منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة و خليل/الجزء الثاني عشر

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء الثاني عشر Empty آمنة و خليل/الجزء الثاني عشر

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الإثنين 7 مارس 2011 - 8:17

    آمنة وخليل / الجزء الثاني عشر
    .........................................
    كان خليل وأثناء دراسته ببلدة ترقوميا حيث يتجمع طلبة الآولى ثانوي من القرى المجاورة قد عكف على قراءة الخارطة السياسية باحثاً عن وسيلة يخدم بها قضيته. واسترجع أحاديث المعلمين لهم في مدرسة ترقوميا في بداية العام الدراسي ، فوجد شتاتاً فكرياً في اتجاهات متباعدة ومتعاكسة ومتناطحة ، حتى في الإتجاههات المتماثلة ، فمثلاً كان الإتجاه الإسلامي منقسماً على نفسه انقساماً عدائياً تنافرياً ،فوجد عداءً مستفحلاً بين حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير. وكان كل اتجاه فكري لا يقتنع بفكر الآخر ، ووجد تعصباً فكرياً ذاتياً في كل اتجاه ، وكأن الفكر لكل حزب قرآن منزل من السماء لا يقبل التغيير والنقاش في صحته ، وانفتح على كثير من الأفكار السائدة في ذلك الوقت ليأخذ ولينهل من كل فكر مطروح على الساحة. وأجرى في عقله دراسة مقارنة بين الأفكار السائدة ليحدد طريقه واتجاهه الفكري في خدمة قضيته ووطنه وشعبه. فوجد الخارطة السياسية تعج بالمسارات والخطوط المتوازية والمنحنية والمتعرجة، ولم يجد خطاً متقاطعاً مع الآخر، ولا حتى قاسماً مشتركاً لكل المناحي الفكرية السائدة على الرغم من وحدة الهم والقضية. وكأنها خارطة مرسومة بعشوائية وبدون ترتيب أو تخطيط ، مخطوطة بيد عصبية مضطربة تترنح تحت ردات الفعل وقمع الفكر الحر ، ووجد نفسه وكأنه يقف على مفترق طرق يتفرع الى عدد كبير من المسارب والممرات والسراديب، وقف حائراً لا يدري الى اين ستؤدي به كل طريق او مسرب أو سرداب ، منها ما كان معبداً واضحاً للسلطات يعمل نهاراً جهاراً ، ومنها الكثير الذي كان مخفياً تحت الأرض ومطارداً من السلطات ، ومنها ما كان مملوءاً بالحفائر ، وآخر بالمطبات وآخر بالأشواك. ووجد على مدخل كل طريق أو مسرب أو سرداب لافتة مكتوباً عليها "اتجاه إجباري للوصول الى فلسطين". وكانت الأفكار كأمواج البحر المتلاطمة. وكان لا بد وأن يختار بصفته صاحب قضية ، فقرر أن يختار عشوائياً وبالقرعة لعل وعسى أن يختار الطريق الصحيح الذي يوصله للهدف ، بعد أن دخل في مفاضلة بين اتجاهات غير متكاملة وغير متقاطعة ودون الوصول الى مبتغاه في الحصول على نتيجة مقنعة ، نظراً لانعدام الرؤية وضبابية الأجواء وصعوبة المفاضلة. وأغمض عينيه ليقفز عشوائياً في بحر السياسة الهائج المائج وهو لا يعرف قوانين البحر والملاحة ولا يجيد السباحة في ماء السياسة العكر. وتردد بالقفز وأعاد فتح عينيه خوفاً من المجهول ، وفكر في احتياجاته وواقعه ، فهو يعيش في قيود من العادات والتقاليد التي اتسمت بها تربيته في قريتة ، تربية دينية خاطئة تخلو من الثقافة الدينية الصحيحة ، وثقافة دينية ضحلة مبنية على نطق الشهادتين فقط وأداء الشعائر الدينية كواجب حتمي مثل واجبات المدرسة ، ومتبوعة بممارسات وأفعال وقرارات تتنافى مع العقيدة ، ومثال واحد على ذلك أن والده كان يريد حرمان بناته من الميراث في حين أنه كان متعصباً للدين ويفيقهم جميعاً لصلاة الفجر. ومثال ثانٍ هو تعدد الزوجات السائد بين رجال القرية بدون مبرر وبدون عدل بينهن ومعاملة المرأة بدونية وكأنها حارسة أو خادمة بالبيت ، كما أن المعتقدات الدينية لأهل القرية والمجتمع مليئة بالخرافات والسحر والشعوذة والحكايات ، ومحكومة بالعادات والتقاليد التي تعلو لديهم على مباديء العقيدة ، وثقافة قبلية لا ترقى الى العدالة الإجتماعية والقانونية وتتنافي مع الدين الذي يساوي بين البشر ، وثقافة سياسية إسلامية تقوم على الشعارات والخطب وليس لها أثر على أرض الواقع وتخلو من التجارب الناجحة ويعاكس نبض الجماهير الذي كان باتجاه القومية المتمثلة في مصر الثورة وفي وحدة الجمهورية العربية المتحدة. وشعر بهذه القيود التي تمنعه من الإنطلاق والتحرر ، وأحس بحاجته الى الإنفلات منها، فقرر أن يختارفكراً خفياً ومحظوراً ، وواسع الآفاق ، ووعر المسار ، وقليل الخطوط الحمر من وضع البشر، واندفع مع رياح الفكر الليبرالي الحر، ليتخلص من قيود العادات والتقاليد، والقيود الدينية السائدة والتي يشوبها التناقض مع العادات والتقاليد، فاختار الليبرالية في الفكر في ثورة على كل القيود ، والتي بدت في نظره واسعة الآفاق ، وانعطف من على مفترق شبكة من الطرق والمسارات والسراديب الى اليسار واختار طريقه مع سرداب الفكر اليساري. وعندما قرر دخول هذا المسار، ولدى ولوجه نفقه وجد أنه يتفرع لعدة مسارات داخل النفق، ومكتوباً على كل مسار "اتجاه اجباري للوصول الى فلسطين". واكتشف أنه من جديد يقف على مفترق طرق ، فهنالك الحزب الشيوعي الماركسي، وحزب البعث العربي الإشتراكي، والحركة القومية العربية التي يقودها الرئيس جمال عبد الناصر، وبدت كل هذه المسارات في شكلها وفلسفتها واهدافها متقاربة لا متقاطعة. وربما ستوجد لنفسها قاسماً مشتركاً، وكان مولعاً بالرئيس جمال عبد الناصر وبالثورة المصرية، وبالوحدة المصرية السورية ، حيث اعتبرها القاسم المشترك لكل هذه التوجهات ، ولا تتنافى مع معتقده الديني والذي لم يكن متمكناً منه ومالكاً لعنانه، بالرغم من رياح الحركات الإسلامية كحزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير والتي كانت تجتاح منطقة الخليل، الاّ أن رياح القومية العربية التي كانت تجتاح المنطقة العربية برمتها استمالته لاتجاهها ، فاتخذ قراره بدخول حزب البعث العربي الإشتراكي الذي يلبي الليبرالية بالفكر ويدعو للقومية العربية وللوحدة العربية وللإشتراكية التي تلبي العدالة الإجتماعية ، وينادي بفلسطين قضية مركزية للأمة العربية، وباشتراكية عربية وطنية بنكهة إسلامية، متميزة عن الإشتراكية الستالينية المستوردة، ويهدف لتحرير فلسطين من الغاصبين، ويتناغم مع دعوات الرئيس جمال عبد الناصر ملهمه السياسي والوطني والقومي في ذلك الوقت. فباختياره حزب البعث سيكون قريباً من قيادته ورهن الواجب الملقى عليه، وتحت مظلة الفكر الناصري القومي العربي في إطار الجمهورية العربية المتحدة. على الرغم من تحفظه على انتهاج الحزب للعمل السياسي فقط دون الفعل على الأرض في تلك الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة.
    باختياره حزب البعث العربي الإشتراكي اعتقد خليل بأنه سيضرب عصفورين بحجر ، سيصطاد الوحدة العربية ما بين مصر القومية وسوريا الوحدوية الفتية الحرة والجارة ذي الجنب ، وسيصطاد وطنيته الفلسطينية في هذا الإطار الوحدوي القومي الذي يجمع بين القومية العربية في قارة افريقيا ونظيرتها في آسيا بالرغم من التسطح والبعد الجغرافي ، إنه اتحاد للديمغرافية على افتراق في الجغرافية. لذلك سيكون درساً لباقي مكونات القومية العربية المنتشرة على رقعة الجغرافية المتصلة والمترامية الأطراف في القارتين وخاصة دول الجوار لتدخل من هذه البوابة الواسعة الى بيت العرب الكبير. وبالتالي ستزيل هذا الورم الطاريء بعملية جراحية والذي يفصل بينهما والمتمثل في الكيان الصهيوني الجاثم على الأرض الفلسطينية همزة الوصل بين عرب اسيا وعرب افريقيا. ولم يكن خليل ملماً بثقافة الأورام التي كانت معدومة في المنطقة العربية كلها في ذلك الوقت. ولم يكن يعلم بوجود ورم خبيث يمثل خطورة على حياة المريض ويسلبه صحته ويسرق منه سعادته ، وربما يعود بعد الإجتثاث ، وورم حميد سيشفى منه المريض بعد الإزالة. واعتقد مع الإعتقاد العام والسائد بأنه دمّلٌ سيشفى بعد نخزه برأس ابرة يسخن على نار هادئة ، ثم يُعصر الدمل لإخراج القيح ثم يُنظف ويُعقم وبعد ذلك يشفى وكأن شيئاً لم يكن.
    ولقد أبدى خليل نشاطاً منقطع النظير في عمله مع الحزب منذ انتسابه له في منتصف عام 1960م ، فدرس اللوائح الداخلية للتنظيم وكتاب دستور حزب البعث الصادر عام 1947م ، وكذلك درس مؤلفات مؤسس الحزب ميشيل عفلق وخاصة كتابه "في سبيل البعث" ، وكتابه "معركة المصير الواحد" وغيرها من المؤلفات والخطب والمقالات التي نشرها المؤسس في صحيفة البعث الدمشقية منذ عام 1946م. وكذلك درس مؤلفات الدكتور منيف الرزاز ومنها كتابه "تطور معنى القومية" و "معالم الحياة العربية الجديدة" الذي صدر عام 1952م. وكان يدفع رسوم اشتراكه في الحزب من مصروفه اليومي مما يضطره لتوفير ثمن الساندويش الذي كان يتناوله في مدينة الخليل ويحتفظ بأجرة الباص فقط ، وكان كثيراً ما يعود للبيت خاوي المعدة ، وقد نشط في استقطاب أعضاء جدد للحزب من قريته ومن الطلبة الذين يدرسون معه بالمدرسة من قرى قضاء الخليل ، وأصبح مسئول خلية تتألف من سبعة أعضاء ، وكان يتلقى المناشير السرية للحزب ويوزعها على المنتسبين في خليته ، وكان يتجول على القرى في منطقة الخليل على حمار أهله إن لم يتوفر الباص ، من أجل توزيع المنشورات وعقد الإجتماعات الدورية لخليته في المقاهي بقرى مختلفة وليس بمكان ثابت ، ولما انتقل خليل الى المدرسة الثانوية بالخليل استدعاه الأمين القطري للحزب الى بلدته (بيت ريما) قضاء رام الله ، حيث كان الحزب أكثر انتشاراً في هذه المنطقة من مناطق فلسطين وأقلها انتشاراً في منطقتة (الخليل)، وكان الأمين القطري ينوي تكليفه بمهام جديدة وترقيته الى رئيس فرقة حزبية ، ليصبح مسئولاًعن ستة خلايا وعن أكثر من ثلاثين عضواً. وقد حافظ خليل على سرية العمل ، وأبعد عن نفسه الشكوك وعن حب الظهور والإستعراض والبحث عن مغانم دنيوية ، لأنه كان يعمل بجدية صارمة من أجل هدف وطني محدد ، وبنية خالصة لا تشوبها شائبة ، كل ذلك دفعه لخوض هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر والتي ربما تقضي على طموحه في إكمال دراسته.
    وكانت آمنة قد لاحظت انشغال خليل عنها إذ كان يتغيب عن بعض لقاءات الكرم في صيف عام 1960م وصيف عام 1961م كما هو معتاد ، وكانت في قليل من الأحيان تبقى وحيدة تتسلى في الكرم مع العنزة الشامية وأبنائها (الجدي سمير والجفرة سميرة) ، حيث لم تفكر العائلة ببيع أو ذبح الجدي أو الجفرة من أجل التكاثر وزيادة العدد ، ولما كانت تسأله آمنة عن سبب تغيبه كان يجيبها بأنه كان في مهمة طارئة وسرية ، مما دفعها الى الإلحاح عليه في معرفة السبب في صيف عام 1961م خاصة وأنها كانت تلاحظ أن تغيبه كان غالباً ما يتوافق زمنياً مع تغيب سليم عن البيت ، فطمأنها خليل على حبه لها وأنه كان يغيب من أجل تأدية واجب وطني وتأدية مهمة تستحق وتقتضي الغياب ، ولما علمت بوطنية الواجب أصرت عليه أن يبوح به ، وطلبت إشراكها فيه ، لأنها هي الأخرى كانت تبحث عن مسار ربما يعيدها الى بلدتها الأصلية ، وتشعر كثيراً بالتقصير والخجل من نفسها لأنها كانت تريد أن تخدم وطنها بأية وسيلة في أجواء انعدمت فيها الوسائل وحُرِمت فيها على الناس من السلطات الحاكمة بدعوى أن هذه من مهام السلطات التي تعد لمعركة التحرير. فوعدها خليل ببوح السر لها في اللقاء القادم بعد أن يحضر معه كتيبات ولوائح ومناشير عن هذا المسار السري الذي اختطه لنفسه تحت الأرض في سبيل الوصول للهدف الوطني الذي يسعى اليه الجميع. وذلك لكي تقرأها وتدرسها بعناية وتمعن ، وتأخذ وقتها الكافي وأن لا ترد عليه قبل اسبوعين، وتقرر بعد ذلك اقتناعها بهذا المسار الخطر ومن ثم الدخول في أنفاقه ودهاليزه إن أرادت ، مع شرط معاهدتها له بضرورة احتفاظها بأعلى درجات السرية والكتمان في كل الأحوال ، حتى عن أقرب المقربين لها. وإعادة الكتيبات والأوراق والمناشير اليه في حالة عدم اختيارها وتأييدها لهذا المسار.
    وافترقا على أمل اللقاء ، وكانت نظراته تتبع آمنة وهي عائدة مدبرة ، تلتقي وتتجاذب مع نظراتها وهي تلتفت بين الفينة والأخرى للوراء ، فتجده واقفاً يلاحقها بنظراته حتى غابت عن ناظريه في طريق عودتها للبيت ، وقبل الغياب توقفت آمنة قليلاً وأشاحت بيدها وهي تقول بخاطرها وداعاً والى اللقاء. ورد عليها بنفس الإيماءة المثقلة بلواعج الفراق.
    تنامى الى علم خليل أن بعض رجالات القرية وشبابها يقومون بالتسلل ليلاً إلى المستعمرات الإسرائيلية المحاذية لقريتهم (الكبانيات) وينهبون من ممتلكاتها من بقر وخيل ومما يجدونه في المستعمرات مما هب ودب ويعودون به الى القرية. وكان من بين هؤلاء الرجال شقيقه حماد ، وقد سأل أخاه حماد عن طرق وأوقات تسللهم وعما يجدون فيها وعن الحراسات الأمنية والدوريات ، وعن أسماء الأشخاص المتسللين من القرية الى المستعمرات ، وخطرت على باله فكرة العمل ضد المحتلين والغاصبين ، وتحويل هذه العمليات التسللية من أجل الكسب المادي الى عمليات عسكرية فدائية مقاومة لقتل جنودٍ وتدمير ممتلكات تؤثر على استقرار العدو وعلى اقتصاده. فعكف على كتابة تقرير الى قيادة الحزب يقترح فيها تحويل هذه العمليات التسللية الى عمليات عسكرية وتحويل الحزب في فلسطين الى جبهة عربية مقاومة من جناحين ، جناح سياسي يخطط لهذه العمليات ويدعمها مادياً ومعنوياً ولوجستياً ، وجناح عسكري تنفيذي من الفلسطينيين ومن يريد مشاركتهم من الأخوة العرب ليترجم مباديء الحزب الى أفعال على أرض الواقع. وذهب الى قرية "بيت ريما" ليسلم التقرير بنفسه الى قيادة الحزب ، فلاقت الفكرة استحساناً لدى الأمين القطري الذي وعد برفعها للقيادة القومية في سوريا ووعد بتوصيته لاعتماد ما جاء من أفكار في التقرير.
    وكان اللقاء القادم المنتظر مع آمنة بعد اسبوعين يفتقر الى كلمات الحب والغزل المعتاد بين الحبيبين ، ونزرت في هذا اللقاء الجدي كلمات الغزل والحب بين كل عشيقين لحساب كلمات الوفاء للوطن والحس الوطني والشعور بالمسئولية تجاه الوطن السليب ، فالحب الذي يجمع بينهما هو جزءٌ صغير من حب الوطن الكبير ومن حب الله الأكبر، وسجل هذا اللقاء ترشيح عضو نسائي مناصر للحزب (من درجة (ج) في تصنيف المخابرات)، بينما كان خليل يصنف بدرجة أ حيث ترتفع درجة الخطورة الى أقصاها ، ورحبت آمنة وتشجعت بحماس وشدة للأفكار والمباديء والأهداف المكتوبة في الورق والكتيبات واللوائح والمنشورات ، وابدت استعدادها للعمل والمشاركة بالمال والجهد حتى لو وصل الى درجة التضحية بالنفس والنفيس، ورأت في دستور الحزب خطوطاً وحدوداً لطريق ربما يؤدي الى عودتها لقريتها ومسقط رأسها ، وإلى بلد الآباء والأجداد والتراث على مشارف ش*********ء يافا ، وكان لسان حالها يقول كما قال الشاعر صاحب القضية نفسها معبراً أصدق تعبير عما يجول بخاطرها وخواطر كل اللاجئين أمثالها:
    هناك بذلك العلم ، منازلنا من القدم ، ترى عيني مرابعها ، ولا تسعى لها قدمي........الى آخر القصيدة. وحملت آمنة في عنقها أمانة ثقيلة اؤتمنت عليها من حبيبها وشقيقها وصرّتها في أعماق وأغوار ووديان نفسها المثقلة بالهم الوطني ، وعاهدت نفسها على الإحتفاظ بسريتها وكتمانها حتى عن والديها. واستطردت قائلة "على فكرة يا خليل الليلة في عندنا عزومة ، بابا عزم ابو داود المسئول عن توزيع المؤن على اللاجئين في المنطقة" ، فقال خليل "والله هذا ابو داود صار كأنه من القرية ، وعلى رأي الخنساء "كأنه علم في رأسه نار" ومش بس معروف قريتنا بل في كل القرى ، وكل الناس بحبوه، بيقولوا إنوّ مغربي وطيب كثير وملسن ، وياما انعزم عندنا. وبعدين عندو شعور قومي ووطني حر ، ومتعاطف مع قضيتنا كثير. حتى بفكر أنظمو بالحزب حتى ينشر أفكارنا بالمغرب. فقالت له آمنة "نصيحتي لا تستعجل وفكر بالموضوع قبل ما تطرحه على ابو داود ، الواحد مش عارف الناس اليّ عايشين معاه وحواليه في بلده ، إنت بدك تروح عالمغرب مرة وحدة"!
    وافترقا بعد لقاءٍ كان في معظم وقته جديا ً ولا يخلو من الهزل والمزاح ومن كلمات الغزل المبطنة. ووصىّ خليل آمنة بأن لا تستقطب للحزب الاّ من تثق بهن ثقة مطلقة عمياء. فقالت له "وصي نفسك أولاً ، ودير بالك لا تتسرع وتحكي لابو داود ، ولا تحكم على الناس بالحكي والكلام الناعم".
    تلقى خليل أمراً من قيادة الحزب للذهاب الى "بيت ريما" لأمر هام ، ولما قابل أمين الحزب أخبره برد القيادة في دمشق على التوصية بتكوين جبهة مقاومة للعدو ، ولقد صدم خليل من الرد ، حيث رفضت القيادة في دمشق اقتراح خليل وتوصية الأمين القطري، وأكدت تعليماتها للمنتسبين بضرورة الإلتزام بالعمل السياسي فقط ، وعدم اللجوء لأعمال المقاومة الفردية التي ستشوش على الأعمال العامة والشاملة ، متذرعة بأن المعركة العسكرية مع العدو هي من اختصاص الحكومة البعثية التي تعد العدة لذلك في إطار الوحدة، وإن المعركة قادمة لا محالة ، وإن النصر لقريب إن شاء الله.
    يتبع الجزء الثالث عشر.
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    21/10/2009
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء الثاني عشر Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء الثاني عشر Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء الثاني عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء الثاني عشر

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الإثنين 7 مارس 2011 - 10:36

    مشكور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 6:44