قصيدة الخفاش والطيور والحيوان

الخفاشُ والطيورُ والحيوانُ
(من قصص إيسوب)
نظمتها يوم الجمعة المباركة بتاريخ (13/4/2001م) ، ونشرتها في صحيفة أخبار الخليل الصّادرة يوم الأربعاء بتاريخ (15/8/2001م) ، وهي من البحر السّريع .

1- يُقالُ : إنّ الحربَ أمّ الخرابْ * كادتْ تدورُ بينَ سُكان غابْ
2- بينَ طيور فقدتْ رُشدَها * وحيوان غابَ عنهُ الصّوابْ
3- وعندما اصطفتْ بساح الوَغى * وكشفتْ عن كلّ ظفر ونابْ
4- ترَدّدَ الخفاش في (رأيهِ) * وفي (انتمائِهِ) إليها وهابْ
5- فقالتِ الطيْرُ جميعاً لهُ * تعالَ مَعْنا واشتركْ في الضّرابْ
6- ما أنتَ إلا طائرٌ مثلنا * إنْ تترَدّدْ تلقَ منا العِتابْ
7- فقالَ : لستُ طائراً ، إنني * بهيمة تدِبّ فوقَ الترابْ
8- وظلّ فوقَ غصْنِهِ جاثِماً * مُؤثِراً البُعدَ على الاقتِرابْ
9- وبعدَها مَرّتْ بهِ فِرْقة * من حيوان الغابِ بينَ الشّعابْ
10- قالتْ لهُ : إنكَ من جنسِنا * تعالَ واضربْ مَعَنا ذي الرّقابْ
11- فقالَ : إنّي طائرٌ حائِمٌ * لم (ينتم) قط لجنس الدّوابْ
********** **********
12- وفجأة حَلّ السلامُ الذي * أغمَدَ كلّ صارم في القِرابْ
13- فسَرَتِ الأفراحُ في غابهم * من بعد أنْ وَلى القتالُ وغابْ
14- فنهضَ الخفاشُ من (وكرهِ) * وعادَ توّاً للطيور وآبْ
15- فقد نوى (استغلالَ) أفراحِها* وعَدَمَ الدّخول في الاحتِرابْ
16- فقالَ : تبْتُ فاقبلوا توبَتي * إنّ الكِرامَ يقبلونَ المَتابْ
17- فطرَدَتهُ الطيْرُ من بينِها * وشيّعتهُ بالقِلى والسّبابْ
18- وعاد يَسْعى للدّواب التي * رَمَتهُ في غيظٍ بأقسى جَوابْ
19- ولو أقامَ بينها لحظة * لأوقعتْ بهِ أشدّ العذابْ
20- فقالَ ذو الوجهين في نفسِهِ * لقد فهمتُ لِمَ هذا الحسابْ
21- (إنّ الذي لم يتخِذ موقفاً * في عُسْرَةٍ ليسَ لهُ مِنْ صِحابْ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17ـ القِلى : البغضاء والهجر . .