منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة و خليل

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل Empty آمنة و خليل

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأحد 20 فبراير 2011 - 8:43

    آمنة وخليل (قصة حب من التراث الفلسطيني)
    الجزء الأول
    ...................................................................
    تنويه : هذه رواية من حوالي 25 حلقة لمن يريد المتابعة
    سمعت بعرض مسلسل تركي اسمه ميرنا وخليل ، ويحكي قصة حب تركية ، فخطر على بالي فكرة قصة حب من التراث الفلسطيني ، وحولت أسماء أبطالها الى ما يشبه المسلسل التركي الذي يحظى بحضور ومشاهدة كبيرة في أوساط المجتمع العربي والفلسطيني لعل ذلك يجلب الأنظار والإهتمام للقصة ، وذلك للتذكير بتراثنا أمام هذه الهجمة الأجنبية على الثقافة العربية والتراث العربي والتي يقودها العرب بأنفسهم على أنفسهم. وما هي قصة آمنة الفلسطينية وخليل الفلسطيني؟
    ................................................................................................................................................
    رحلت آمنة عن قريتها الأصلية في قضاء يافا بفلسطين المحتلة مع أهلها قسراً سنة 1948م وكان عمرها آنذاك أربع سنوات ، وما تزال تذكر رحلة الخروج على أمل العودة في يومٍ من الأيام كما كانت تسمع من أهلها ، يعدونها بالعودة الى الحارة التي كانت تلعب فيها في قريتها الأصلية واستعادة لعبها التي تركوها وراءهم ، وسكنت العائلة في قرية خليل التي تقع على حدود عام 1967م ، نصف أراضيها في الضفة الغربية يتبع للمملكة الأردنية الهاشمية ، والنصف الآخر وقع تحت الإحتلال منذ عام 1948م (عام النكبة). ولجأت مع العائلة في سقيفة تعود ملكيتها لعائلة خليل ومقدمة للعائلة بدون مقابل لأنها كانت مهجورة ، وكانت السقيفة وسط القرية ، وهي أول بيت بناه جد خليل وانتقل بعده للعقد الكبير الذي بناه ليتسع للأسرة ، وقد تركت الأسرة المهجرة خلفها أراضيها التي كانت تعتاش عليها وبيوتها التي كانت تعيش فيها ، ونزلت العائلة في القرية الجديدة لا تملك من قوت الحياة شيئاً ، وكان أهل القرية يتناوبون على تقديم الطعام والشراب للعائلة المنكوبة تضامناً معها في أول أيام الهجرة ، وعمل والد آمنة كروياً يضمن الأراضي من أهل القرية مقابل عدة صاعات من القمح كمؤونة للعائلة بالإضافة الى ما يصرف له من السندقة من وكالة غوث اللاجئين بموجب كرت المؤن ، طحين وجبنة الكشكوان وعلب السردين والسمنة وبقجة الملابس ، وكان والد آمنة يقوم بالحرث والزرع والحصاد والدرس والتخزين ، كانت عائلة آمنة تتكون من أبيها وأمها وأخيها الذي كان يصغرها بعام واحد ، استطاع والد آمنة أن يتجاوز محنته ، واشترى بيتاً شعبياً أكبر من السقيفة مقابل عمل سنتين مع أحد المزارعين ، وهو عبارة عن عقد كبير من الحجارة والطين يقع في وسط القرية ، أدركت آمنة أن الوعود بالعودة الى قريتها لم تتحقق ، وتحت إلحاحها في طلب لعبها صنعت لها والدتها لعباً جديدة من الشرايط ، ومرت الأيام وبلغت آمنة السابعة من العمر ولم تدخل المدرسة ، وفي زيارة لعمتها المهاجرة في أحد مخيمات الضفة الغربية ، حثت العمة على ضرورة تدريس آمنة ، وقالت لأخيها "فقدنا الأرض التي كانت تأوينا ، وليس لنا الآن الاّ العلم والعمل لكي نقوم بواجباتنا تجاه صغارنا وتجاه أراضينا السليبة". واقترحت العمة أن يتركها والديها عندها لتدخلها مدراس وكالة الغوث لتتعلم ، فوافق والديها على ذلك بعد اقتناعهم بنصيحة العمة ، ودخلت آمنة المدرسة ، وكان والديها يزورانها بين الفينة والأخرى ، وفي العطلة الصيفية كانت تعود لأهلها في قرية خليل. كانت آمنة عاشقة للأدب والشعر ، وكانت تحب الطبيعة فما زالت ذاكرتها مثقلة بفراق قريتها الجميلة الخضراء. وكانت فتاة متفتحة القريحة والعقل ، تتمتع بقوة شخصية فريدة ونافذة للنفس من صغرها ، وكانت خفيفة الظل بحلاوة حديثها وكلامها ، وخفيفة الدم بشكلها وقوامها وعنفوانها ودماثة أخلاقها ، وقد شحذت عزيمتها على التحدي لظروف الحياة الطارئة بسلاح بالعلم والتحصيل نكبة الرحيل بمآسيها وعذاباتها ، كما آلمها حال والدها الذي يعمل أجيراً عند الناس بعدما كان سيداً لنفسه في قريته ويعمل بدكانه بقريته الأصلية ، ويُضمِّن اراضيه للمزارعين ، وعلى حال أمها التي وضعت كلتا يديها بيدي والدها في تحصيل لقمة العيش تعينه بالحصاد والدرس.
    أما خليل فكان الولد الأكبر لوالديه ، دخل المدرسة وأكمل للصف الثالث الإعدادي ، وكان ذكياً مقبلاً على الدراسة بكل جوارحه بعكس أقرانه ، سريع الفهم والإستيعاب ، بالرغم من تكليفه بأعمال كثيرة حال عودته من المدرسة ، فلم يهنأ يوماً براحة بعد انتهاء الدوام المدرسي أو بعطلة في يوم الجمعة ، فقد كان أهله يفيقونه من الصباح الباكر يوم الجمعة لأعمال الفلاحة ورعي الأبقار والأغنام ، ولم يكن يجد متسعاً من الوقت لحل واجباته المدرسية ، فكان يستيقظ من نومه مبكراً قبل أذان الفجر لحل الواجبات على ضوء السراج والعائلة نائمة وذلك قبل ذهابه للمدرسة. فقد كان يواجه صعوبة في حلها ليلاً حيث كان السراج ينير البيت لكل العائلة فلا مجال لاحتكاره وحجب ضوئه عن الآخرين الذين يلتفون حوله ، ولكن والده شعر بثقل المسئولية في تربية الأبناء وكسب لقمة العيش ، فاضطر لإخراجه من المدرسة ، ولم يأبه لنصيحة المدرسين وأسفهم على هذا الطالب المثالي في تحصيله وذكائه ونبوغه المبكر وحفظه السريع للشعر وحله للمسائل الرياضية قبل أقرانه ، وحبه المولع للقصص والأدب والعلوم منذ نعومة أظفاره ، وصار خليل يعمل مع والده الذي كان يعيل أسرة تتألف من ثمانية أفراد وما زال الحبل على الجرار ، فأم خليل تلد في كل موسم ، ولم ينفع رجاء خليل لوالده ، حيث كان متعلقاً بالدراسة والمدرسة ، وترك المدرسة صاغراً لرغبة والده ليعمل فلاحاً بجانب والده ، وقد فاتحه والده بالزواج وكان آنذاك على أعتاب الخامسة عشرة من عمره ، كيف لا يعده بالزواج وهو صادق بوعده ، ففي زواجه ما سيريح العائلة ، فالكنة (زوجة الإبن) ستكون العون والسند لأم خليل وبناتها ، فعرض عليه الزواج من ابنة عمه التي تكبره سناً ولكنه رفض ، وعرض عليه الزواج من ابنة عمته التي تصغره بخمس سنوات ورفض العرضين بإصرار ، وعرضت عليه أمه الزواج من ابنة خاله الأرملة ورفض بحزم ، وأصر على عدم الزواج، وكان ذهنه وتفكيره معلقاً بالمدرسة والدراسة ومتشبثاً بها رغم بعده عنها ، وكان يذهب لزملائه الذين استمروا في المدرسة ويستعير منهم الكتب لدراستها لوحده في أوقات فراغه النادرة في أيام الجمع وهو سارح مع الأغنام أو الأبقار وفي قيلولة الظهيرة تحت ظلال الأشجار في الكرم ، وكان غالباً ما يذهب للكرم لقضاء قيلولته يتأمل ويدرس ، وكان زملاؤه يستعينون به في حل واجباتهم المدرسية حيث يساعدهم في نسخ الدروس وفي حل المسائل ، وهو محبٌ للطبيعة والخلوة معها وفي جنباتها وأركانها وأكنافها ، يغازلها بكل معطياتها من نباتات وحيوانات وصخور وتراب وغيوم وثمار وزهور وورود وغروب وشروق ، كيف لا يحبها وهي الأرض المباركة بكل مكنوناتها من ثمار ومناخ وبمظاهرها الخلابة من جمال أخاذ وخضرة يانعة وزرقة صافية وليل آسر بكل مكنوناته ومظاهره.
    لقد أدخل والد آمنة الآتي من الساحل الفلسطيني الذي كان منارة للمنطقة كلها في التقدم والعلم والحضارة وفي كل مجالات الحياة ، أدخل أشياء كثيرة للقرية لم يكن أهلها على دراية بها لتساعدهم في تسهيل حياتهم ، كإضاءة البيوت بشمعدان الكاز، ومفهوم التعليم للفتيات، وأصول معاملة واحترام الزوجات، كما ساهمت والدة آمنة في إدخال مفاهيم جديدة لنساء القرية في الخياطة وفي الطهي وتنوع الأكل وفي التزين واللباس ورش العطور، وصارت هي الماشطة لبنات القرية في ليلة الحناء. وبالرغم من ذلك فقد كانوا يطلقون على والد آمنة فيما بينهم اللاجيء ، وعلى زوجته مرة اللاجيء وعلى إبنته بنت اللاجيء وابن اللاجيء وبدون قصد للتجريح أو الإهانة أو الإساءة. كما اكتسبت عائلة والد آمنة من القرية صفات الكرم والطيبة والتسامح ولكن ليس الى حد الغباء.
    كان اللقاء الأول بين آمنة وخليل قد ساقته الصدفة ، فقد كانت آمنة بالخامسة عشرة من عمرها، وكان خليل على أعتاب الثامنة عشرة من عمره، وفي عرف أهله وعرف القرية فقد اقترب من العنوسة، ولم ينفع معه الإلحاح والرجاء من أهله وأقاربه لاقناعه بالزواج، واستمر في القراءة والدراسة الخاصة لوحده طيلة فترة خروجه من المدرسة، ولم يترك فرصة للحصول على كتاب أو دفتر أو قصاصة جريدة أو مجلة الاّ وقرأها، وكان يلملم قصاصات الجرائد والكتب الممزقة من الحارات ومن العراء ومخلفات الدكان في القرية، وكلما ذهب للمدينة لا يتوانى في شراء جريدة أو مجلة قدر المستطاع رغم صعوبة الحياة وقلة المال في تلك الأيام الصعبة والأحوال الإقتصادية المعدمة.
    كان والد آمنة قد تضمن جزءاً ملحقاً بكرم والد خليل، حكورة مستقلة عن الكرم ومفصولة بسنسلة من حجر الصوان الأحمر تحيطها من كل جانب ويعلوها ألواح الصبر المزروع حولها من كل ناحية، وفيها عريشة عنب وخمس تينات منوعة وزيتونتين وليمونة وتفاحة ولوزة مركبة بالخوخ، وحبلة من الأرض الفارغة لزراعة بعض الخضار، وكانت مساحة الحكورة تساوي دونماً واحداً تقريباً. وقد ضمن الحكورة مقابل دينار واحد ونصف الدينار سنوياً. وكانت آمنة في عطلة الصيف المدرسية تأتي للحكورة لقطف التين والعنب والصبر، ولتمتع نظرها بالطبيعة الجميلة التي تحبها وتعشقها. وفي أحد الأيام وبينما كانت تنوي قطف العنب من العريشة لمحت حية (ثعبان) طويلة مستلقية على الأرض تحت العريشة ويبرز من فمها ذيل فأر، فصرخت وهرعت الى سنسلة الكرم فزعة وخائفة وهي تصرخ وتولول
    " يا يمّه حية ، حية يا ويلي يا سواد ليلي " وسمع صوتها خليل الذي كان في الكرم لنفس الغرض الذي أوجد آمنة هناك، وفوجيء بآمنة تقف فوق السنسلة مرعوبة وخائفة وحائرة، لا تستطيع القفز عنها لارتفاعها عن الأرض، فمد يديه اليها لإنقاذها مما هي فيه، ورمت بنفسها ممسكة بيديه دون أن تشعر، والتقطها بكلتا يديه قبل أن تصل الأرض فإذا هي بأحضانه مكرهة أختك لا بطلة، تبحث عن الأمان، فقد أثار فيها منظر الحية رعباً شديداً سيما وأنها ابتعدت عن الطبيعة ولم تر منظراً مرعباً بهذا الشكل سابقاً، لأنها كانت تعيش مع عمتها في مخيم مقفر من الأشجار والنباتات وفاقدٍ لخصائص الطبيعة، ولما وجدت نفسها بعيدة عن الخطر وفي حماية شاب قوي البنية يهديءُ من روعها ويسألها عما أخافها شعرت بالراحة، وبعد أن التقطت أنفاسها وشعرت بالأمان، فوجئت بوضعها غير المباح في مجالٍ متماس مع مجال شاب غريب عنها، فانتفضت مبتعدة عنه وهي تشكره على صنيعه، وأخبرته بما رأت متلعثمة في الكلام من هول المنظر، فلما علم أن الحية بالعة (أي أنها اصطادت فريستها وفي مرحلة الهضم) أدرك سهولة المهمة، لأن الحية عندما تهضم فريستها تكون شبه ساكنة، وتحتاج لوقت طويل لاتمام عملية الهضم، وإن تحركت فسوف تتحرك بتثاقل وببطء شديد وتكون مقاومتها في الدفاع عن نفسها ضعيفة، فحمل عصاة وقال لها:
    اتبعيني وأريني مكانها، فأشارت له على مكانها تحت عريشة العنب، فهو يعرف المكان جيداً لأنه كرمهم، فصعد السنسلة بخفة وقفز عنها برشاقة متوجهاً لمكان الحية وبيده العصا، وتبعته آمنة. تتنقل بيديها ورجليها بالمسك والإتكاء على شقوق السنسلة لتصعد فوقها من مكان قليل الإرتفاع عن الأرض لتستطيع القفز، وكانت تسير خلفه على استحياء لترى ماذا سيفعل، وتوصيه وتتوسل اليه الاّ يؤذي نفسه بتعريضها للخطر، وتقول له
    "إنها حية رقطاء وكبيرة وطويلة وسامة وتبدو شرسة". ولكنه اتجه للمكان ووجد الحية مستلقية تحت عريشة العنب تهضم فريستها، فاقترب منها ورفع عصاه عالياً وصوبها على رأسها، وأتبع الضربة ضربات على رأسها الى أن قتلها بسهولة وقلة مقاومة منها. فشكرته آمنة على صنيعه معها، وقالت له "يبدو أن لها عشاً في الحكورة وأخشى المجيء اليها مرة أخرى"، فرد عليها لا ، لا تقلقي ولا تخافي، فالمثل يقول " مطرح العقرب لا تقرب، ومطرح الحية افرش ونام" وطمأنها. وقام خليل بقطف العنب لآمنة وصار يطمئنها لكي لا تخاف من وجود فراخ للحية، وأوصاها بغسل العنب جيداً قبل الأكل.
    يتبع الجزء الثاني

    بقلم أحمد الحاج






    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل Empty رد: آمنة و خليل

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأحد 20 فبراير 2011 - 10:36

    مشكور

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 3:56