عمرو بن كلثوم ينشد من فلسطين

عمرو بن كلثوم ينشد من فلسطين
بمناسبة موسم الزيتون
.......................
ألا هُبّي بصحنك ، أنجدينا
بزيتٍ من حياضك ِ أصبحينا

وخبزٍ من قِحافٍ ناولينا
وزيتونٍ وزعتر تُنعشينا

بشايٍ قد تحمَّر أسعفينا
وسيجارٍ بهيشي تُمتعينا

وتينٍ من سلالك أطعمينا
وعنبٍ من خليلك تُسكرينا

بصبرٍ قد تقشَّر رَوِّقينا
وبطيخٍ تسنَّنَ يا جنينا

ألا هبّي بصحنكِ فاصبحينا
ولا تبقي عصيرَ المندلينا
........................
فزيتك أشعلَ الطاقاتِ فينا
بلا شك ٍّ يعزِّزُهُ اليقينا

وخبزكِ عَرَّض الأكتاف فينا
فقمحكِ قد تباركَ والطَّحينا

وتِبغكِ لا يضرُّ الناّشقينا
وتينك بلسمٌ للآكلينا

وعنبك قد أنامَ السّاهرينا
بأحلامٍ تريحُ المُتعبينا
........................
ألا هبّي بطبقٍ يا حنينا
مسّخّنُ من أياديك الأمينا

ببصلٍ مع زيوتٍ تُشبعينا
وصيصانٍ تسرُّ النّاظرينا

ومنسفُ مع جميدٍ تُتخمينا
وجبنٌ بالكنافةِ تُتحفينا

وكرشاتٌ وألْسُنَ تُلجمينا
بمفتولٍ وقِدْرةَ أكرمينا
.........................
إذا ما الفقر أنشب أسعفينا
بعدسٍ دون َ رُزٍّ عوِّضينا

وقطّينٍ وملبنَ تُسكتينا
وخبزٍ دون بصلٍ تُنقذينا
........................
نِتنياهو فلا تعجل علينا
وأمهِلنا نُخبرِّك اليقينا

بأنّا نُرْخِصُ الأرواحَ طُرّاً
ونركض للشهادةِ طائعينا

وأنّا في التقشفِ صابرينا
وأنّا في المصائبِ شاكرينا

وانّا في الأراضي صامدينا
وأنّا للأمانةِ حافظينا

وأنّا للمرابع عائدينا
وأنّا للعواذلِ قاهرينا

وإنَّ الضِّغنَ بعد الضِّغن يبدو
عليك ويُظهِرُ الحقدَ الدَّفينا
........................
وإنّا سوف تُدركنا المنايا
مقدَّرة لنا ومُسلِّمينا

قفي قبل التفرُّقِ يا ضغينا(
نخبِّركِ اليقين فلا نسينا

أسودَ الحيِّ من زمنٍ بعيدٍ
تنادت للتحرُّرِ سابقينا

بيومِ كريهةٍ ضرباً وطعناً
وظهرُ الأمِّ هدفٌ يعترينا

قِفي نسألك هل أحدثتِ شرخاً؟
لجلبِ البيْنِ ينخرُ في بنينا

وأنَّ غداً وأنّ اليوم درسٌ
وبعد غدٍ بما لا تشتهينا

فعودي للصّوابِ بلا تأنٍّ
فحُضنُ الأهلِ خيرُ الحاضنينا

ملاحظة : المقصود بالضغينا كل من أجج الفتنة في الوطن مهما كان انتماؤه وكانت هويته.

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
9 كانون الثاني 2008


__________________