.....................................
التزمت عشيرتا القرية اللتان اختصمتا بوثيقة الصلح التزاماً محكماً ، فبالرغم من فورة الدم في عروق الصغار والشباب المراهقين كسليم ابن المجني عليه والذي كانت تغلي في نفسه بمشاعر الإنتقام لما تعرض له والده من إهانة على يد الفرسان بسبب عواد وعلى جريمة حرق البيدر في تعدٍّ صارخ ، إلاّ أن الصغار احترموا ما وقع عليه أولياؤهم من الكبار ، ولم يجرؤ أي واحد من الطرفين على محاولة نقض اتفاقية المصالحة ، إنه الإلتزام بالشرف والعهد والوعد والميثاق والقانون (العشائري) ، إنه التزام الرجال بما ينطقون وبما يكتبون ، وعمّ السلام والصلح وعادت القرية بقبيلتيها تشتري حاجياتها من دكان عواد الذي هدأت نفسه برجوع زوجته وولده اليه وأصبح يشعر بالطمأنينة والإستقرار وثقل المسئولية وبالندم على الأراضي التي خسرها بسبب فعلته الشائنة.
بقي في القرية حسابٌ واحدٌ لم يصفّى ، إنه حسابٌ شخصي وسري بين آمنة وخليل ، آمنة المدينة في هذا الحساب وخليل الدائن ، فلا بد من رد الدين للدائن ، وتصفية الحساب ليتحول من بند خسارة الى بند ربح. ذهبت آمنة للكرم لقطاف التين والعنب والصبر كعادتها في ضحى كل يوم ، وصعدت على التينة الخضارية التي تطل على كرم والد خليل ، وبالتحديد تطل على اللوزة التي يستلقي خليل تحتها كالعادة ، وأضحت تستطلع وتستكشف إن كان خليل موجوداً في الكرم أم لا ، فلمحته مستلقيا تحت اللوزة يقرأ، فأخذت تدندن وترندح بالأغاني والألحان على مسامعه ، ولكنه تظاهر بعدم الإستماع والإنتباه ، بينما كانت عيناه تميلان ناحيتها وقلبه يخفق ، ويتحين الفرصة لإعادة المياه لمجاريها ، وكان يتطلع للمكاشفة والمصالحة والعتاب على أحر من الجمر بعد تبيان برائته ، ولكنه كان مشدوداً للخلف بحبال المكابرة والعناد وحبال التصنع في إظهار ثقله واتزانه كرجل ، فخليل تأثر بطريقة والده في التعامل مع الجنس الآخر ، بالرغم من إعتراضه عليها وعدم اقتناعه بصحتها في كثير من الأمور ، الاّ أن التربية في الصغر كالنقش في الحجر ، والطبع غلب التطبع ، مما جعل في نفسه ازدواجية في المعايير بين القناعة والرفض ، فعقله مقتنع نظرياً بشيء ما ، والأوامر الصادرة من العقل للأعضاء تخالف القناعة وتعمل بعكسها تماماً ، وبينما هو في حيرة من أمره ، يتأرجح بين جاذبية القناعات وتنافر الأفعال ، خطرت على باله فكرة استوحاها من الغنم والنعاج التي كان يرعاها في صغره ، كيف لا وقد أرسل الله الغراب ليعلم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل بعد أن قتله ، والله سبحانه وتعالى لم يخلق كائناً حياً أو جماداً الاّ بحكمة وفائدة مخبأة في هذا المخلوق ، وما على الإنسان الاّ التفكر لاستنباط الفوائد. تذكر خليل كيف كانت البهائم من غنم ونعاج (سمار وبياض) تتزاوج ، وتذكر كيف كان الذكر يطارد الأنثى لمدة يومٍ كامل أو يومين يستجدي منها الوصال ، وكيف كانت الأنثى تتمنع عن الإستجابة بسهولة بالرغم من بلوغ الرغبة في الوصال لديها الى ذروتها ، وتلهفها له بدوافع الغريزة التي استيقظت في جسدها وبعثت بإشارة الى دماغها. والذكر يعلم ذلك جيداً يحاسة الشم ، حيث يشتم رائحة تنبعث منها وتميزها عن غيرها من الإناث ، فيعرف أن تاريخ الإستحقاق وموعد التزاوج قد حان ، ولا يخطيء أنفه أبداً وكأنه قرون الإستشعار ، وأخيراً وبعد طول مطاردة وتعب وإرهاق تأذن الأنثى للذكر بالوصال وتدير له وجهها في عناق وتقبيل ، واستذكر خليل كذلك تزاوج الحمام والعصافير والدجاج ، وكيف أن الذكر يحوم ويدور حول الأنثى فارداً جناحيه مختالاً ً ومصدراً صوتاً مميزاً وكأنه يتجمل لها من أجل الوصال. من هنا أدرك خليل أن المبادرة للتعبير عن الحب يجب أن تكون من جانب الذكر بالفطرة التي فطر الله مخلوقاته عليها ، وفي حالته هو عليه البحث عن حبه والعمل لكسبه واجتذابه قبل أن يفر منه ويطير الى شخص آخر ، فالأنثى بطبعها التمنع والمكابرة ، لأنها الطرف الرقيق الشفاف في المعادلة والذي يحتاج للعناية والرعاية والرفق والدلال ، ولأنها تريد المعرفة والتأكد من مدى حب الذكر لها ، ومدى قدرته على رعايتها وحمايتها حيث أنها أضعف منه جسداً ، وأرق منه إحساساً ، وأجزل منه عطاءً إن استميلت ، فوجب عليها التأكد من مشاعر الذكر نحوها قبل منحه مشاعرها أولاً ، لتكون مقدمة وبالون اختبار لمنحه أغلى ما تملك وهو جسدها وذلك بالقانون والشرع وعن جدارة وإستحقاق واتزان بين طرفي المعادلة.
نهض خليل متأهباً لخوض معركة يرى فيها انتقاصاً من رجولته بفعل رواسب التربية الخاطئة وتقاليد الماضي التي أصبحت تتنافر مع الحاضر ، ويرى فيها أيضاً أنه هو المُطالب بالفطرة لإطلاق شارة البدء بالمعركة ، مدفوعاً بقوة قناعاته التي تعشعش بداخله ، وبرهن عليها وأثبتها علمياً من حكمة الله في خلقه. وفي لحظة تغلبت فيها كفة القناعات على رواسب التربية والتقاليد تقدم خطوة نحو آمنة ، وتأخر نصف خطوة للوراء بفعل رواسب التربية ، وكانت المحصلة توجهه نحوها بخطوات بطيئة وقصيرة في بداية المعركة ، الى أن اصطدمت عيناه بعينيها ، فلوح بيده وأطلق من لسانه تحية لها ، فردت عليه بمثلها ، وهنا انطلق في تسارع قوي ومفاجيء يتقدم نحو السنسلة التي تفصل بينهما والشاهد على لقاءاتهما وبمعدل خطوتين في الخطوة الواحدة. ولما وصل الى السنسلة ، كانت آمنة ترقبه ، فقال لها وهي على التينة الخضارية ، "من زمان هالقمر ما بان" ، فردت عليه وقالت : بالعكس أنا كل يوم كنت آجي للكرم ، بس إنت اللئيم إليّ كنت ما تيجي ، يعني ميخذ على خاطرك كثير ، فقال لها خليل " طيب تعالي نتفاهم ونصفي الموضوع ونشوف على مين الحق ، فقالت له "إنتظر دقائق حتى أكمل قطاف التين". وفي هذه اللحظة زاد تعلق خليل بها ورأى في بطء خطواتها نحوه كرامة وشهامة واتزاناً محسوباً واعتزازاً وثقة بالنفس تستحق التضحية والتقدير ، فعلا منسوب إعجابه بها في عقله وبالتالي علا منسوب حبها في قلبه بالتوازي وبنفس المقدار.
كانت آمنة قد أكملت قطاف التين ، ولكنها تظاهرت بالتريث ، وبعد عشرة دقائق هبطت من على التينة ، وقفزت كالغزالة للأرض ، وغسلت يديها ووجها بالماء من الشرى الذي يقطر ومن الغبار المعلق بأوراق التين ، وتوجهت نحو السنسلة على الضفة المقابلة لخليل ، ودار بينهما الحوار التالي: آمنة : صح بدنك يا خليل ، على رأي أهل بلدكم ، قال يعني إنك بتشتغل وتعبان.
خليل : وبدنك ، أهلاً وسهلاً ، كيف حالك
آمنة : الحمد لله ، بخير ، مشتاقة
خليل : مبين عليكِ ما انت مشتاقة يا آمنة ، والله ما كنت أتوقع منك ردة هالفعل العنيفة ضدي ، وقلت في نفسي : معقول آمنة تصدق عني هالتهمة القذرة والحقيرة.
آمنة : ليش مش معقول يا خليل ، أنت لا تدري كم أحب والدي الذي حملني على أكتافه وعلى صدره مشياً على الأقدام هذه المسافة الطويلة تحت النار والقصف والحر والجوع ، من قريتنا في قضاء يافا الى قريتكم في قضاء الخليل عندما هُجِّرنا. وكلما كان يحصل على الماء والغذاء ، يسقينا ويطعمنا أنا وأمي وأخي قبل نفسه ، وهو المرهق المتعب. فحبه في داخلي كشجرة الزيتون المتجذرة في الأرض. أما مشاعري نحوك كصديق فكانت بذرة لم تتفتق بعد وتنمو لتصبح نبتة في داخلي.
خليل : أنا أقدر مشاعرك وحبك لوالدك ، ولكن الله يقول "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" هل أنت اليوم نادمة يا آمنة.
آمنة: أكيد ندمت شوية ، لكن مش لدرجة المغالاة في الندم ، بني آدم خطاء ، بس بيقولوا ما محبة الاّ بعد خناقة ، والتسامح مطلوب بين البشر ، يجب أن تتعرض علاقتنا للمعاناة والإختبار والمد والجزر ، لكي تقوى وتيبس لتستطيع مقاومة مكابدة الحياة ومكائد الناس.
خليل : والله يا آمنة لا يمكن تتصوري شو عانيت وكابدت وتألمت نفسي طول فترة الخصام ، وكنت أكابر وأعاند في داخلي وأغلي غليان ولا أعرف أنام من التفكير.
آمنة : طيب ليش كنت تعاني وتكابد يا خليل الموضوع بسيط وبحصل في الحياة وما بستاهل.
وهنا انطلق خليل وبعد الإشارة الخضراء التي منحتها إياه آمنة للتعبير عما يدور في صدره من غليان المشاعر والعواطف والحب نحوها بعفوية وطيبة وتكبير سابق لأوانه للأمور،وكأنه قيس ليلى.
فقالت له آمنة : حيلك حيلك ، وطوِّ ل بالك ، مش لهالدرجة يا ابو الخل. اسمع يا خليل ، أريد أن ألقي عليك درساً في الحب ، تعود دائماً بأن لا تلقي بأوراقك مرة واحدة ، وتكشف ما بداخلك لمن هب ودب بطيبة تصل الى درجة الغباء ، دع الأمور تسير على سجيتها خطوة خطوة ، إن بذرة استلطافي لك قد انفلقت وأخرجت نبتة صغيرة يانعة وطرية بداخلي ، دعها تأخذ مسيرتها الإعتيادية في النمو والتطور ، ولا تستعجل نموها بالسماد الصناعي ، والري المتكرر في غير موسمه وأوانه ، وذلك بالتعبير عن الحب بهذه الرومانسية العذرية المثالية القديمة ، والتي سمعنا عنها وقرأناها كالخيال في الروايات والقصص. تلك المشاعر التي تقعد الإنسان عن عمله وسعيه وتشل حركته وتصفده متصوفاً في قفص عشق محبوبته ومتعبداً لها في محرابها بكفر سافربالله الواحد الأحد ، فالتصوف لله غير مطلوب ، فما بالك بالتصوف للعبد. والتعبد لله وحده لا شريك له في ذلك. تعامل مع الموضوع بواقعية ، ولا تتعلق بأحبال من الخيال في الهواء لا تستطيع الإمساك بها ، فتقع على الصخور وتتهشم وربما تفقد حياتك لغير وجه الله ، فتخسر الدنيا والآخرة معاً.
خليل : ما هذه الحكمة يا آمنة ، إن عقلك يسبق عمرك بكثير.
آمنة : إنها أمي يا خليل ، فهي ترضعني يومياً من عصارة تجربتها في الحياة بعد أن شبعت من حليبها ، وتلقي علي دروسها المنتظمة ، وتنور عقلي وفكري ، ولا أخبؤ عليها شيئاً يحصل معي ، وسوف أحكي لها عن لقائنا اليوم ، يجب أن نستفيد من خبرة من سبقونا في التجارب ، ونستنير بهديهم ، وأن نكون واضحين مع أنفسنا وضوح الشمس في منتصف الصيف. واعلم يا خليل بأن هذه السنسلة من حجارة الصوان الكبيرة ستبقى حاجزاً بيننا الى أن يأذن الله ويكتب لنا الإقتران بالقانون.
خليل : لله درك يا آمنه ، يا آمنه يا آمنه ، أنت بقلبي ساكنه ، يا آمنه يا آمنه ، ذات العيون الناعسه ذات الأيادي الناعمه ، دعيني أقطف عنك ثمار الصبر اليوم ، وأروض أشواكها ، فالثمار تتدلى على ضفة السنسلة من ناحية كرمنا. فقطفها ونظفها من الأشواك وناولها لآمنة من على السنسلة.
آمنة : شكراً يا خليل والى اللقاء.
خليل: الى اللقاء غداً إن شاء الله.
آمنة : لا أدري ، ربما وحسب الظروف ، فأنا آتي الى هنا لأداء عمل نيابة عن والدتي ، يجب علينا استغلال الوقت في إنتاج شيءٍ مفيد ، فلما أشعر بأنني أنتجت أحس بالراحة والرضا عن النفس ، إن في الحياة قضايا كثيرة يا خليل ، ويجب أن نشغل وقتنا بالإستفادة في أداء عمل يفيدنا ويفيد من حولنا من الناس ، لماذا لا تساعد والدك في أداء أعمال ومسئوليات تجاه الحياة؟ ، فتكسب رضاه ورضاك عن نفسك ، أرى أنك تضيع وقتك يا خليل في العطلة الصيفية بانتظار المدارس دون إنتاج وتفاعل مع مجتمعك، في داخلك طاقة ويجب توجيهها في الإتجاه الصحيح ، ولماذا تحصر تفكيرك في موضوع واحد وتعلق عليه آمالك؟ ، ولو فشل هذا الموضوع ستصل الى حائط مسدود وتصطدم به وتشعر بالإحباط واليأس ، ما المانع أن تساعد أهلك في الفلاحة؟ فيحيطونك بحبهم ، لماذا تعزل نفسك عنهم؟ إنهم أهلك وسندك في هذه الحياة ، ولا غنىً لك عنهم ، سمعت بأنك تصالحت مع والدك ، فاقترب منه أكثر واشغل وقتك في مساعدته والوقوف بجانبه. وأهلك طيبون ، ويستحقون منك المشاركة معهم. ودعنا يا خليل لا نلتقي يومياً لكي لا نشعر بالروتين والملل ولكي نخلق في دواخلنا شوقاً نستمتع بعده باللقاء. يجب علينا تنويع اهتماماتنا والإطلاع بمسئولياتنا وواجباتنا.
خليل : وداعاً يا آمنة ، وأرجو أن تجمعنا الصدفة ونحن نؤدي واجباتنا ، حقاً إن لسانك ينطق بالحكم وكأنك امرأة طاعنة بالسن. وشكراً لك على حديثك الممتع والى لقاء تحدده الصدف الجميلة والمسئوليات المتشعبة في الحياة. لقد أعدتِ لي شيئاً هارباً مني ووضعت يدك على الجرح في الوقت المناسب ، وسوف انخرط في تشعبات الحياة بكل قضاياها.
عادت آمنة للبيت ، وفي طريقها للعودة استذكرت كلمات خليل في إطرائه على جمالها ، وفي وصفه لحبه لها بسكناها في قلبه ، وحركت في دواخلها مشاعر الأنوثة مدفوعة بطاقة الغريزة الفطرية ، واستحسنت هذا الغزل بجمالها ورقتها ، كيف لا والأنوثة والجمال أغلى ما تملك المرأة ، وتحب أن يعجب به الرجل في حدود اللياقة ، وفي قالب مقنن لا يخرج عن أدبيات العادات والتقاليد ، ولا يشكل مخالفة أخلاقية تعصف بمستقبل هذه الأنوثة ، وتراكمت مشاعر الإعجاب بهذا الفتى في نفسها ، ويبدو أن مشاعر الإعجاب هذه قد تطورت بداخلها الى مراحل متقدمة من مشاعر الحب اللارادية ، والتي ساعدت على إنباته وترعرعه في قلبها ، والتي لا تستطيع كبح جماحها بكوابح الواقعية في ظلال فوران وتدفق الغريزة الفطرية ، ولكنها بقيت تنطلق وتسير تحت السيطرة والتحكم وتتسارع بانتظام ، وتتطور ضمن الخطة المرسومة في حدود هدي والدتها لها ، وبسرعة معتدلة لا تجنح عن الطريق الصحيح المستوي ، ولا تتعرض لمخالفات السرعة الزائدة عن الحد المسموح به ، ولا تقطع الإشارة الحمراء التي ربما تودي بمستقبلها بالإصطدام بمركبة معاكسة في الإتجاه تسير ضمن القانون فتتحمل هي المسئولية الكاملة عن التصادم وتبعاته ، ولا تتباطؤ كالسلحفاة مشدودة بالتقاليد التي لم تعد تصلح لزمانها لكي تعطل المسيرة نحو الهدف وتؤخر الوصول ، وتعيش متقوقعة في شرنقة التخلف ومعزولة عن العالم من حولها. وتقبلت هذا الفتح لحصون عواطفها من قبل جيش يحمل أسلحة تطلق نحوها قنابل وقذائف المشاعر الصادقة ، تتساقط على حصونها كالورود التي تحمل الروائح الزكية والمنظر الأخاذ الجميل ، للوصول الى الأهداف السامية ، ولا يضمر هذا الجيش الاّ الخير والسلام والرحمة والمودة لهذه الحصون ، واقتنعت بتسليم قائد هذا الجيش الفاتح مفاتيح حصونها دون الإذن له بالدخول أو الإقتراب لدرجة تخدش المشاعر وتسيء للأدبيات والعادات والتقاليد السائدة. وأصبح هذا الفتى جاذباً لها في حدود وخارج خطوط حمراء بين طرفي السنسلة التي تفصل بين الكرمين ، على أن لا تتقلص المسافة بينهما ليقتربا الى درجة الإلتحام الاّ بالقانون والنظام المتبع والشرع السائد وتحت نور الشمس الساطعة. وبذلك بدأت معركة سلام من الإستقطاب المتبادل بين قطبين مختلفين متجاذبين يقفان على مسافة محدودة ومحددة ضمن الأطر القانونية ، وسجلت إرتفاعاً في منسوب قوة الجذب عندما حان موعد عزومة ابي خليل لعائلة ابي سليم على وليمة مفتول مع الصيصان البلدية ، فقبل الموعد ذهب خليل الى مدينة الخليل واشترى ملابس جديدة وقارورة عطر وحلق لحيته وشعره حيث بدا متدرجاً ومصففاً ولامعاً بزيت الشعر ، وخلال العزومة دار بينه وبين آمنة حوار صامت بالعيون في تعبير عن حب كامن في فؤاديهما ، بدأ يشتد عوده ويتغلغل في جسديهما من أخمص القدم الى الرأس ، وذلك عبر شراينهما من خلال الدورة الدموية التي يضخها القلب عبر الجسد ، لتصل الى كل أعضائه حاملة الغذاء لكل خلية من خلاياه. وصارت كل خلية في جسديهما تحمل شارة هذا الحب وتنبض به.
يتبع الجزء التاسع
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
15/8/2009م
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015
» الانتركم مرئي وصوتي ماركات عالمية وأجهزة انذار ضد السرقات
الجمعة 25 مارس 2016 - 11:44 من طرف سامر2015