأس بها من الشباب يذهب كلٌ إلى التشبث بعادةٍ أدمنها أو يحاول بإسلوب أو بآخرمن شأنه أن يغادر به عن الواقع الذي وجد نفسه فيه لسبب أو لأكثر حسب تصريحاتهم التي سرعان ما يبررون بها أسفار تغربهم نقمةً على المحيط والذي هو في الغالب من صنعهم ،ومنهم من يشعر بأنه يعيش التناقض مع ذاته والحلقة التي يقطنها ولكنه لا يزال يجهل الوسيلة التي لها أن تأخذه إلى ما وراء الكابوس المرعب ، وفي هذه الحالة صورة من صور العبث وليست الرغبة في الهروب هي الدافع بقدر ما هو التجسيد لأغوار التجهم وتهكم الواقع الذي يرسموه، وهنا حريٌ لمثل هؤلاء الشباب عشاق المروق عن الواقع أن يهتدوا إلى أقرب الوسائل المؤدية إلى مبتغاهم المنشود إنها القراءة لها أن تأخذ بمن كان إلى عالم آخر هو عالمه بعبارة أخرى لها أن تغير أو تزيح النمط الذي يأسر عالمه ليبرز بنمط آخر مستساغ على غرار الأفق الذي قدر له أن يمتد بالمطالعة ليبعث في النفس الآمال ويوقظ فيها العزائم ويذكي في الصدور دفء الطمأنينة والحنين إلى التماحك وشَرَهَ المحاكاة ...، على اعتبار القراءة من الأسلحة الفعالة في دحر عمى التبلد وهتك ليل الجهالة الممتد في كينونة البعض ...

    وإن جاز تعدي العوائق ومباغتة الصعاب فليس لنا أن نلقي بسلاحنا أرضاً ونرفع علم الاستسلام. ويا من تنشد التغيير لك أن تبعد عن ملكاتك الأغلال وما عليك إلا أن تبادر مبتدءً بالقراءة وحين تشعر بتحرر مدركاتك فأكثِر منها حتى يبزغ الفجر من مساماتك ويخفق كل عضو فيك بأكثر من مهارة وتتفلسطين أمامك العدد من أبواب الكسب والارتزاق وكل ذلك بفضلك ومن سار على نهج القراءة فأغدقت عليهم بالوعي ، وبالوعي يستطيع من كان أن يكون من يريد وأقولها ختاماً: إقرأ لكي يكون لك طموح وأمل وحلم جميل ينتظرك عند عتبة المستقبل كقائد من قادة حركة التنوير والتطوير في عهد يتسمى بالعلم ويتصف بالمعرفة ..................

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 7:55