كيف كان مشـوارحياة جدنا محمد وجدتنا حليمة
.........................................................
شَقّا طريقاً في الحياةِ تضامُناً
والحقلُ يشهدُ بالتَّعاونِ والشَّـقا
قطَفوا الفواكِهَ والخُضارَ نَـدِيَّةً
وسَرَوْا إلى سوق المدينةِ باكِـرا
بُكَسٌ ، سحاحيرٌ تنوءُ بحملِهـا
وحمارُ صبَرَ على الحُمولةِ ما اشتكى
ومحمدٌ يطْوي الطَّـريقِ مُسَبِّحاً
طالَ الطَّـريقُ وبالوعـورةِ قد قسا
يمشي ويدعو من فؤادٍ مُخْلِصٍ
في عودةٍ للأهـلِ مع بعض الحلا
شايٌ وسكَّرُ ثم تمْرٌ بالنّوى
بعضُ الملابسِ للشَّريكةِ بالحيا
بعضُ المُلبّسِ والحلاوةِ مثلما
حلقومُ مع صحنِ الكنافةِ يُشْتهى
فحليمةٌ بدأتْ وحاماً مُنْبئاً
عن حمْلها بوليِ عهدٍ للفتى
تجّارُ حسبةَ يفرضون شروطهم
عادوا ببضعٍ من دراهمَ تُجْـتَبى
في بعض أحيانٍ يعودوا بالجنى
فالعرْضُ يكثُرُ لا شراءَ ولا جـزا
..........................................
سريا إلى جني السنابل باكراً
بعد انقضاءٍ للصلاةِ على الدُّجى
فحصادُ قَمْحٍ أو شعيرٍ بالندى
درسٌ بحرٍّ ثم ذروٌ بالهوا
وحراثُ أرض ثم زرعٍ بالشِتا
بدْءٌ على عودٍ وعرقٌ كالندى
وجدادُ زيتونٍ وعصْرٌ قد بدا
بدٌّ وخيلٌ ثم حجرٌ كالرحى
ورصيعُ زيتونٍ بحجر أملسٍ
وقطافُ زعترَ بالبراري والخلا
وحليمةٌ تصحو صباحاً باكراً
عجنتْ وخبزت للشريك وللحما
وحليبُ ماشيةٍ وبقرٍ مثلما
تحضيرُ لبنٍ بعد خضٍّ للسَّقا
حَطَبٌ تجمع للمواقد مثلما
زبْلٌ لطابونٍ تجهزَ بالعنا
وحشيشُ يُقْطفُ للدواب مؤونةًً
وقلائدُ التموين نُسِجتْ للشتا
وجرارُ تملأ بالمياهِ نقيةً
حُمِلتْ على رأسٍ وبئرٍ قد نأى
وحليمة تعبتْ وكَبُرَ جنينُها
تصحو وتغدو للحقول وللفلا
وحليمةٌ نسيتْ أوان نِفاسِها
غَرِقتْ بعملٍ لا حساب لِشهْرِها
فأجاءَها طَلْقُ المخاضِِ بغفلةٍ
في جوفِ ليلٍ بعْد جُهْدٍ ما هدا
ومحمدٌ ركب الحمارَ مُسرِعاً
ولدايةٍ بالحيِ أثقلها الكرى
ركبتْ على ظهرِ الحمار تملمُلاً
ومحمدٌ قاد الحمار مُهر ولا
وحماتها تغلي المياه بلهفةٍ
في غرفةِ التجهيز تنتظرُ الضنا
والأبُّ يُشْعِلِ بالسجائِر نافِخاً
دُخانُ هيشي قد تأججَ وانطفى
ومحمدٌ يغدو ويرْجع مُسْرِعاً
في ساحةٍ للدارِ ينتظرُ النبا
والكل يأمْلُ بالصبيِ بِشارةً
ليكون سنداً في الحياة على الشقا
في كل عامٍ قد تجدد حملها
ولدٌ فبنِتٌ والحقول ُ سبيلها
والفقرُ أنْشَـبَ بالعِبادِ بِظُفْرِهِ
والمالُ شـحَّ فلا رفـاهَ ولا غِـنى
والجَهْلُ أوْغَلَ بالقُدامى جائِراً
والعِـلْمُ شـحَّ فلا مدارِسَ بالقُـرى
تَعَبٌ وعَرَقٌ بالفِلاحةِ والجَـنى
صَفْوٌ ، هـدوءٌ بالنُّفوسِ وبالنُّهـى
طيبٌ بعَيْشٍ بالقـناعةِ والرِّضا
أكْلٌ وشُـرْبٌ كان دَوْمـاً طازجا
نومٌ بليلٍ والنَّهـارُ لسَعْيِهِـم
من بدء فَجْـرٍ بالنَّشـاطِ وبالقُـوى
(يتبع كيف كانت الولادة الفلسطينية وتربية الأبناء)
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
18/06/2006
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2010
.........................................................
شَقّا طريقاً في الحياةِ تضامُناً
والحقلُ يشهدُ بالتَّعاونِ والشَّـقا
قطَفوا الفواكِهَ والخُضارَ نَـدِيَّةً
وسَرَوْا إلى سوق المدينةِ باكِـرا
بُكَسٌ ، سحاحيرٌ تنوءُ بحملِهـا
وحمارُ صبَرَ على الحُمولةِ ما اشتكى
ومحمدٌ يطْوي الطَّـريقِ مُسَبِّحاً
طالَ الطَّـريقُ وبالوعـورةِ قد قسا
يمشي ويدعو من فؤادٍ مُخْلِصٍ
في عودةٍ للأهـلِ مع بعض الحلا
شايٌ وسكَّرُ ثم تمْرٌ بالنّوى
بعضُ الملابسِ للشَّريكةِ بالحيا
بعضُ المُلبّسِ والحلاوةِ مثلما
حلقومُ مع صحنِ الكنافةِ يُشْتهى
فحليمةٌ بدأتْ وحاماً مُنْبئاً
عن حمْلها بوليِ عهدٍ للفتى
تجّارُ حسبةَ يفرضون شروطهم
عادوا ببضعٍ من دراهمَ تُجْـتَبى
في بعض أحيانٍ يعودوا بالجنى
فالعرْضُ يكثُرُ لا شراءَ ولا جـزا
..........................................
سريا إلى جني السنابل باكراً
بعد انقضاءٍ للصلاةِ على الدُّجى
فحصادُ قَمْحٍ أو شعيرٍ بالندى
درسٌ بحرٍّ ثم ذروٌ بالهوا
وحراثُ أرض ثم زرعٍ بالشِتا
بدْءٌ على عودٍ وعرقٌ كالندى
وجدادُ زيتونٍ وعصْرٌ قد بدا
بدٌّ وخيلٌ ثم حجرٌ كالرحى
ورصيعُ زيتونٍ بحجر أملسٍ
وقطافُ زعترَ بالبراري والخلا
وحليمةٌ تصحو صباحاً باكراً
عجنتْ وخبزت للشريك وللحما
وحليبُ ماشيةٍ وبقرٍ مثلما
تحضيرُ لبنٍ بعد خضٍّ للسَّقا
حَطَبٌ تجمع للمواقد مثلما
زبْلٌ لطابونٍ تجهزَ بالعنا
وحشيشُ يُقْطفُ للدواب مؤونةًً
وقلائدُ التموين نُسِجتْ للشتا
وجرارُ تملأ بالمياهِ نقيةً
حُمِلتْ على رأسٍ وبئرٍ قد نأى
وحليمة تعبتْ وكَبُرَ جنينُها
تصحو وتغدو للحقول وللفلا
وحليمةٌ نسيتْ أوان نِفاسِها
غَرِقتْ بعملٍ لا حساب لِشهْرِها
فأجاءَها طَلْقُ المخاضِِ بغفلةٍ
في جوفِ ليلٍ بعْد جُهْدٍ ما هدا
ومحمدٌ ركب الحمارَ مُسرِعاً
ولدايةٍ بالحيِ أثقلها الكرى
ركبتْ على ظهرِ الحمار تملمُلاً
ومحمدٌ قاد الحمار مُهر ولا
وحماتها تغلي المياه بلهفةٍ
في غرفةِ التجهيز تنتظرُ الضنا
والأبُّ يُشْعِلِ بالسجائِر نافِخاً
دُخانُ هيشي قد تأججَ وانطفى
ومحمدٌ يغدو ويرْجع مُسْرِعاً
في ساحةٍ للدارِ ينتظرُ النبا
والكل يأمْلُ بالصبيِ بِشارةً
ليكون سنداً في الحياة على الشقا
في كل عامٍ قد تجدد حملها
ولدٌ فبنِتٌ والحقول ُ سبيلها
والفقرُ أنْشَـبَ بالعِبادِ بِظُفْرِهِ
والمالُ شـحَّ فلا رفـاهَ ولا غِـنى
والجَهْلُ أوْغَلَ بالقُدامى جائِراً
والعِـلْمُ شـحَّ فلا مدارِسَ بالقُـرى
تَعَبٌ وعَرَقٌ بالفِلاحةِ والجَـنى
صَفْوٌ ، هـدوءٌ بالنُّفوسِ وبالنُّهـى
طيبٌ بعَيْشٍ بالقـناعةِ والرِّضا
أكْلٌ وشُـرْبٌ كان دَوْمـاً طازجا
نومٌ بليلٍ والنَّهـارُ لسَعْيِهِـم
من بدء فَجْـرٍ بالنَّشـاطِ وبالقُـوى
(يتبع كيف كانت الولادة الفلسطينية وتربية الأبناء)
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
18/06/2006
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2010
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015